هل الإنتحار فعل محرم أم فعل مجرم ؟
فى الماضي كانت محاولات الإقدام على الإنتحار أو القيام به فعلا مؤشراً دامغا على وجود مرض نفسي يتطلب المساعدة النفسية المتخصصة ، ف الاكتئاب من أهم الأمراض النفسية التى قد تؤثر على نمط تفكير الفرد بشكل سلبي تفقده معنى وقيمة وجوده اصلا فى هذه الحياه، وذلك نتاج تغير كيميائى فى المخ حيث تعمل تلك الكيميا على احداث خلل هرمونى فى الجسم يؤثر على الحالة المزاجية والعصبية للإنسان وتفقده أى إحساس ايجابى تجاه نفسه أولا وتجاه الآخرين ثانيا ، وأن لم يتلق المريض المساعدة النفسية المتخصصة فقد رغبته كلية فى الحياه وأقدم فعليا على التخلص من حياته التى لاتعني له سوى المزيد من الإحباط والألم .
أما الآن ومع اﻹنتشار المفاجئ للفكر الانتحارى لدى بعض الشباب فقد اختلفت استراتيجية التفكير الإنتحارى من مرض نفسى إلى مرض سلوكى نتيجة خلل شديد التعقيد فى تركيبته الشخصية الفاقدة لهويتها وملامحها على كل المستويات الذهنية والوجدانية والدينية والأخلاقية ،فأصبح التفكير الإنتحارى الذى قد يلجأ إليه البعض كنوع من الإنتقام ممن حوله لرفضهم مثلا تلبية مطالب خاصة به فيستشعر أن فى هذا الفعل عقابا لهم ومدعاة لندمهم واحساسهم بالذنب تجاهه، وهذه رؤية قاصره من شخصية
هشة مشوشة التفكير والعاطفة، فمن ذا الذى يستهين بحياته واحلامه وطموحاته ومستقبله لمجرد أن يشعر من حوله بالندم أو الإحساس بالذنب .
نأتي إلى الجزء المهم فى هذا الموضوع وهو هل الإنتحار فعل مجرم أى ضد القانون ... أم محرم وفقا لكل الشرائع السماوية التى شرعها الله لعباده
حقيقة لايمكن تطبيق نص قانونى يجرم المنتحر لأنه قام بذلك
واعدم نفسه بنفسه
ولكنه بكل تأكيد هو فعل محرم وفقا لما شرعه الله الذى حرم قتل النفس بغير نفس. .. مهما كانت الدوافع لذلك. . إلا من كان فاقدا للأهلية العقلية وغير مسئول عن تصرفاته ،أو لديه ميولا انتحارية نتيجة مرض نفسى ك الإكتئاب الحاد
أما من يقدم على الإنتحار نتيجة بعض الظروف أو الضغوط الحياتية أو حتى تعرضه للظلم، فهو قد خسر دينه ودنياه بقنوطه من رحمة الله عز وجل والتى وسعت كل شيئ
ف ياليت شبابنا يستفيق من غفوته ولايلق بنفسه إلى التهلكة
وان يقدر ذاته ويسمو بروحه فى مواجهة التحديات التى تواجهه بقلب مؤمن وحسن الظن بالله، فرب الخير لا يأت إلا بالخير،
وياليت أيضاً يستفيق الأهل لدورهم التربوى الحقيقى فى التربية وصياغة شخصية أطفالهم بشكل إيجابي وان يحتووا أفكارهم واحلامهم وطموحاتهم بالمزيد من الدعم النفسى والعاطفى
والا يتركوهم لشطحاتهم الفكرية والنفسية التى تذهب بهم إلى حيث لا رجوع
عافانا الله وعافاكم والمؤمنين أجمعين