الدراما بين القطاع العام والخاص (سعد عباس)

 النجم أصبح الاول والاخير في العمل الدرامي دون أي اعتبار للمحتوي 

من الملاحظ وخاصه في الاونه الاخيره تراجع مستوي الدراما ، واخفاق دور الدوله التي كانت سابقا تنتج معظم الأعمال الدراميه متمثله في شركه صوت القاهره للصوتيات والمرئيات ، وافراغ الساحه الفنيه التلفزيونيه وتركها لشركات الإنتاج الخاصه التي كل ماتنظر له هو الربح والتوجه التجاري في المقام الأول دون الأخذ في الاعتبار بتناول قضيه مجتمعيه مهمه ونقلها للمجتمع وتجسيدها علي الشاشه وغيرها ،.. 

في هذا الشأن حاورنا سعد عباس -- رئيس مجلس اداره شركه صوت القاهره للصوتيات والمرئيات ؛ وسالناه عن مستقبل الدراما وشكلها ومضمونها الان ..         

كيف تري غياب نجوم الدراما الكبار عن الساحه الفنيه وصعود شباب من الجيل الحالي قليل الخبره متوسط الموهبة ؟

كل عصر وله فنانوه ،كما أن تفكير المنتج يتجه دوما الي النجم صاحب القبول ،والشعبيه الذي يستطيع به تحقيق أرباح دون الاهتمام بالمستوي الفني وهو ما يؤثر بالطبع علي النجوم القدامي وعلي تواجدهم علي الساحه الفنيه، لذا يجب التدخل من الدوله بشكل حاسم وسريع لإنتاج أعمال جاده تعتمد علي قيمه محتواها وليس علي نجم استمد نجوميته من الشارع وليس من موهبته .

هل أصبح التأليف وكتابه السيناريو تفصيل لنجم بعينه دون الاهتمام بما يطرحه العمل ؟أقيمت ذا هو حال الدراما اليوم فقد أصبح النجم هو الاول والأخير في منظومة العمل الدرامي فهو يتدخل في صميم السيناريو والقصه دون الاهتمام بقيمه العمل علي عكس ما كان يحدث سابقا حيث كان العمل يكتب من أجل رساله يراد توصيلها او قضيه يراد طرحها .

من المسؤل عن انحدار الذوق في الأعمال الفنيه؟

مسألة الذوق نسبه ،فاعمال الثمانينيات كانت تزخر بالقيم التي تطرح من خلال موضوعات تخص كل بيت في المجتمع المصري مثل (الشهد والدموع وضمير ابله حكمت ودموع في عيون وقحه ) وفي التسعينيات (الوتد) وغيرها من الأعمال الدراميه ،اما الان وبعد 2011 اختلفت أذواق الجمهوريه ومن ثم اختلفت تبعا لذلك قيمه ومحتوي العمل الدرامي لذا وجب الاهتمام بتأثير القوي الناعمه علي المجتمع فكما يؤثر الجمهور بذوقه علي الدراما تؤثر الدراما بما لها من قوه علي الجمهور .

ما تأثير الدراما الوارده من الخارج مثل الهنديه والتركيه علي الأعمال المصريه والمجتمع المصري ؟

دخلت الدراما الهنديه والتركيه وغيرها بعادات وتقاليد وثقافات لا تتماشي مع المجتمع المصري ولاتناسبه ومع ذلك فإنها صنعت باحترافيه لتنشيط السياحه في بلاد القائمين عليها ،فنجد اماكن التصوير المليئة بالمناظر الجميله الخلابه وهذا علي عكس ما يحدث في مصر ،اذا ندخل في دوامه التصاريح والرسوم الكثيره المرهقه التي تعرقل اي نشاط فني حيث لا يوجد دعم من الدوله .

كيف تري الدراما الرمضانيه القائمه علي مشاهد العنف وغير اللائقه؟

خروج التلفزيون المصري من الإنتاج وتقلص دور الدوله فتح المجال أمام الشركات الخاصه التي هدفها الربح فقط ووضع البهارات التي تجذب لها الإعلانات، لذا أصبح كل شي مباحا سواء الألفاظ البذيئه او المشاهد العنيفة، وحتي المشاهد غير اللائقة. 

ماذا يمثل لك جيل المخرجين الشباب الجدد؟وكيف تراهم ؟

علي الرغم من أن هناك حاله عامه من تردي المستوي الفني للمخرجين الجدد الا ان هناك عددا لا بأس به من هؤلاء المخرجين يتميزون برؤيتهم وامكانيتهم مما يعطي الأمل في مستقبل واعد ، فهناك مروان حامد ومحمد سامي وأحمد خالد موسي وأحمد فهمي عبد الظاهر وغيرهم بما يمتلكون من مهارة مهنيه عاليه تظهر في التقنيه من صوره ثريه وكادرات مبهره قادره علي جذب المشاهده لرؤيه العمل الدرامي .

كيف تري تأثير التكنولجيا علي الدراما ؟

التطور التكنولجي افاد الدراما فأصبحت اكثر ثراء علي مستوي الصوره والصوت ، وبالرغم من ضروره واهميه التكنولجيا وأثرها في المجتمع الا ان هناك خللا ما اصاب المجتمع بسببها فاتسعت الهوه بين أفراد داخل الاسره بسبب ما ثبته من حضاره وافده ،ايضا تلك الحريه المزعومه بكل أشكالها وعادتها الداخليه علي مجتمعنا فالمجتمع والدراما كلاهما يؤثر ويتأثر بالآخر. 

ما رايك في ظاهره إنتشار الفنانين العرب في الدراما المصريه ؟

أصبحت موضه خاصه مع مغالاه الفنانين المصريين في أجورهم وانا لا استشعر اي حرج او عيب في ذلك ، فمصر كانت ولا تزال هوليوود العرب فهي تحتضن المواهب من كل مكان وفي شتي المجالات ، كما أن بلاد هؤلاء النجوم تشتري هذه الأعمال الفنيه من أجل فنانينها ومع ان اسعار هؤلاء الفنانين اقل كثيرا من نظرائهم المصريين الا ان ذلك لا ينتقض من قيمتهم الفنيه الكبيره التي ازدهرت وترعرعت في حضن الدراماالمصريه. 

لماذا قلت الأعمال الدراميه المصريه في الدول العربيه ؟

لان هذه الدول اصبحت تنتج أعمالا دراميه خاصه بها بلهجات بلدانهم وتعكس ثقافتهم بما فيها من عادات وتقاليد وقيم ، بعد أن كانت في الماضي تعتمد علي الأعمال الدراميه

المصريه ،بجانب الأعمال الدراميه الاخري الهنديه والمكسيكيه والتركيه

ما السؤال الذي كنت تتوقع أن اسأله ولم اسأله ؟

ما تكلفه الساعه الانتاجيه لاي عمل درامي ؟...

وساجيبك بانه في الثمانينيات كانت ٣٠٠الف جنيه او ٤٥٠الفا الا انها الان وصلت الي ١٥مليون جنيه ،وهو مبلغ كبير جدا يفسر لنا لماذا تركز الإنتاج لدي شركات بعينها ومن ثم تحكمها فيما يقدم شكلا وموضوعا وهو يؤثر سلبا وايجابيا علي المجتمع وفقا لما يقدم-- وفي النهايه يقول "اللواء سعد عباس "رئيس مجلس اداره شركه صوت القاهره للصوتيات والمرئيات ، انه يأمل أن تعود الدوله الي سابق عهدها من إنتاج الأعمال الدراميه والتخلص من سيطرة واحتكار شركات إنتاج بعينها