"فجر إسرائيل الكاذب " و " وعد الآخرة الصادق " بقلم : فريد عبد الوارث
أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي، بالأمس، عملية أسماها ( الفجر الصادق ) في إطار التوترات مع حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، حيث شنت طائرات الجيش الإسرائيلي غارتين على شقة في برج وسط مدينة غزة، و أخرى على مرصد للمقاومة شمال القطاع ، و ما زالت الاعتداءات مستمرة على أهلنا في فلسطين!!!
شخصيا ، لا أستغرب العهر و العربدة الإسرائيلية التي يقوم بها شتات الأرض في منطقتنا العربية ، فتلك نتتيجة طبيعة لحالة السيولة الشديدة التي تمر بها بلادنا العربية ، منذ خروج العراق من معادلة الأمن القومي العربي ، وصولا لثورات الخراب التي قضت على البقية من الدول القوية عسكريا ، و لولا نجاة مصر من تلك المؤامرات و تماسك شعبها و جيشها البطل ، لرأيتم أضعاف ما يقوم به الصهاينة .
لكنني توقفت كثيرا أمام التسمية التي أطلقها الكيان الغاصب على عملية الاعتداء على غزة ، فأولئك الكاذبين يعرفون جيدا كيف يغيرون الحقائق ، و يعلمون أنهم إلى زوال طال الزمان أو قصر ، و مع ذلك فقد أطلقوا اسم " الفجر الصادق" على التزوير و الظلم و العدوان !!
إنهم يظنون و بعض الظن إثم ، أن فجرهم قد لاح ، و أن علوهم قد تحقق !! و يتجاهلون أن الوعد الحق و الصدق هو الذي كتبه الله سبحانه و تعالى عليهم ، و أنه آت لا ريب فيه .
يقول تعالى ذكره لبني إسرائيل فيما قضى إليهم في التوراة (إِنْ أَحْسَنْتُمْ) يا بني إسرائيل، فأطعتم الله و أصلحتم أمركم، و لزمتم أمره و نهيه (أَحْسَنْتُمْ) و فعلتم ما فعلتم من ذلك (لأنْفُسِكُمْ) لأنَّكم إنما تنفعون بفعلتكم ما تفعلون من ذلك أنفسكم في الدنيا والآخرة. أما في الدنيا فإن الله يدفع عنكم من بغاكم سوءا، و ينمي لكم أموالكم، و يزيدكم إلى قوّتكم قوّة. و أما في الآخرة فإن الله تعالى يثيبكم به جنانه (وإِنْ أَسَأْتُمْ) يقول: و إن عصيتم الله و ركبتم ما نهاكم عنه حينئذ، فإلى أنفسكم تسيئون، لأنكم تسخطون بذلك على أنفسكم ربكم، فيسلط عليكم في الدنيا عدوّكم، و يمكِّن منكم من بغاكم سوءا، و يخلدكم في الآخرة في العذاب المهين. و قال جلّ ثناؤه (وَإِنْ أَسَأْتُمْ فلها) و المعنى: فإليها كما قال بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا والمعنى: أوحى إليها.
و قوله ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ ) يقول: فإذا جاء وعد المرّة الآخرة من مرّتي إفسادكم يا بني إسرائيل في الأرض (لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ) يقول: ليسوء مجيء ذلك الوعد للمرّة الآخرة وجوهكم فيقبِّحها.
ذلك هو الوعد الحق و الفجر الصدق ، و إنه لآت لا ريب فيه .... و إنا لمنتظرون .
٠