هل يمثل الفيس بوك خطرا على الأمن القومي
ننساق نحن دائما كعرب، خلف ما يقدمه لنا الغرب، من وسائل تكنولوجية حديثة، دون أن ندري او نضع في إعتبارنا أثارها السلبية، والتى قد تكون أعظم ضررا من نفعها، فليس من شك في أن موقع الفيس بوك فتح مجالا للإتصال والتواصل، وتبادل الأراء على كافة الاصعدة بين مجموع الشرائح الاجتماعية المختلفة على المستوى العالمي، الأمر الذي جعل العالم وكأنه بات وحدة إجتماعية صغيرة.
ولكن هل نحن كمصريين استطعنا إستخدام هذا الموقع تحديدا إستخداما رشيدا، يعود علينا بالنفع، الأجابة بالقطع لا وليس نعم، وذلك للاعتبارات الواقعية التالية التى نلمسها ونستشفها فيما يلي _
اولا : حالة الإستغراق والانغماس، في استخدام هذا الموقع بشكل استمرارى، على مدار الساعة، وعلى حساب اوقات العمل احيانا، بل وعلى حساب الأسرة احيانا أخرى.
ثانيا : إفتقاد قواعد الضبط الاجتماعي، وفتح الباب على مصراعيه أمام قيام روابط اجتماعية افتراضية، بصور وصنوف واغراض مختلفة، كلا فيها يبحث عن ضالته، بما كان له من مردود سيئ الأثر على الكيانات الأسرية فيما بين اطرافها، وبما تنتج عن ذلك من قيام علاقات غير أخلاقية، وما ترتب عليها من ارتفاع لحالات الطلاق والانفصال الغير مبرر وساحات المحاكم شاهد على ذلك.
ثالثا : انكسار وهتك حرمة الخصوصية التى كانت مقدسة في الماضي، وانخراط الجميع في هذه البوتقة، معتقدين ظنا انهم تحت غطاء من الستر، غير انهم عراة أمام الجهات والأفراد التى تشرف على إدارة هذا الموقع، والتي في أغلب الظن انها مرتبطة بأجهزة معلوماتية استخبارتية معادية، تمثل لها هذه المعلومات والبيانات التى تتحصل عليها من خلال الحسابات الشخصية للمستخدمين، مصدرا بالغ الأثر و الأهمية، في استخدامها كسلاح مضاد تجاه مصالح الدول التي ينتمي إليه هؤلاء الأفراد.
فهل لك يا سيدي ان تتخيل ان بإمكانهم من خلال الفيس بوك معرفة اسمك، وسنك، وزوجتك، وأسماء أبنائك، واقاربك، وجهة عملك، ورغباتك، والمكان الذي تكون متواجدا فيه، أيما تكون وأينما كنت، فضلا عن إمكانية اطلاعهم على كافة رسائلك ومراسلاتك الشخصية التي تظن خصوصيتها حتى وان اتخذت إجراء بإزالتها او محوها فلديهم القدرة الفنية على إستعادتها وقد صرح بذلك مارك ذوكربرج المدير التنفيذي لموقع وشركة فيس بوك في غضون القضية التى اثيرت مؤخرا في المجتمع الأمريكي بشأن اتهام موقع الفيس بوك بالتجسس على الناخبين الامريكان.
رابعا : إستباحة إمكانية الوصول، الى معرفة هوية أسماء وأشخاص، من رجال الشرطة والجيش والقضاء، من خلال حساباتهم الشخصية، وإمكانية تحديد جهات عملهم، ومواقعهم التي يعملون بها، الامر الذي يكون له بلا أدنى شك مردوا خطيرا على اعتبارت الأمن القومي في مجملها.
خامسا : إسقاط القيم الاجتماعية، فى براثن الرغبة المفرطة في الظهور، ومحاولة فرض الرأي، وإثبات الذات، بما أستتبع ذلك، اننا رائينا المدرس ساذجا في منشوراته، واستاذ الجامعة تافها عقيما في كتاباته، ورجل الدين سطحيا متهاترا في مشاركاته، بما ترتب على ذلك من إضمحلال وضألة لهذه القيم في عيون المجتمع، من حيث أشخاصها وصفاتها، الأمر الذي ينذر بكارثة اجتماعية حالما سيفقد المجتمع تدريجيا معيارا للقيمة والقدوة.
سادسا : إشاعة التشاحن، والتخوين والاتهام، في تبادل الاراء السياسية، وتشويه الرموز والتشهير بها، وإثارة القلاقل واستنهاض النعرات الطائفية والحزبية، وإستخدامه كوسيلة للضعط على توجيه إرادة الدولة كرها في الإستجابة لرغبات الرأي العام، حتى وان تعارضت مع جوهر المصلحة العامة.
سابعا : تمكين القوى المعادية من بث الاخبار الكاذبة، والمشاهد المصطنعة والمحتويات المزيفة، وتوجيهها نحو فئات معينة بغرض خلق حالة مفتعلة من السخط العام، تجاه الأداء السياسي للدولة.
وهذه الحالات ايرادها جاء على سبيل المثال لا الحصر، ذلك أن إمكانية الإيضاح الكامل لصورة الأضرار المترتبة على استخدام هذا الموقع، هو شأن المختصين في علم الاجتماع وليس شأني كرجل قانون.
وقد يعارضني فيما توجهت اليه من يرى ان لهذا الموقع فوائد إجتماعية وثقافية أخرى تحول دون إمكانية إغلاقه، فيصبح القول هو حتمية قيام تنظيم عملية إستخدامه وان تتولي الدولة من خلال وزارة الاتصالات الإشراف الكامل والمراقبة الفعالة على عملية الاستخجام وذلك قد يتأتي مما يلي :
إولا : تعميم ربط الحسابات الشخصية على الموقع بالرقم القومي لأصحابها من خلال الوزارة المختصة وإصدار قرار إداري بمنع استخدام الموقع خلال سعات العمل الرسمية بالنسبة للموظفين والعاملين بأجهزة الدولة وقطاعات الدولة، ورصد عقوبات وغرامات مالية محددة لكل من يخالف ذلك، وكذلك منع جنود الجيش والشرطة من نشر الصور أو المقاطع التى تظهرهم حال تواجدهم في خدماتهم او واحداتهم او ثكناتهم العسكرية.
ثانيا : منع رجال الجيش والشرطة والقضاء من إنشاء او حيازة حسابات شخصية تحمل أسمائهم مرتبطة بصفاتهم او جهة عملهم.
ثالثا: التقرير بإحقية الزوج والزوجة، في يحصل كلا منهما على الرقم السري الخاص بحساب زوجه واحقيت احدهما في تصفح و مطالعة حساب الاخر دون قيد او شرط، والنص على تجريم إنشاء الصفحات الشخصية للأطفال، اللذين تقل أعمارهم عن ثمانية عشر سنة ميلادية.
رابعا :فرض ضريبة مضافة، تخصم من الرصيد الفعلي للمستخدم بشكل مضاعف، حالما يزيد وقت استخدامه لهذا الموقع عن ساعة واحدة في اليوم.