حماقة منتصف الليل
انتصف الليل وازادت ظلمته وتوالت قطع الليل المظلمه اولها يشد آخرها كان كل شئ أشبه بسرادق عزاء الكل فيه اكتسي باللون الاسود فلا تستطيع أن تري شي كل ذلك لم يثنيه عن بحثه المتواصل عنها ظل يتحسس بلهفه جسدها النحيل اين اختفت كانت منذ لحظات بين بيديه الكبيرتين وعلي مقربة منه أما الآن فقد هربت الي مكان لا يعلمه إلا خالقه أما هو فلا يعلم عنها شئ سوي أنه يحتاجها بشده في هذه اللحظه بل أنه يكاد لا يستطيع أن يستغني عنها طيلة يومه وحياته فهي الشرارة التي تشعل نيران استمتاعه وبهجته طوال اليوم .
اختفت دون سابق إنذار الليل أوشك علي طرد زوار الشوارع فلا تجد منهم إلا القليل والظلمة حالكه والتيار الكهربائي فعلت فعلته الشنعاء وولي هاربا من ظلام الليل المخيف ماذا سيفعل هل سيظل يبحث عنها طيلة الوقت المتبقي من الليل وما الفائده أن وجدها في الصباح ماذا سيفعل بها لحظتها وهو يعتقد أن الان هو الوقت المناسب لها ولدورها الذي لايستطيع احد القيام به إلا من يشبهها .
طالت لحظات البحث وبدء صفو المزاج في التعكر وملامح الغضب الشديد بدءت تطل بوجهها الكئيب دون فائدة لحظات من القلق والتوتر سبقت العاصفه ثار غضبة تنهد كثيرا قبل أن يلقي بمحتويات الكومدينو المجاور له والذي طالته يده فتبعثرت محتوياته علي الارض لكن لا يهم المهم أن تعود صاحبته الي مكانها حيث اعتاد أن يجدها حاول مرة اخيره مواصلة البحث لعله يهتدي إليها لكن يبدوء أنها اختارت الاختباء في مكانها دون أن تمكنه من العثور عليها كاد أن يجن لعن وسب كثير قبل أن يوقفه صوت صرخات عاليه يقطع ظلمة الليل ويتحسس طريقه الي أذنه كان الصرخات شديدة ومفزغه هرول نحو الصوت يقطع الطريق المظلم وكأنه يعرفه جيدا براعة شديدة في السير وسط الظلام دون أن يصطدم باي اثاث منزلي في طريقه بل حتي دون أن يوقفه شئ اقترب من مصدر الصوت اكتشف أنه يأتي من أمام باب شقته فتح الباب سريعا ليصدمه اختفاء تلك الظلمة الغبيه اين ذهب الليل بسواده المعروف هل فر هاربا يالا الجبن وحركاته فجاءة أصبح الليل ظهرا والظلمة نورا ساطعا والسبب السنة من اللهب تطل بلونها المحمر من الشقه المجاورة لشقته لاحظ كمية النيران كما لاحظ جمعا كبيرا من الجيران سكان العقار الذي يقطن به يقفون مكتوفي الأيدي أمام النيران التي لا ترحم اللهم إلا بعض من عبارات المواسه والحزن علي مايحدث غير ذلك لا يتحرك احد
تحرك هو وقطع صمت الجميع اخترق وقفتهم العاجزه سارعت نحو الشقه ضرب بابها بقدمه بقوه فانكسر الباب سريعا لتخرج منه اللسنة اللهب وكأنها تهرب من ذلك الجحيم الذي أصبح الساكن الجديد للمكان اقترب بحذر من هذه الالسنه ظن الجميع أنه المنقذ والمخلص من هذا العجز الذي كسي كل شبر في هذا المكان ولما لا وهو الوحيد الذي اندفع نحو النيران دون خوف أو تردد اقترب اكثر ودعواتنا الحاضرين له. ى بالتوفيق والسداد حتي ولم يكن بينه وبين النيران حاجز مد يده التي تحمل سيجارته نحو اللهب فشتعلت سحب منها ما بعض الأنفاس ثم أخرج ما تيسر له دخان واستدار تاركا النيران تكمل مهمتها عائدا نحو شقته يقطع الجموع التي تبدلت نظراتهم له لتمتلئ بالاستغراب والذهول الغير مسبوق لم يهتم هو بتلك النظرات حتي بعد أن تحولت إلي نظرات ناقمه عليه يكفيه أنه تمكن أن يجد بديلا مناسبا لما كان يبحث عنها اظن أنه لن يحتاج تلك التائه علي الاقل في هذه اللحظة فقد سيكتفي بالاستمتاع بسيجارته وحينما يحتاج ضالته تلك سوف يجد لها الف حلال ترك الجميع وأخذ سيجارته ودخل شقته واغلق بابها خلفه لتنتهي حيرته وتتولد عند الواقفين حيرة أخري لتلك الحماقات التي قد تزور البعض في منتصف الليل