عبدالحى عطوان يكتب :- المحافظ ..النواب .. رئيس المدينة
أدهشننى جداً العبارة التى بدات بها الكاتبة كريمة كمال "بالمصرى اليوم" حينما تناولت موضوع اقتلاع أشجار حديقة انطونياس قائلة "أحمق من يقطع شجرة كتلك عمرها أكثر من ألفى عام ليقيم مكانها مبنى أو كوبرى سينهار خلال سنوات أو على أكثر تقدير خلال خمسين عام "
والحقيقة المؤكدة أن ما جرى فى مصر الجديدة جرى فى غيرها، خاصة فى الإسكندرية التى تم تشويه الكورنيش فيها بمبان ضخمة تحجب الرؤية تماماً وتنزع عنه ما كان يتمتع به السكان من امتداد مفتوح على البحر.
وبرغم أن توجه القيادة السياسية وفخامة الرئيس السيسي نحو زيادة المساحات الخضراء وزراعة 10 مليون شجرة على مستوى الجمهورية إلا أن المسئولين على الأرض وفى الواقع توجههم وتصرفاتهم مختلفه تماماً، فهم لديهم جميع المبررات لتشويه الجمال وانفاق الملايين على اقامة الكتل الخرسانيه الصلبة كالبوابات، ولديهم الحساسية المفرطة نحو المساحات الخضراء، فالقرار الاسهل هو اقتلاع الأشجار وأحلال مكانها بلاط انترلوك أو مقاهى إذا كانت تلك الحدائق بمداخل مدن أو ميادين عامة بحجة تنمية موارد الدولة وتعظيم الإيرادات
وليكن لنا النموذج الأمثل فى ذلك مدينة طهطا ،أحد مدن سوهاج فهى مثلها مثل باقى المدن شاهدة على تلك القرارات ذات النتائج الكارثيه، فقد بدأها رئيس المدينة الأسبق عندما نفذ تاشيرة المحافظ الأسبق الدكتور أيمن عبدالمنعم لأحد النواب بوضع الأكشاك أسفل الكوبرى بشارع التجارة وهو الشارع الرئيسي بالمدينة و الذى يحوى عدد من المدارس والإدارة والتعليمية بالمخالفة للقرار الوزارى مما دمر الشارع بأحتلال البائعة الجائلين له واصبح المرور فيه سيرا على الأقدام بمثابة معاناة بينما استحالة مرور الإسعاف أو المطافى وبرغم اعتراضنا وقتها بشدة ورجاؤنا للجميع مسئولين ونواب بجمع مكان آخر إلا أنه تم تنفيذ التاشيرة بعدما تم تحرير عدد من المحاضر للاهالى الذين أعترضوا على التنفيذ حرصا على خصوصية منازلهم بحجة إعاقة تنفيذ القرار
وعلى نفس النهج رئيس المدينة السابق قامت بإتخاذ قرار فردى عنترى باقتلاع الأشجار المعمرة ذات التاريخ الطويل والنادرة الموجودة أمام مجلس المدينة والتى كان يستظل بها المواطنين أثناء دخولهم لقضاء مصالحهم ليحل مكانها الأسوار الحديدية والانترلوك وذلك بانفاق ما يتخطى 800 ألف جنيه بحجة التطوير.
وعلى نفس المسار سار رئيس المدينة الحالى ليقوم رجاله فى لحظة ما بدون قرار باقتلاع ثلاثة من الأشجار المعمرة الموجودة أمام المركز الطبى ليضع مكانهم كشك لبيع اللحوم إلا أن أعتراض وزارة الصحة حال دون وجوده بعدما تم أقتلاع الأشجار ووقوع الكارثة
واليوم لم يكتفى مجلس مدينة طهطا بذلك حتى بعد تأجير حديقة الغلابه من قبل كافيه ليكمل المسيرة فى صورة تشهد تخاذل تام للسادة النواب والشخصيات العامة بتأجير الحديقة الموجودة فى مدحل المدينه الرئيسي بشارع النصر البحرى ليحل محلها مقاهى شعبية ليزداد الشارع أختناقا أكثر لوجود عدد كبير من محلات تجهيز العرائس بنفس حجة نعظيم الموارد حتى لا يستطيع أحد الإعتراض دون رؤية للجانب الاخر المتضرر من القرار وهو تدمير للشارع وخلق مشاكل بين سكان العمارات وجليسي المقاهى
وفى النهاية ،،،
المحافظ .. السادة النواب .. رئيس المدينة
نحن معكم فى تعظيم موارد الدولة وزيادة الإيرادات بكل قوة وبايمان وادراك لظروف البلد الاقتصادية لكن كان الأجدر بكم التفكير خارج الصندوق بما لا يضر المواطن أو على الأقل الحد من الفوضى والعشوائية والبلطجة وحماية ارواحنا بترخيص مركبة التوك توك المنطلقه فى شوارعنا دون رقابه بجرائمها لتعظيم الموارد بدلاً من اقتلاع الأشجار وتحويل امكانها لمقاهى وفقدان الأهالى لحسهم بالأمان