الإعلام ومحور الشر والجيل الرابع وماذا بعد ؟
وفق المحاكمة التاريخية التي أستمرت أكثر من عامين للرئيس مبارك ، والمرافعة التي قام بها المحامي الأسطورة فريد الديب ، والحكم التاريخي الذى أصدره قاضي محكمة الرئيس الأسبق ، جاء تعريف الثورات العربية بانها تنفيذاٌ لمخطط الجيل الرابع من الحروب و الذي تولت فيه منظمات عالمية تدريب الشباب على "فنون" التظاهرات و الإحتجاجات المدنية، من أجل شل بلادهم وتعطيلها، وذلك تنفيذا. لمخططات "محور الشر" الذي يضم أميركا وإسرائيل وإيران وتركيا وقطر، والمؤامرة الكبرى التي بدأت بالغزو الأميركي للعراق، وانتهت بإثارة الفوضى وانهيار البلاد العربية ، وصناعة واستخدام ما يقوم بالمهمة في كل بلد ، ففي حرب العراق كان المحور السنى الشيعي حاضرا ، وداخل سوريا صنعوا الجيش الحر وداعش ، وفى اليمن اخترعوا الحوثيين والسنه ، وفى ليبيا كونوا المليشيات والجماعات الارهابية ، وفى مصر كانت ادواتهم جيش النصرة ، والاخوان، وانصار بيت المقدس،
وقد دفع الجميع ثمنا للفوضى الخلاقة التي صنعها الارهاب بأدواته فسقطت اغلب الدول العربية ، وأنهار أقتصادها ، وتفتت جيوشها ، ونهبت مواردها ، وأثارها ، وبترولها ، وتشرد شعبها ، وصنعت المخيمات لألاف اللاجئين ،
#واليوم وبعد مرور تلك السنوات هل أقتنع المواطن العربي بان هناك حربا تسمى الجيل الرابع من الحروب ؟ هل تيقنوا تماما من حجم المؤامرة المحدقة بالبلاد ، لماذا مازال يعتقد قطاع من المصريين أن ما مرت به البلاد في 25 يناير و30 يونيو هو ثورات طبيعية ضد الحكام ، وضد الاوضاع الأمنية ، والإقتصادية ، والسياسية ، مع إختلاف القائمين عن الحكم في المرحلتين ،
لماذا لايزال قطاع يؤمن يقينيا ان سوء إدارة الحكام للبلاد هي الدافع لتلك لاحتجاجات ؟ وأن لفظ الجيل الرابع ما هو الا إختراع أمنى صدر الى الإعلام خاصة خلال حلقات الإعلامي توفيق عكاشة ، عن محور الشر التي رسخت لهذا المفهوم ،
#وانا هنا لست بصدد توضيح حجم المؤامرة الدائمة التي تتربص بالبلاد ، فالصراع على فرض النفوذ ، وحصد المكتسبات ، والتفوق العسكري والاقتصادي ، بين الدول لن ينتهى ابدا !!
لكنى بصدد توضيح مدى فشل الإعلام المصري بكل قنواته ، وادواته ،
فشل أولا : في توضيح حجم المؤامرة والمخططات الغربية ، للشارع وللمواطن وذلك بقصد او عن جهل ، و فشل حينما سمح بتفوق قناة الجزيرة مباشر مصر علية ، وهى تبث من داخل أراضينا ، فشل حينما سمح بأستضافة
عماد الدين اديب للإرهابي ، الذى قتل أبنائنا في الواحات ، فشل حينما سمح بإستمرار برامج ريم ماجد ، ويسرى فودة ،ومنى الشاذلي ، وأستضافتهم لأمثال وائل غنيم ، و البرادعي ، ووائل عبدالفتاح ، وغيرهم ممن يروجون للثورات ، ذات الصناعة الغربية الممولة ،
#واليوم ما يزال الإعلام يؤكد إستمرار قمة فشلة حينما لا يستطيع بكل قنواته ونجومه ان يصل يقينا للمواطن ، أن البلاد تسير في الطريق الصحيح ، ولا يستطيع أن يقنعه بأهمية ما أقيم من مشاريع قومية عملاقة ، ومدى أهميتها ، لدرجة أن يثار الجدل في الشارع عن فائدتها ، وتوقيتها ،وتكلفتها ، وكان الأولى منها مشاريع أخرى ، او هى دون جدوى المصريين ،
أيضا من صور الفشل الإعلامي ، حينما يتصدر المشهد أعلاميين من هم محسوبين على أنظمة متعددة ، وفقدوا مصداقيتهم ، بالشارع فمهما قالوا أو أذاعوا لن يصدقهم احد ،
أيضا من صور الفشل حينما توقفت حلقات التثقيف، وانارة الوعى ، ومناقشة الغزو الثقافي والفكري ، وتحولت البرامج الى معارك شخصية وساعات من الهري ، وساعات من الطبخ ، وباقي البرامج للدجل والشعوذة ،،
#الآن على الدولة أن تتنبه الى خطورة ذلك ، وتنظر بحيادية الى تجربة القناة العميلة ، وتفوقها في بث سمومها ، عن كل قنوات التليفزيون المصري ، وتفتح المجال أمام الوجوه التي لها مصداقية ، لدى الناس وتتخلص من الوجوه المتلونة ، التي باتت تحرج النظام أكثر من أفادته فهي عبء علية ،
#الآن على الدولة أن تعيد حساباتها في مبنى ماسبيروا ، والآلاف الذين يتقاضون المليارات سنويا ، من ضرائبنا ، وقوت أولادنا ، وهم بطالة مقنعه ايضا إعادة النظر في القنوات المحلية ، والصحف القومية ، وتحريرها والإعتماد على نفسها في الرواتب ،
والغريب لا توجد أي دولة في العالم تستمر في دفع الملايين سنويا مرتبات لمؤسسات فاشلة وخاسرة ، الا بمصر ! والسؤال لماذا تستمر فى ذلك ؟ ولصالح من ؟ ولحماية من ؟
النظام القوى لا يحتاج تلك الوجوه الفاشلة ؟
السؤال الهام لماذا لا يتم تحرير الصحف القومية حتى الآن وأعتبارها صناعة مثل باقى الدول ؟
اخيرا !!
على الدولة الخروج من المصطلحات الرنانة وتحديد هويتها هل هى تحتاج هيئة وطنية للأعلام ام وزارة للأعلام ؟