عبد الحي عطوان يكتب :- قراءة في توقيت وآليات الحوار وعبقرية الرئيس
أعجبتني بشدة دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال إحتفالية إفطار الأسرة المصرية إلي حوار وطني شامل ووصفته بالعبقري لأنها جاءت في توقيت قاتل من عمر الوطن خاصة بعد ما حاول البعض فى حربه مع الدولة المصرية أن يؤكد على إحساس معظم القوي السياسية بالتهميش والعزلة وانفرادية القرار ويعظمه بشكل مبالغ فيه خارجيا ليشوة انجازات القيادة السياسية ويصور خلال الدول المعادية أن الدولة تعانى المشاكل نتيجة تلك السياسات .
# دوافع الحوار
لا يمكن لأحد أن ينكر أن خطوات الإصلاح الاقتصادي ونوعية المشاريع التي تبنتها الحكومة من تطوير للبنية التحتية التي انهارت علي مدار ٣٠عاما كانت قاسية علي الجميع ، وخطواته من رفع الدعم وتعويم الجنية ،وأهم نتائجه ارتفاع الأسعار الكارثية مما عرض شرائح من المجتمع لظروف اقتصادية طاحنة ،وجعل ضاغطة علي الجميع حكومة وشعبا ، فإضافة أعباء كبري علي القيادة السياسية إتجاه إتخاذ عدد من القرارات ، التى رأتها القوي السياسية من زوايا مختلفة ووصفتها بالتهميش لهم .
#عبقرية الرئيس في توقيت الحوار
جاء توقيت الحوار عبقريا و فارقا جدا ليكون فرصة جيدة لتعزيز الثقة بين المكونات الوطنية المصرية المختلفة والقيادة ، كما يعزز انعقاده الجبهة الداخلية ويمنحها قوة لمواجهة التحديات والمخاطر الخارجية ، التي لا يمكن توقعها أو التنبوء بها ، فقد واجهتنا علي مدار السنين أزمتين عالميتين (كورونا وأوكرانيا )، ذلك بالإضافة إلي أزمة سد النهضة ، وعادة ما تتفاعل أو تتناغم هذه الازمات مع بعضها البعض بما يضاعف من التحديات ويزيدها تعقيدا.
أيضا جاء الحوار في توقيت قاتل ليعرض كل مكون وجهة نظره خاصة بعدما اتهم فصيل الآخر بأن الخطاب خلال الفترات الأخيرة يلقي بتبعية الأزمة الاقتصادية علي العوامل الخارجية والزيادة السكانية وثورة يناير ، دون النظر فى للسياسات المطبقة وأولويات الأنفاق التي جرت من قبل الحكومه
#نجاح الحوار
يتوقف نجاح الحوار ونتائجه علي قدرة الدولة في توضيح مفهوم السياسات التي اتخذتها خلال الفترة الماضية وشرح كيفية النهوض بالاقتصاد وكذلك علي قدرة المشاركين من الجانب الآخر علي تفهم تلك السياسات وفهم كيف تفكر الدولة في التحديات التي تواجهها ومنهج النظر الذي يتعاملون به فيها ، وهذا يتطلب شرحا والعين ليكون الجميع علي أرضية مشتركة
#أهم بنود الحوار
من وجهة نظرى أن هناك بنود تعتبر من الأساسيات البديهية لهذا الحوار ،حتى وان لم يكن يعلن عنها بعد اهمها أن يكون المشاركون بمختلف أطيافهم مثقفين عليها ولا يكون الحوار خارج إطارها وهي :-
١- الحفاظ علي كيان الدولة المصرية قبل كل شىء بكل مكوناتها وتوجهاتها وتفهم حربها ضد الإرهاب
٢- إصلاح هياكلها ومؤسساتها لابد أن يتم في إطار من المشاركة والتشاور.
٣- وجود عقد اجتماعي جديد وشرطه عبارة الرئيس الرائعة (أن الوطن يسع للجميع).
٤- بناء نظام سياسي تعددي تشاركي ، قادر علي تحسين حياة المصريين ويتعامل مع تحديات الأمن القومي الحالية والمستقبلية .
#نقطة -بداية- الحوار
يجب أن تبدأ نقطة البداية من تطلعات المصريين وخاصة الفئات الشابة منها وأولوياتها التي يأتي في مقدمتها الأزمة الاقتصادية الطاحنة و الضغوط المعيشية الشديدة ، و معالجة جذورها وضرورة فتح المجال السياسي التعددى الحر ، والذي من مكوناته : قضاء سريع مستقل وإعلام حر ، حرية تداول المعلومات بالإضافة إلي تشارك القطاع الخاص في الصيغة الاقتصادية .
#الخطوات المطلوبة لنجاح الحوار
في النهاية يقدم المشاركون بعيدا عن أجهزة الدولة أرائيهم ووجهات النظر في سياسات الحكومة وتوجهها وتقديم المقترحات للخروج من الأزمة الاقتصادية ، ويظل الحوار مرهونا بالتنفيذ واتخاذ خطوات نحو الانفراج ، وذلك بإجراء تعديل وزاري غير محدود ، ولا يشمل وزراء المجموعة الاقتصادية فقط ، بل يجب تغيير الحكومة بالكامل ، فالقضية أبعد من تعديل أو تغيير في الوجوه ، فيجب بناء قاعدة تصنيعية ، كذلك النظر إلي ارتفاع معدل الفقر ،و النظر إلي السياسات التي تنتهجها الحكومة المصرية والتي لا تشجع المستثمرين الأجانب علي القدوم إلي مصر ، بالإضافة إلي إطلاق المجال العام ودعم الأحزاب المختلفة ومنظمات المجتمع المدني ، وفتح حوار مع مكونات الدولة المؤمنة بمدنية الدولة ، وإجراء انتخابات حرة نزيهة ، تمنح الحق للمواطن في اختيار من يمثله بدءا من أعضاء المجالس المحلية والنيابة وصولا إلي رئيس الدولة ، ووجود صحافة حرة مستقلة ، تمارس دورها في الإخبار والنقد والرقابة ، تلك هى القواعد التى من الممكن أن تعمل تباعا علي حل أزمات الدولة ورفع قواعد ( الجمهورية الجديدة) بدونها لن يكون هناك نجاح للحوار وستظل الأمور"محلك سر"