خلف الشاشات .. نعمة أم نقمة !
فى ظل الإنفتاح التكنولوجى الرهيب الذى نعيشه وربما تكرر هذا العنوان على ألسنة الجميع ..
" هل الواقع أخطر أم العالم الافتراضي" خلف الشاشات " ؟
سؤال طرحته لأحد الأصدقاء المتابعين ، فأجابني أنه يقضي معظم وقته أمام شاشة الهاتف الذكى ، ولا يكاد يرى أحد خارج منزله .. فأخبرته أن ذلك ليس بجيد .. فكان الرد :
أن ذلك أفضل من قضاء الوقت في الشارع ورفقة أصدقاء السوء والتدخل فى خصوصيات الأخرين ونصب المكائد والحقد وتشويه الصور " على حد قوله " ... قلت في نفسي ربما لا تدري أن هذا العالم الافتراضي أخطر من الشارع والذى نعترف بايجابياته وسلبياته.
الباحثين الاجتماعيين بيأكدوا أن معرفة أصدقاء جدد والاختلاط بهم شئ فطرى فى نفس البشرية والصداقة تُبنى على تجارب حسية وقد تحتاج إلى أوقات كبيرة حتى تمتلكها على عكس الصداقة الافتراضية .. ولو نظرنا إلى الصداقة الحقيقية فهي تمر بمواقف مختلفة في الحياة بأزمان واوقات مختلفة .. أما الافتراضية موجودة فقط بشاشة الهاتف وأن لغة الجسد تساعد في فهم الآخرين وتقدير مشاعرهم وظروفهم، أما الصداقة في العالم الافتراضي فلا توجد بها هذه المميزات المهمة .. و " الصديق وقت الضيق " لا نجده في العالم الافتراضي المظلم .
فى الحقيقة أنا لا أنكر العالم الافتراضي، فأنا جزء منه وأحاول ألا يسرقني من العلاقات الاجتماعية الحقيقية وليس هناك مثل الأصدقاء أصحاب القلوب الطيبة ذو الأصل الطيب.