صحافة التريند والضجيج بقلم :- عبدالحى عطوان
بعدما كانت مهنة الصحافة لا تعنى فقط جمع الأخبار بل كانت لها عدة مهام كبرى من بينها عملية الإتصال بين القارئ والصحفى وأطلاعنا الفورى بالأحداث، والقضايا التى تشغل العالم كله، بالإضافة إلى رفع مستوى الوعى بين الناس، وتحسين مستوى ثقافتهم وانخراطهم فى الشأن العام، وخلق حالات من الوعى العام والشامل؟
بل هناك صحفيون صنعوا تاريخاً ليس من وظيفتهم الخبرية فقط بل من كتابتهم التوعويه والتنويريه وثقافتهم ومدى قدرتهم على التعمق فى جمع المعلومه لدرجة أصبحوا مستشارين لرؤساء عظام أو عمودهم يؤدى إلى زلزال بل هناك كتابات صحفية أطاحت بحكومة كامله
لكن للاسف الشديد في الفترة الأخيرة أنتشرت ظاهرة التريند وصحافة البوست وأمتلات الساحة بغير المهنيين لدرجة الفوضى بل أصبحت كلمة الصحافة تعنى الضجيج الإعلامى دون المضمون
واليوم بات علينا أن نطرح عدة أسئلة مهمة جداً على أهل المهنة دون غيرهم هل لا توجد قضايا وأزمات مهمة تلهم الصحفيين والإعلاميين ليقوموا بأدوارهم المهنية؟؟
لماذا توقف دورهم على تقديم المعلومات والأخبار فقط ؟ وابتعدوا عن الدراسة النقديةو التحليل وطرح وجهات النظر المختلفة بقدر من الشفافية، وإظهار قضايا المواطنين بمهنية وعدم المبالغة،
لماذا تخلوا جميعا عن الوظيفة الأهم وهى وظيفة التنوير والثقافة ؟وتوقفوا عند جمع تقارير الأخبار والأحداث المتعلقة بالحياة اليومية،
وفى النهاية تبقى كلمة
توارى الصحفيين الكبار عن دورهم وتركهم الساحة لإنصاف المثقفين والغير دارسين صدر لنا كارثة أكبر فى نوعية الأخبار نفسها التى نطالعها فقد توقف «السبق الصحفى والإنفراد»، ليأتى مبتزلاً مصاحبًا بأخبار ومعلومات عن طلاق وزواج وأنفصال المشاهير. وفراغ فكرى وثقافى واجتماعى كامل. وبالتالى تحولت الصحافة والصحفيون إلى آلات تبحث عن التوافه، وتلهث وراء أخبار وحياة النجوم الشخصية، وهذا ما كانت تفعله الصحافة الصفراء قديماً ، فقد كانت تركز على القصص المثيرة وشائعات المشاهير والنميمة والأخبار المُبالَغ فيها والفضائح والضجيج الإعلامى الفارغ والإبتزاز الصحفى وأختلاق العديد من القصص الإخبارية العارية من الصحة.