حروب الجيل الرابع والخامس وأثرها على الشعوب وطرق التصدي لها بقلم :- محمد على فؤاد
لقدانتهى زمن الحروب التقليدية التى يستخدم فيها البارود والقنابل وانتهى زمن الاقتتال بين الجيوش
ومع تطور الزمن تطورت الحروب فظهر نوع جديد من الحروب الا وهى حروب الجيل الرابع والخامس وهى حروب الشائعات واسلحتها هى الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي فهى حرب أشد فتكا من الحروب التقليدية بل وهى اقل تكلفة بكثير من تلك الحروب لكنها قادره على هزيمة جيوش وهدم اقتصاد دول بل قادره على اسقاط دول بأكملها فعن طريق ترويج الشائعات تستطيع توجيه الرأى العام في دولة من الدول بل بالشائعات تستطيع إثارة عواطف الشعوب ضد الحكومات ومن خلالها ايضا يفقد المرء ثقته برموزه وقياداته وممثلوه بل ومن خلالها تستطيع قلب الحقائق باظهار الباطل حقا والنصر هزيمه بل وصناعة أبطال ليسوا بابطال فتلك الحروب حروب من نوع خاص قادره بفضل وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام إلى الوصول إلى كل فرد يعيش علي إقليم الدوله وتؤثر فى افكاره وانتمائته بل قادره ان تجعل الدنيا تضيق فى عينيه وتصبح كما يقال كثقب إبرة ومن أبرز الأمثله على خطورة تلك الحروب الخبر الذي اذاعته إحدى وكالات الانباء من استسلام الكتيبه المكلفه بحراسة مطار بغداد وتتابعت وكالات الأنباء فى نشره وسمع افراد تلك الكتيبه الخبر مما أثر عليهم بالسلب بل وعلى كل العراقيين وكان سببا في هزيمة العراق فى حرب لم تحارب فيها
وهذا ما يدعونا إلى التحوط والتحري فيما تبثه وسائل الإعلام وما يتم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي .
ومن الأمثله أيضا لتلك الحروب على الاقتصاد ما قامت به احدى الطائرات من كسر حجز الصوت مما أدى إلى سماع دوى انفجارات فى الهواء فبناء على تلك الاصوات انطلقت شائعة ادت الى خسارة كبيرة فى البورصة.
ولقد تنبه المشرع المصري الى خطورة تلك الشائعات فقد نصت المادة ٨٠ من قانون العقوبات
مادة ٨٠ (جـ) -
يعاقب بالسجن كل من أذاع عمدًا فى زمن الحرب أخبارًا أو بيانات أو إشاعات كاذبة أو مغرضة أو عمد إلى دعاية مثيرة وكان من شأن ذلك كله إلحاق الضرر بالاستعدادات الحربية للدفاع عن البلاد أو بالعمليات الحربية للقوات المسلحة أو إثارة الفزع بين الناس أو إضعاف الجلد فى الأمة.
وتكون العقوبة السجن المشدد
إذا ارتكبت الجريمة نتيجة التخابر مع دولة أجنبية.
وتكون العقوبة السجن المؤبد
إذا ارتكبت الجريمة نتيجة التخابر مع دولة معادية.
مادة ٨٠ (د) -
يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تزيد على خمس سنوات وبغرامة لا تقل عن ١٠٠ جنيه ولا تجاوز ٥٠٠ جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل مصرى أذاع عمدًا فى الخارج أخبارًا أو بيانات أو إشاعات كاذبة .....
حول الأوضاع الداخلية للبلاد. وكان من شأن ذلك إضعاف الثقة المالية بالدولة أو هيبتها واعتبارها أو باشر بأية طريقة كانت نشاطًا من شأنه الإضرار بالمصالح القومية للبلاد.
وتكون العقوبة السجن إذا وقعت الجريمة فى زمن الحرب.
بل حتى لتلك الشائعات أثر سلبي على مستوى الأسر والعائلات فقد ظهرت صفحات على تلك المواقع تثير الضغينه والعدواة بين العائلات عن طريق صفحات وهميه تقوم بالسباب والشتائم ونشر صور مفبركة لاشعال العدواة وإثارة النفوس وشحنها فلذلك يجب علينا التثبت والتروى واعمال العقل وعدم تصديق كل ما ينشر على تلك المواقع وخير معلم لنا هو القرآن الكريم
فى سورة الحجرات قال تعالى(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)))
وفى المقال القادم نتناول طرق التصدي لتلك الحروب