18:10 | 23 يوليو 2019

بائعة الهوي

4:26pm 19/11/19
محمود عبد اللطيف
محمود عبد اللطيف


 

 

انتصف النهار وزادت أشعة الشمس من حدتها وألهبت رؤوس العباد وأنزلت على جباههم وابلا من العرق الكثيف وصار كل واحد منهم يتحسس مكانا أقل حرارة أو ظلا يحميه من حرارة الشمس الملتهبة كل ذلك لم يثني سحر الفتاة التي تمتلك من العمر 28 عاما ووجها جميل مشرق يطل بياضا ونضارة فجعل منها لوحة مكتملة الأركان لم يثنيها كل ذلك عن التسكع بسيارتها الفارهة وما الذي يثنيها وبينها وبين ما يحدث في الخارج عازل كبير اسمه تكييف سيارتها الفارهة كان الداخل غير الخارج اختلافات كثيرة أطلت بينهما لعل أهمها رائحة السيارة الجميلة المنبثقة من عطرها الفواح ليس مثل تلك الروائح التي كست أجساد الخلائق خارج سيارتها .
كانت نظراتها الكثيرة تبحث عن هدف منشود خرجت من أجله فصارت تدقق في كل المارة دون استثناء لكن الحظ الأكبر من تلك النظرات المتفحصة كان من نصيب الشباب تحت الثلاثين من عمره لحظات طويلة مضت حتى وقعت عيناها على هدفها المنشود كان شاب في 30 من عمره يبدو عليه الحيوية والشباب في أزهى صوره اقتربت بسيارتها منه أوقفتها أمامه مباشرة ثم أشارت إليه اقترب هو بدوره أدخل رأسه داخل نافذة سيارتها بسرعة وكان هذا هو المنقذ ولو لحظات من حر الجو القاتل وتحقق له ما كان فقد تغيرت ملامحه كثيرا وعادت الدموية إلى وجهه تتلألأ مزدهرة بما شعرت به من حنان الهواء البارد سألها في لهفه
- حضرتك عايزة حاجة مني
اجابته بابتسامة عريضة
- ممكن تركب
اطل الذهول والمفاجأة على وجهه مرة واحدة فأجابها باستغراب
- ممكن بس ممكن أفهم ليه ؟
- لما تركب هتعرف ولا خايف مني
- معقوله هخاف من حضرتك ليه وبعدين مش معقول الوش الجميل دا يخوف
- خلاص اركب نتكلم وبعدين أنا فاتحه الازاز والتكيف
- آه صحيح تحت أمرك
وضع جسده المشتاق إلى الهواء البارد داخل السيارة بسرعة ثم أخذ نفسا عميقا عبر عن ارتياحه ومتعته الحقيقية بروعة التكييف وبرودته الرهيبه ظل صامتا بسببه للحظات قبل أن تخرجه هي بعبارتها الغريبه من عالمه الجديد
- أنت شكلك محظوظ كتير
رفع نظره إليها يتساءل بذهول
- محظوظ ليه بقي حضرتك شايفه كدا عشان إيه ؟
- تعرف كتير من اللي حوليا من شباب وشيوخ برضوا بيحاولوا أنهم يشدوا انتباهي كتير حركاتهم مفقوسة بالنسبة لي
لم تكن عباراتها كافية لما يدور في رأسه من أسئلة حول وصفها له بالمحظوظ لذا قرر أن يضيق حيز السؤال لتضييق كلمات الإجابة حول المقصود قال لها :
- أكيد لازم يحاولوا حضرتك بسم الله ماشاء الله جمال يستحق بس برضوا أنا نفسي أعرف أنا محظوظ ليه
اثارة كلماته غضبها الشديد صرخت في وجهه بحدة
- أنت بتسأل . الغباوة إيه ..أنت مش واخد بالك إني اتشديت ليك وركبتك جمبي أنت بس محظوظ عشان أنت راكب معاي في عربيتي
شعر ببعض الخوف يتسلل إلى قلبه انكمش كثيرا في مكانه وكأنه قطعة حلوي سلطت عليها نار ملتهبة من تلك التي سقت نفسك اليها ووضعت جسدك في سيارتها لعلها مجنونه أو بها مشاكل نفسية هل معقده أم ماذا ظل يتساءل في شرود لاحظت هي ذلك فعادت إلى نبرات صوتها الحنون العذب قالت له مبررة ما حدث
- آسفه أوعي تكون خفت مني أنا بس لما بغضب ببقى كدا بس أنا والله من جوه طيبه جدا
أنت مصدقني ..؟
أجاب ببعض الخوف :
- اكيد مصدقك حضرتك هتكدبي ليه

حدقت به بغيظ فشعر بالخوف مرة أخرى ماذا يفعل ؟ ... هل يقفز من سيارتها ؟... وينهي حيرته ماذا لو فعل ذلك وكانت نتيجة هذا عواقب وخيمة عليه ما كان منه غير أن أسكت نفسه لعل القدر يخلصه من بلواه التي ابتل بها نفسه بنفسه أما هي فواصلت نظراتها المخيفه ثم صرخت في وجه بصوت أقل حدة عن سابقه
- ايه ده أنت مش ملاحظ أنت بتقول إيه
أجابها برعب تملك أعضائه :
فيما أخطأت ؟
حتي تغضبها مرة أخرى سؤال في نفسه دفعه إليها بلهفة
- فيه إيه حضرتك أنا غلطت في إيه ؟؟؟؟
- أهوه لسه زي ما أنت مش عايز تتغير
- طب ممكن أفهم حضرتك فيه إيه ؟
- فيه حضرتك لازم تعمل تكليف يعني نفسي تشغل دماغك وتعرف أنا ليه اخترتك عشان تركب معاي
- بصراحه مستغرب ومش قادر أسأل حضرتك
- تاني حضرتك
- خلاص بس أقولك إيه
- قولي يا سحر آنما انت اسمك ايه
- علي اسمي علي
- كمان اسمك علي لا دا انا فعلا محظوظة
تمنى لو تخبره بكل شئ فقد ضاق ذرعا بكمية الاستغراب والاندهاش التي تصيبها كلما خرجت من فمه كلمات

في الأمر حيرة كبيرة أصابت قلبه وعقله وما يدري ماذا يفعل حاول أن يقصر من الحوار بينهما لينهي حيرته فسألها بسرعه
- ممكن تقوليلي على طول هو فيه ايه ؟
- أنت لسه مش حاسس مش بيقولوا أن القلوب بتبعت رسايل لبعضها
حدق بقوة في وجهها ظهر على وجه تعبيرات غريبة تدل على عدم تصديقه ما يدور بخاطرها قال لها بعد صراع داخلي كبير
- دا لما يكونوا ..
قاطعته بسرعه
- ايوه لما يكونوا وعلى ما أظن كنا
طار عقله هذه المره فصرخ في وجهها
- لو سمحتي ممكن توقفي على جمب
- ليه عايز تهرب
عاد فصرخ بقوه أرعبتها
- بقولك اقفي على جمب
كانت كلماته حاسمة حازمة وكافية أن تبث الخوف في قلب سحر التي أوقفت السيارة بسرعة منتظرة ما سيكون نظر هو إليها وقال لها بحزم
- حضرتك أنا مش للتسلية أرجوك حاولي تدوري على حد غيري
أنهي كلماته و سحب جسده من هذا النعيم البارد تاركا إياها في ذهول وصدمة فهي التي لم تعتد على هذا التصرف من قبل كم أوقعت كلماتها المعسوله شباب كثر كم غرق في حبها الكثير كم كانت محاولتها السابقة ناجحة بنجاح منقطع النظير . غريبة أمرك تصطادين الشاب من هؤلاء بحلو كلماتك وتتركين تكييفك العالي الفريون يكمل الباقي فيزيد من صقيع جسد فرائسك حتي ينتهي المطاف إلى النتيجة المنشودة

وأي نتيجة تلك التي تبغينها كسر قلوب الشباب هو ما تبحثين عنه بمجرد أن يقع أحدهم يأتي وبسهولة دورك في العذاب تخبرينه إنك لا يليق بمقامك فتنتهي القصة على جرح كبير في قلب شاب تأمل في حبه لسحر الخير الكثير .

لم تفعلين ذلك أيتها الظالمة ؟ ما الذي أجرمته في حقك حتى تفطرين قلوبا

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn