عبدالحى عطوان يكتب : المناصب زائلة والأبطال من ورق
أعجبنى جداً ما قام بنشره الكاتب الكبير سليمان جودة فى بوابة" المصرى اليوم" هذا الأسبوع تحت عنوان "مكر الأيام" وبرغم أنه ليس بالطرح الجديد وأنما يؤكد حقيقة أزليه قائمة منذ الأبد فى أن دوام الحال من المحال.. وأن المناصب زائله.. وأن الذين يتشبسون بمقاعدهم واهمون.. ولو دامت لغيرهم ما وصلت اليهم .
إلا أنه أستند الكاتب فى سرده لواقعتان حقيقيتان معلومتان للجميع الأولى عندما كان حبيب العادلى وزيراً للداخلية وحاول أبعاد محمود وجدى الذى كان مديراً لمباحث القاهرة حينذاك ونجمه ساطع وسماته وصلاته بمسئول كبير تؤهلة لكونه أن يأتى وزيراً للداخليه بكل الطرق فذهب به مرة إلى مصلحة السجون، ومرة ثانية إلى كفرالشيخ، وفى مرة الثالثة ذهب به إلى التقاعد، فدارت الأيام سريعاً وجاءت أحداث 25 يناير 2011 ليغادر حبيب العادلى الوزارة ويأتي محمود وجدى وزيراً للداخليه ليجلس على نفس كرسيه بكامل صلاحياته، برغم محاربة العادلى له ومحاولة منعه من الوصول لهذا المقعد بكل الطرق
والواقعة الثانية ....هذا الأسبوع حيث دارت فيها الأيام دورة كاملة، وهى تخص مجئ حسن عبدالله ليجلس على مقعد محافظ البنك المركزى، الذى كان طارق عامر يستقر عليه!.وحاربه فيه حرباً لم تكن خفيه على الجميع وأبعده ليخرج من سنوات من المصرف العربي الافريقي ليأتى اليوم خلفاً له مباشرة ويجلس على نفس المقعد بكامل صلاحياته و الذى لم يكن يتوقعه عامر نهائياً.
وعلى المستوى الدولى لم يكن أحد يتوقع أن تكون نهاية مبارك هكذا أو أن مصر تمر بكل هذة الأحداث أو أن يأتى مرسي ليحتل مقعد الرئاسة ولو يوماً واحداً
وفى النهاية تبقى كلمة ،،،،
الاشخاص زائلون والمناصب فانية يأتى المسئول ويرحل ويبقي الوطن باشخاصه ومبانيه وأرضه وشجره وزرعه وسيظل التاريخ شاهداً على سيرة كل شخص وتاريخه سواء كان مسئولاً صغيراً أو رئيساً للمدينة أو نائباً برلمانياً أو محافظاً او وزيراً وستظل إنجازاته باقيه وسيرته مدى الدهر يتناولها الناس إذا كان مؤذياً أو خدوما حقق أو لم يحقق فعلى الجميع التوقف الآن من التهليل وصناعة الأبطال التى من ورق..