الخصومات السابقة ليست وحدها سببا للاتهام بقلم :- محمد على فؤاد
فى كثير من القضايا الجنائيه توجه سهام الإتهام دائمآ إلى خصوم المجنى عليه السابقين ممن لهم خصومات شخصيه معه بل بسبب تلك الخصومات نجد أن اول من يزج بهم في الاتهام سواء من قبل المجنى عليه أو اهليته هم خصوم المجنى عليه السابقين ونجد ذلك منتشر بكثرة فى المحافظات والمناطق التى تنتشر بها الخصومات الثأريه وفى بعض الاحيان يكون الخصوم ومن تم توجيه الاتهام اليهم أبرياء من تلك الفعله براءة الذئب من دم ابن يعقوب فالخصومات السابقة ليست وحدها سبب للاتهام بل ان سبب الاتهام يجب أن يكون هو التيقن والتثبت والتأكد أن من ارتكب تلك الفعله هو س من الناس حتى وان كانت الخصومات السابقة قرينه على الاتهام فهى ليست بدليل بل ان حجم الخصومات السابقة ليس معيارا لتوجيه الاتهام إلى شخص ما فَرد فعل الأشخاص فى سلوكهم طريق الانتقام متفاوت لأبعد الحدود فهناك من يعفو عن القتل وهناك من يقتل بسبب كلمه او موقف قديراها الكثير بسيطه ولا تكون دافعا أو سببا للقتل ففى بعض الشواهد التاريخيه نرى حروبا قد استمرت لاعوام بسبب ناقة قُتلت مثل حرب الباسوس التى استمرت لاعوام بسبب قد يراه البعض لايرشح لحرب لمدة اربعون عاما فانى ارى ان توجيه الاتهام لشخص من احاد الناس بسبب وجود خصومه سابقة بينه وبين المجنى عليه مهما كان حجم تلك الخصومه أو سببها هو ظلم بين بل هو اشد انواع الظلم فليس كل من له خصومه سابقة مع المجنى عليه أو اهليته من يريد الانتقام.
بل قد يرتكب تلك الفعله شخص ليس بينه وبين المجنى عليه أو اهليته اى خصومه بل قد يكون بسبب الغيرة كما يحدث بين النساء أو بسبب الحقد والغل والحسد مثلما يحدث بين الاقارب أو الشركاء فى التجارة أو الزملاء في العمل أو اى شخص من مصلحته ايذاء المجنى عليه بسبب كرههِ لهُ أو خوفا ممايصير اليه المجنى عليه فى المستقبل
ولقد انتهج القضاء المصري نهج بناء الادانه فى القضايا الجنائية على الادله اليقينيه الجازمه التى تقطع بارتكاب المتهم للجريمه. وهذا نهج محمود حتى يامن كل فرد يعيش علي أرض الوطن أن لايزج به فى اتهام بغير جريرة سوى انه بينه وبين المجنى عليه خصومة سابقة
فالخصومات السابقة ليست دليل اتهام.
وسوف اقص عليكم واقعه حدثت بالفعل وتم توجيه الاتهام إلى اشخاص ابرياء من ذلك الجرم لكن بسبب وجود خصومه سابقه تم توجيه ذلك الاتهام وسوف اذكرها فى ايجاز
فى إحدى المناطق عاد شخص إلى منزله فوجد أبنائه مقتولين فمن هول الصدمه وقع مغشيا عليه فاجتمع أهل المجنى عليهم ومن هول وفظاعة المنظر بدء الجميع يشير بالاتهام فى وجود رجال الشرطه أن بالأمس القريب حدثت مشكله بين أهلية المجنى عليهم وعائلة اخرى تسكن في نفس المنطقه وبدء توجيه الاتهام الي تلك العائلة لكن يشاء العليم القدير أن يستيقظ والد الابناء المغدور بهم وينفي التهمه عن تلك العائلة بل يوجه الاتهام إلى اقرب الاقربين فيذهب اهل البلده ومعهم رجال الشرطه إلى بيت ذلك القريب ليجدونه يقوم بمحو آثار جريمته من على ملابسه وهى دماء الضحايا وبيده ممسكا باداة الجريمه ويعترف بارتكاب الجريمه أمام جهات التحقيق
فلولا استفاقة الاب من غيبوبته لتم الزج بابرياء فى تهمة هم ابرياء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب ولاهرب الفاعل الحقيقي للجريمه مما يدعونا جميعا إلى التثبت والتروى والتيقن قبل الزج بالابرياء فى ساحة الاتهام بسبب الخصومات السابقة
وهذا ما امرنا به الله عزوجل وجل فقال قال فى كتابه العزيز.
بسم الله الرحمن الرحيم
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ))