18:10 | 23 يوليو 2019

عبدالحى عطوان يكتب: أمراة وحرية الإختيار

12:19pm 16/09/22
الاعلامي عبد الحي عطوان
الإعلامي عبد الحي عطوان


لم يكن ذلك الرداء الغامق !هو اللون الوحيد الداكن الذى عاشت ترتديه، فقد باتت كل ملابسها يزينها وشاح السواد، وكأنها فى فترة حداد لم تنتهى بعد، فالوانها ستاراً لمأساة كبيرة تروى تفاصيل حياة حكمت عليها بالموت وهى مازالت تلتقط أنفاسها، فقد عاشت وسط أسرة ذكورية،محدودة التعليم، فقيرة مادياً،وهى لم تتعلم أن تقرأ ذلك القناع القابع خلف الوجوه المبتسمة، ولم تجيد قراءة النفوس الداخلية للبشر،
 
لم يسقط من ذاكرتها ذلك اليوم الذى مضى منذ سنوات طويلة لا تذكر عددها ، ما زالت تتذكر أدق تفاصيله ، فطرقات الباب بخفة اليد، والسؤال عن الأب، إمكانية لقائه،هيئته، ملابسه المنسقة، ألوانها الزاهية ، دخوله، وجلوسه، وحديثه المنمق الذى ترامى إلى الأذان من خلف  ذلك الجدار الخشبى، عن رغبتة فى الزواج منى، مازال كل شئ بالذاكرة وكأنه لم يمضى عليه سوى ساعات معدوده، لحظتها لم إلتقط أنفاسي حينما نادى على والدى قائلاً لقد جاءك عريس، ومابين الفرحة والإندهاش وكيفية السؤال عن،أسمه وظيفته؟ وعائلتة؟ والإمكانيات؟ كان رد الأب سريعاً بالإيجاب، فنحن كنا ومازلنا لا نملك حرية الإختيار،وكأنه أراد الخلاص من عبئاً ثقيلاً على الأكتاف، مضت الأيام، مرات معدودة جلسنا فيها داخل منزلنا بوجود الأهل وشهور قليلة وقد كان الزفاف،

سارت بنا الحياة بحلوها ومرها،ومضت سفينة العمر تخطوا بخطوات ثقيله، فالمعاناة فوق قدر الإحتمال، ضيق الإمكانيات،وقلة الرزق،فقد تزوجت من شخص لا يملك من الحياة سوى أسمه ،وتقاسيم وجهة، وملابسه الأنيقه ،وأربعة حوائط ،وتاريخ لعائلته، كتب هو فيه السطر الأخير عاطل بالوراثة،سريح باليومية،على باب الله ، 

ظللنا نتقاسم الفتات مع الأيام ،حتى أستيقظنا صباح يوم، ولدينا إثنان من الأطفال على أعتاب مدارسهم،وفى مساء أحد الأيام وتحديداً بعد منتصف الليل، بينما الظلام قد أسدل ستائره على المنطقة، أستيقظت على كركبة صوت حقيبته، وهو ممسكاً بها متجهاً نحو الباب، أسرعت إليه وألف علامة أستفهام تروادنى، تشبست بملابسه، لم أستطع النطق، أختلطت كل الكلمات تاهت كل الأسئلة، بح الصوت مختنقاً حتى بالهمهمات، ذاغت عيناه بعيداً،ردد كلامات قلية قائلاً مسافراً بحثاً عن الرزق فى بلاد غريبة، دعواتكم لى بحسن الحال، 

وبعد طول غياب ومرور خمسة من الأعوام مضت، وأنا اعمل بمشغل ،أحمل همى، ومعاناتى، وحزنى، وضيق يدى ،لم يعد خلالها الغائب من بلاده الغريبة، ولم يطرق بابنا الساعى ليحمل لى خطاباً فيه لو بضع كلمات، أصبحت لا أملك من حياتى سوى شريط طويل من الذكريات، ما بين طفوله تقبع فى تفاصيلها معانى الحرمان، وما بين ظلال أشياء عارية، وشوقًا قديمًا، وبقايا عطر عتيق رائحته تفوح وأحساس قاتل بالخوف ،ودروبًا موحشة ،أوجعت أهلها كثرة الترحال، فقد خارت قواى وتراكمت ديونى، فقد صرت بدون ذنب أرتكبته أحمل كل الألقاب،المرأة المعيلة،تكافل وكرامة والغاريمين والغاريمات، 

وما بين حكايات الطفولة وأحلام الفتيات يختلج صبرى بنار الغضب، ويصطدم بجبل كاتم على الإنفاس، فقد ضاعت أنوثتى تحت عنوان الإنتظار، ينتابنى أحياناً شعور غريب ،خلجات أفكار، هل أحرر نفسى أطلق لها العنان، الوذ بالفرار، ويبقي السؤال ماذنب الطفلان ، أسئل نفسي فى اليوم الف سؤال وسؤال هل لى حرية الاختيار، هل أكمل ما تبقى من عمرى بين جدران المحاكم لأحصل على طوق النجاة، أم صبراً طويلاً قد يعود الغريب للديار،

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn