عبدالحى عطوان يكتب :- ياسر جلال ودور الرئيس السيسي
انتقدت كثيراً الأعمال الفنية التى قدمت من خلال شهر رمضان العام الماضى لأن جانب كبيرمن الدراما التى قدمت وجبة البلطجة والعنف مغلفة بدور الشجاعة أو أولاد البلد وقدمت وجبة تجارة المخدرات باعتبارها الطريق السريع للثراء كذلك جسدت وجبة الإنحلال الخلقى على انها موضة العصر وآلياته وحق هذا الجيل فى حريته فرسخت تلك الإعمال لدراما مشوهة خلقياً وفنياً وعملت على تزييف الوعى بخلاف عدد قليل من المسلسلات أبرزهم كابول ونجمة مرتدة ومسلسل الإختيار الذى أعتبره من أعظم المسلسلات التى قدمت خلال عمر التليفزيون المصرى
بينما رمضان هذا العام فقد تقدم الإعمال الدرامية من خلال 16 شركة إنتاج وليس شركة واحدة كما يروج البعض وقد توحى الحلقات الأولى بالإنضباط إلى حد كبير وهناك فرق بين تدخل المجلس الأعلى للاعلام فى ضبط أداء الفن والأعمال الدرامية التى تقدم للاسرة والتدخل لوضع قيود أو المنع أو المصادرة وهذا مرفوض تماماً فلا تتعارض الضوابط مع حرية الرائ والإبداع والتعبير ولكنها توقف عشوائية المنتجين والمخرجين التى شهدناها خلال السنوات الأخيرة من خلال أعمال محمد رمضان وإنتاج السبكى التى روجت لقيم مشوهة
ومن مشاهدة الحلقات الأولى لمسلسل الإختيار الجزء الثالث هذا العام أعتبره من أفضل الأعمال لأنه يجسد لحقبة تاريخية وسياسية معاصرة وحقيقية عاشتها مصر من خلال أحداث لعبت فيه المخابرات والجيش و جهاز الأمن الوطنى ورجاله دورا عظيماً لإنقاذ هذا الوطن من براثن السقوط والتفكك والإنهيار
أما ما يواجهة الممثل ياسر جلال من انتقادات لانه يؤدى دورالرئيس السيسي والزعم بأن الرئيس هو من اختارة شخصياً غير حقيقي فأنا أرى أنها حملة مغرضة و موجهة ومقصودة بل ممنهجة للتقليل من أهمية الدور وإفشال نجاح المسلسل فكون الممثل يؤدى دور الرئيس فلا يوجد أى مانع فقد سبق وان ادى العبقرى أحمد ذكى دور الرئيس الراحل السادات وكذلك دورعبد الناصر أما عن الاتهام الموجه لإستخدام المسلسل فى تمجيد الأعمال العسكرية هذا أيضاً غير حقيقى تماماً فلا يمثل العمل دعاية لها ولا تمجيد بقدر ما هو رصد للواقع أو دورها خلال حقبه تاريخية من عمر الوطن بكل أحداثها وشخوصها ودور المؤسسات فيها
وفى النهاية نطالب المجلس الأعلى للإعلام بالإنضباط من خلال الأعمال التى لا تعمل على تمجيد الجريمة أو تجارة المخدرات أو دهس القانون أو تكريس لأعمال الخرافات او التطرف الديني أو الإنحلال الخلقي وأنما من خلال أعمال تبرز الإبداع والإرتقاء بالذوق العام وأحترام عقل المشاهد والحفاظ على التقاليد والعادات والموروثات الثقافية والأخلاقية وصورة المرأة القيمة والإيجابية