هل خسر الغرب رهانه على حصار " روسيا " بقلم :- فريد عبد الوارث
راهنت أمريكا و ذيولها على كسر " روسيا " عبر توريطها في حرب مخطط لها مع أوكرانيا ، تستنزف قدراتها العسكرية و الاقتصادية ، ثم فرض حصار محكم عليها ، وصولا لخروجها من معادلة القوة العالمية ، فهل نجح الغرب في مسعاه ؟
بعيدا عن التصريحات الإعلامية التي لا تمثل الواقع ، أدرك العالم كله فشل فكرة حصار روسيا ، فهي ليست العراق أو كوبا أو حتى فنزويلا ، لكي تنجح معها تلك الأفكار ، و حتى الفكر المهوس بسياسة الأرض المحروقة سواء " أوربا " أو " روسيا " لم يؤدي سوى لحرق الغرب و العالم و لم تحرق روسيا ، و هو ما يعني بقاء روسيا و إعطاؤها زعامة العالم على طبق من ذهب .
و الدليل على ذلك هو تلك الاتفاقيات التي جرت من خلف الستار ، لفك العقوبات الاقتصادية الغربية على روسيا ، بداية بعودة تدفق النفط و الغاز ، لتتنفس اوربا الصعداء بعد أن توعدتها روسيا ب أسوأ شتاء منذ مئات السنين ، كما بدأت المنتجات الزراعية الروسية و الأوكرانية - من قمح و خلافه - بالتدفق عبر المضايق التركية المطلة على البحر الأسود ، الذي أصبح بحيرة روسية خالصة ، كأحد نتائج تلك الحرب .
لم يحتمل الغرب صراع كسر الإرادات مع روسيا ، خاصة مع بقاء أمريكا بعيدة نسبيا عن تلك الخسائر ، و تراجع الجميع بعد أن توقع المراقبون أن العالم سوف يشهد مجاعة غير مسبوقة ، ناهيك عن سلسلة الإقالات التي طالت قادة الدول الأوربية و كبار موظفيها ، نتيجة الارتفاع الغير مسبوق للأسعار و النقص الشديد في المواد الغذائية! و لا ننسى أنهم يبحثون عن خروج آمن للحي الميت " جو بايدن " ! و تجهيز " كمالا هاريس " نائب الرئيس للجلوس شرفيا لبضعة أشهر في المكتب البيضاوي الأمريكي كأول سيدة تشغل منصب رئيس أمريكا .
و الخلاصة ....
ربحت روسيا و كل من راهن على عليها مثل ( مصر - السعودية - الصين - صربيا - المجر - النمسا - و ..... ) ، و خسر من راهن على أمريكا و ذيولها ، و سقط النظام الدولي، و العالم حالياً فى صراع على نسج النظام العالمي الجديد، من هم الأقطاب ؟ من هم السادة؟ من هم الاقوياء ؟ هذا ما نراه يجري على الهواء مباشرة على مرأى و مسمع من الجميع .