سر الدور المشبوه الذى يلعبه الجانب السودانى فى قضية سد النهضة
تعتبر قضية سد النهضة من القضايا المحورية الشائكة بين مصر والسودان بحكم الجيرة والعلاقات التاريخية الطويله بين البلدين
يذكر أن إثيوبيا بدأت ببناء سد النهضة منذ عام 2012 رغم إحتجاج مصر لاعتمادها فى المياه على نهر النيل بنسبة 90% لسد إحتياجها ولا يخفى الدور الذى لعبته السودان خاصة أثناء فترة تولى البشير رئيسا للسودان فى عرقلة الجهود المصرية لإتمام الاتفاق مع الجانب الأثيوبي
وبرغم كل المواثيق الدولية التى تؤكد تمتع مصر بكافة الحقوق التاريخية فى حصة مياه نهر النيل والتى كرستها معاهدات وقعت بين الأطراف المعنية بين دول المنبع ودول المصب عامى 1929 و 1959
وقد أنطلقت المفاوضات الأخيرة بعد بناء السد فى أديس أبابا فى جولة جديدة من المفاوضات الثلاثية على مستوى وزراء المياه بهدف التوصل لاتفاق بحلول 15 يناير 20 20 بشأن فترة ملء الخزان،
لكن وبرغم خطورة ما تخطط له الدول الداعمة الجانب الأثيوبي والتى تريد الإضرار بمصر إلا أننا نشاهد تحرك بطئ من الجانب السودانى لا يعبر عن حجم تلك الأزمة التى تهدد المصدر الرئيسى للمياه فى البلاد
وبرغم زعم الكثير من المراقبين إلى أن الموقف السودانى أقرب للحيادية بين مصر وأثيوبيا،
الا أن الحقيقة غير ذلك حيث اعتمد الجانب السودانى سياسة الآفق الزراعى التنموى خلال المراحل المقبلة بشكل كامل على نصيب البلاد من المياه
وأرجع العديد من الخبراء الأمر إلى علاقة تحالف سياسى وثيق يربط بين الرئيس السابق عمر البشير ورئيس الوزراء الإثيوبى الراحل ميلس زيناوى، ورغم التغيير الكبير الذى حدث فى السودان خلال الفترة الاخيرة إلا أن قضية سد النهضة لا تزال تدار بأجندة موروثة من النظام السابق ولايجب أن تترك القضية لحسابات المصالح وسباق الأجندات السياسية
ايضا من الاسباب التى جعلت السودان غير قلقة من سد النهضة أعتمادها على الأمطار والمياه الجوفية وبعض الأنهار فى الداخل خصوصآ أن تعداد السكان يساوى أقل ممن نصف تعداد السكان فى مصر،
وبرغم ذلك يقول الدكتور أبراهيم الأمين الخبير لشئون المياه فى دول حوض النيل والوزير السودانى السابق أن أهتمام الخرطوم بالنهر أيضآ كبير جدآ لآن البدائل الآخرى لم تعد مضمونة نتيجة التحول فى المناخ وأن الامطار فى السودان وغيرها تغيرت مواعيدها وكمياتها وأماكن تساقطها وبالتالى اعتماد أى بلد لكى يكون لديه تنمية يجب ان يكون لديه رى دائم لذا فإن اعتماد السودان على النيل مستقبلآ كبير جدآ،
ويشير المراقبون إلى تنوع تأثيرات سد النهضة على مصر و السودان والتى تشهد خلافات فى وجهات النظر بين مؤيد ومعارض وقد تمتد الأضرار من أخطار نقص المياه وصولآ إلى الشح والجفاف وكذلك إلى مخاوف من الغرق الكامل للبلاد، إلى جانب إنهيار صناعة تاريخية بالكامل وتتمثل فى صناعة كمائن الطوب وتقع هذه المصانع التقليدية على ضفتى النهر من شماله ألى جنوبه وتحول بطريقة بدائية طمى الفيضان إلى حجارة بناء ووسط بركة من الطمى المتشقق بفعل الجفاف
وفى نفس السياق يقول يعقوب نورين أحد العاملين بهذه الصناعة أن هذا الطمى يأتينا من الهضبة الاثيوبية إذا بنى هذا السد العملاق فهذه لن تصلنا وبهذا قدتكون نهاية هذه الصناعة
وعلى وجه آخر هناك مخاوف من المزارعين من كمية تدفق المياه إلى الخرطوم وشح المياه،
حيث يقول مزارع سودانى عثمان إدريس إن النيل الازرق هو نهر فرعى ويغرق فيضان مياهه الذى لايمكن توقع حدوثه المحاصيل والمنازل اثناء زحفها من إثيوبيا إلى مصر والسودان
وقال إدريس أحد سكان قرية غرب الليلة سيكون مستوى المياه منخفضآ وغدآ سيبتلع كل المنازل إنه نهر متمرد يرتفع بسرعة كبيرة
وقال أن بناء إثيوبيا السد المثير للجدل على النيل الازرق هو حلم أصبح حقيقة لانه سيعمل على تنظيم الفيضانات التى تغمر السودان فى كل موسم مطر،
وعلى الجانب الآخر مع التقدم فى المفاوضات
أعلن وزير الرى والموارد المائية السودانى ياسر عباس أن القاهرة والخرطوم وأديس أبابا اتفقت على ملء سد النهضة فى فترة زمنية تصل إلى 7 سنوات وفق هيدولوجية نهر النيل الأزرق