منى صدقى مازن تكتب : زيارة الرئيس السيسى لقطر ... وطن واحد ومصير مشترك
تابعت عن كثب زيارة الرئيس السيسى للعاصمة القطرية الدوحة ولقاءه بالأمير تميم بن حمد أمير دولة قطر فى زيارة رسمية أولى بعد فترة طويلة من انقطاع العلاقات بين البلدين دامت لأكثر من ثلاث سنوات .
وقد رصدت العديد من الانطباعات الايجابية عن تلك الزيارة التى حظت بمتابعة العديد من وسائل الإعلام المحلية والعالمية التى تحدثت عن أن تلك الزيارة تعد طوق نجاة بالنسبة للشرق الأوسط كله فى ظل ما يشهده العالم من صراعات وحروب آخرها الحرب الروسية الأوكرانية وحاجة تلك المنطقة لعودة الهدوء إليها بعد سنوات من الصراعات والانقسامات فى أعقاب أحداث الربيع العربى بداية من عام 2011 .
إن المتابع والمتأمل للمشهد السياسى يدرك أن تلك الزيارة ليست نتاج اليوم ، وإنما هى نتاج لتطور العلاقة بين البلدين والتى تكللت بزيارة الشيخ تميم بن حمد لمصر فى شهر يونيو الماضى ومحادثات القمة التى أجراها مع الرئيس السيسى فى القاهرة والتى تركزت على تعزيز التعاون بين البلدين وما سبق ذلك من انعقاد منتظم للجنة المتابعة بين البلدين وزيارات متبادلة على مستوى كبار المسؤولين وهى الزيارات التى رسخت أسس العلاقات الثنائية والتعاون المستقبلى بين البلدين .
وما أثار أعجابى هو تأكيد الرئيس السيسى على أن تلك الزيارة تعكس التطور والزخم الذى اكتسبته العلاقات بين البلدين وترسسيخ رغبتهما فى تعميق تلك العلاقة لاسيما ما يخدم مصالح الشعبين المصرى والقطرى وأيضاً تأكيد سيادة الرئيس على تفعيل العمل المشترك بين البلدين لدعم التضامن العربى والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة والتصدى لقوي الإرهاب التى تسعى لخراب الأوطان فى ظل ظروف عدم الاستقرار الإقليمى و الدولى الذى يشهده العالم الآن .
وما يدعو للتفائل حقاً أن هذ الزيارة تفتح مجالاً واسعاً للتعاون بين البلدين فى العديد من المجالات وعلى رأسها مجال مشروعات الطاقة ورفع حجم التبادل التجارى بين البلدين وتسهيل الاستثمارات المتبادلة وإزالة العوائق التى تحول بين ذلك وهذا ما أكدته وزيرة التجارة والصناعة الدكتورة نيفين جامع فى حديثها مع وكالة الأنباء القطرية التى أوضحت أن هناك تواصلاً بين الجانبين لتهيئة المناخ لفتح رؤوس أموال شركات مصرية أمام قطاع الأعمال القطرى.
كما أسفرت تلك الزيارة الناجحة عن توقيع الرئيس السيسى والأمير تميم بن حمد على مذكرة تفاهم بين صندوق مصر السيادى للاستمارات والتنمية وجهاز قطر للاستثمار ومذكرة تفاهم فى مجال الشؤون الاجتماعية بين وزارة التضامن الاجتماعى ووزارة التنمية الاجتماعية القطرية ومذكرة تفاهم بشأن التعاون فى مجال الموانئ بين مصر وقطر .
إجمالاً يمكن أن نقول أن تلك الزيارة قطعت الطريق على العديد من قوى الشر فى الداخل والخارج الذين سعوا دائما للاصطياد فى الماء العكر من خلال توتر العلاقات السياسية بين البلدين العربيين مصر وقطر لفترة طويلة مستغلين تلك الأحداث لتحقيق أهداف ومطامع شخصية ولو على حساب البلدين الشقيقين ، كما أنها تفتح أفاقاً جديدة للتعاون فى شتى المجالات ما يعود بالنفع على مصرنا الحبيبة التى تسير بخطى ثابتة فى بناء الجمهورية الجديدة وتحقيق حياة كريمة لجميع أبنائها .