عبدالحى عطوان يكتب :- اختبارات الوظائف للديكور فقط
خلال السنوات الأخيرة مع تزايد أعداد البطالة، من قبل الحاصلين على مؤهل متوسط أو عالى، بالإضافة إلى العائدين من دول الخليج والدول الاوربية، فى ظل الكوارث أنتشرت بكثرة ظاهرة مواقع التوظيف الوهمية، والإعلانات التي لا تحمل أي مصداقية وهدفها الوحيد السرقة والنصب على الشباب، مستغلين احتياجهم لوظيفة في أي مكان، ليطالبوهم بدفع مبالغ مالية مقابل معرفة نوع الوظيفة، وملء الإستمارات والمقابلة وعمل الإختبارات وخلافه وكلها اوارق للنصب وتحصيل المبالغ .
وما ذاد من حجم الكارثة أن عدداً من وزارات الحكومة أصبحت تقوم بنفس الكارثة منافسة القطاع الخاص فى ذلك حيث دائبت أيضاً فى السنوات الأخيرة، أن تفتح باب المسابقات وتدعو للتقدم وفتح اللجان، وعمل الإختبارات، وتضع الأسئلة وذلك فى قطاعات كثيرة ووزرات مختلفة، أبرزها التعليم ،والاوقاف، والشهر العقاري،والمياه،الصحة،
والكهرباء ،والضرائب،وخلافه ويصدق الملايين من الشباب الحالم والباحث عن فرصة عمل هذه الإعلانات، ويتقدم لها مستهلكاً الجهد والوقت، والمال ،وهم يعتقدون في قرارة أنفسهم أن تلك الإعلانات جادة فإذا هى للديكور فقط والجاد منها قد سكن على الوظيفه أشخاص بعينهم حسب الواسطة والمحسوبية وإنتهاءاً ببيع تلك الوظائف المحدودة بطرق أختلفت عن الماضى كثيراً.
فعلى سبيل المثال الفترة الأخيرة، أعلنت التربية والتعليم، عن مسابقة تعيين 36 ألف معلم، ومن قبلها مسابقة تعيين 120 ألف معلم ،وبرغم كافة الاجراءات المعقدة والغير مبررة ،والتى استهلكت مجهود الشباب، بدءاً من استمارة القيد العائلي والفيش ،ومستندات أخرى غريبه بالإضافة إلى مبلغ رسوم الكارنيه الذى تم سدادة على رقم حساب النقابة بالبنك الأهلي، دون أن يكون المتقدم للوظيفة مقيداً عضواً بالنقابة، مما يحمل شبهة النصب فى تحصيل هذا المبلغ قائمة،ثم تحولت تلك المسابقات إلى عقود مؤقتة، دون أى التزامات من الطرف المعلن.
أيضاً المثال الآخر والصارخ على وهمية تلك الإعلانات ما حدث من وزارة التنمية المحلية خلال حركة المحليات الاخيرة، والتي صدرت منذ يومين، فقد أجرت الإختبارات الحكومية على مدى عام كامل والتى أثبتت أنها كانت مجرد «سد خانة»، وأن شغل وظائف جديدة في المحليات كانت مجرد حركة حكومية لتثبيت القيادات التي تشغل وظائف فعلا، وأن القيادات الجديدة ليس لها مكان في الإختبارات برغم من تقدم آلاف الشباب الذين يحلمون بالعمل العام.. وأن الذي حدث هو ضياع وقت والسلام!.
وعلى نفس السياق على المستوى المحلى بمحافظة سوهاج فى عهد المحافظ السابق الدكتور أحمد الأنصارى تم الإعلان عن مسابقة لتعيين رئيس قرية وأجريت كافة الاختبارات للمتقدمين من الشباب وبدون إبداء الأسباب لم يفرج عنها حتى الآن بل كل حركات الترقية والنقل التى تمت بعد ذلك كانت عبارة عن تباديل وتوافيق للمسئولين الموجودين على رأس العمل
وفى النهاية ،،
يظل السؤال المطروح لماذا تصر بعض الوزرات على عدم الشفافية؟وأستهلاك أوقات شبابنا ومجهودهم وأموالهم فى ظل اعلانات وظائف للديكور فقط!! أو معروف صاحبها مسبقاً.
أيضاً لماذا تتقاعس الأجهزة وتترك تلك الفئة من محترفى النصب على الشباب فى جمع ثروة طائلة من إعلانات وهمية؟ مستغلين أحلام الشباب وطموحاتهم
١١٨