عبد الحي عطوان يكتب: مصر عبر الأنظمة المختلفة
سنوات طويلة عاشها الشعب المصري مع الأنظمة السياسية المختلفة فكل نظام يأتي بأفكاره وآلياته وتوجهاته فقد عاشت البلاد حقبة مع عبد الناصر يقدس الناس فيها الإشتراكية، التي تعنى التواكل وقتل الإبداع الشخصي للإنسان،برغم إنجازاته وانحيازه للطبقه الفقيرة إلا أن الإشتراكيه لم تقدم للمواطن خلال ذلك الكثير
ثم انتقلت إلى نظام السادات إلى الرأسمالية دون مقدمات فقد تبنى الإنفتاح" السداح مداح" دون ضوابط ودون أفكار خاصة بنا تقود بلادنا إلى نهضة حقيقية... حيث سادت فيه قيم الهيبيشة من الفهلوة والإرتزاق حيث أحتلت أعراض الإنفتاح المشوه المشهد، والذي ظهرت فيما بعد نتائجه الكارثية من ثراء فاحش للهليبة وفي نفس الوقت تسلل بعض تجار الدين للسطح، حيث فرضوا السيطرة والهيمنة على الناس بمظاهر التدين البعيدة عن جوهر الدين الحقيقي والتي لم تخاطب الكثير منها يوماً ضمير الإنسان... فالقيم الدينية الصحيحة تدعو إلى العدل والصدق وفعل الخير. ولكن في عهد السادات ظهر من يتحدثون عن الحرية لكنهم لم يقبلوا سوى بحرية السير في القطيع وبمعنى أدق صناعة العبيد والسمع والطاعة... فترة عصيبة عاشتها مصر شهدت صعود الإرهاب والقتل والترويع بدءاً من أحداث الزاوية الحمرا حتى كانت النهاية مقتله على أيدي من أخرجهم من السجون وتبنى أفكارهم
ثم انتقلت مصر إلى فترة الرئيس مبارك التي يمكن تقسيمها إلى مراحل الأولى منها شهدت خطط التنمية والتطور في البنية التحتية وانحياز كامل للفقراء ومحدودي الدخل والأخيرة منها إنهيار تام في كافة القطاعات وعلى رأسها الصحة والتعليم من الفساد والمحسوبية والشلليه وتدخل الزوجة والأبناء في مقاليد الحكم وصراع من يحيطون بالرئيس حتى كان رحيله أعقاب أحداث يناير 2011
ثم جاءت الفترة الأكثر دموية والتى بدأت من 2011 حتى عام 2014 وما صاحبها من أحداث سياسية على المستوى الدولى والإقليمى وصعود التيار الإسلامى لسدة الحكم مع مواكبة أنفاق العالم الخارجى للمليارات لفرض الديمقراطية المزيفة وتفتيت الدول العربية ونهب ثرواتها تحت مسمى ومزاعم الربيع العربي وتحقيق إرادة الشعوب بالثورات ضد الحكام وقد كانت آثارها من التخريب والإرهاب المنظم سواء في سيناء أو الداخل من حرق دور العبادة والأقسام الشرطية وهذا أكبر دليل على إتفاق أصحاب المؤامرة الخارجية مع كيانات من الداخل حتى مسميات مختلفه بالدول العربيه
حتى كانت أحداث ٣٠ يونيو ومجيئ الرئيس السيسي الذى أمتلك شجاعة دون غيره من الرؤساء السابقين لقراءة الواقع دون رتوش ولديه من الشرف ما يمنحه قوة يستطيع بها، طرح كل الملفات بكل واقعها بلا تجميل أو تزييف.
وبخلاف كافة المبادرات العملاقة التي تبنتها القيادة السياسية منذ توليها والتي تحمل في طياتها مضموناً اسمياً للعدالة الاجتماعية والمساواة بين طبقات المجتمع من مبادرة حياة كريمة إلى تكافل وكرامة إلى المبادرات الصحية إلا أنه يكفيه فخراً أن التاريخ سوف يذكر أنه أول رئيس استطاع بكل قوة أن يمارس حقه الديني في فرض السماحة والعدل دون خوف من هيمنة التيار الإسلامي وهجومه عليه يكفيه فخر أنه أول رئيس في عهده يعود هناك خطاً يفرض قيوداً وشروطاً على دور العبادة للمصريين الأقباط...
وفي النهاية تبقى كلمة للعالم أجمع ما فعله الرئيس السيسي منذ توليه بغض النظر عن اختلاف الرؤى في بعض الملفات ليس غريباً على الإسلام دين السماحة والوسطية والرحمة دين التسامح والضمير ولكنه جديد على من يملك القرار، لإقرار العدل "فقد يذكر التاريخ أن عهده شهد ثورة على الأفكار الرجعية وعلى القوانين التي ظلت 150 سنة بدون تعديل حبيسة الأجهزة المعنية المختلفة والخاصة بتنظيم البناء الموحد