الاعلام المفضوح وثورة23 يوليو
لا أتحدث عن ثورة 23 يوليو ولست بصدد تقييمها ، ولكننى بصدد ليلة الثلاثاء ومشهد أعلامى فاضح ،حينما أدرت مفتاح التلفاز هذا الأسبوع لإستمع الى الإعلاميين، الذين يحصلون على ملايين الجنيهات فى العام، بحثا عن تقييمات حقبة من الزمن، وثورة غيرت مجرى التاريخ، فوجدت حوارآ يكاد يكون نسخة بالكربون، يتناولها كل الإعلاميين فى كل القنوات الفضائيه ، وهى جزء من خطاب الرئيس عبدالناصر وحوارة مع مرشد الاخوان ، ولم يتطرق الحوار الإعلامى الى تقييم الثورة ، مالها وما عليها ، بعد حقبة من الزمن، وما تأثير تلك الثورة على التعليم ،أو الصحة ،أو حياة الناس اليومية، أو ما آلت آلية الامور الآن ، ولم اجد إعلامى واحد يتناول شرح العلاقة بين الثورة و ما نعيشه اليوم ، الذى هو امتداد لتاريخ يوليو 1952 ،، وإنما ردد كل الاعلاميين الورق الموجود أمامهم ، وهى نسخة مكررة ، وهنا لست إعيب على معدى البرامج لضعف ثقافتهم ، أو نوعية إختيارهم للضيوفى، للتحدث عن ثورة يوليو بكل حيثياتها ، فهى لها ما لها وعليها ما عليها ، لكنى إعيب على إعلاميين الوطن الذين يوجهون الرائ العام ، وننظر اليهم على أنهم صانعى توجة بأمانة،، وحينئذ ادركت أن هؤلاء الإعلاميون لا يعنيهم الوطن ، بل كل ما يعنيهم حجم رواتبهم ، ولم أستغرب كثيرا ! او أندهش فهذا ما عهدتة منهم منذ زمنآ طويلآ !! فلم يناقش الإعلام او يتطرق حتى الآن الى قرار عودة مجلس الشيوخ بحيادية ، ومهنية ،و هل هو فى صالح الوطن ؟ أم مجرد ترضية لعدد من كبار هذه البلد،، وهل تتحمل ميزانية الدولة أعباء وتكاليف المجلس الجديد؟ إن عملية الإنتخاب وحدها سوف تتكلف مالا يقل عن مليار ونصف المليار جنيه، والميزانية المقترحه له ( 240 نائبا) لن تقل عن مليار جنيه سنويا. والوضع السياسى الحالى للدولة المصرية هل يحتاج الى غرفة برلمانية ثانية ؟ ولم أندهش أيضا لانه لم يتطرق الإعلام حتى الآن الى مناقشة نص مشروع قانون العمل الجديد ، بعد تقديمة من قبل الحكومة ، وتعديلات لجنة القوى العاملة عليه،، فالحقيقه الكاملة أن مصر بلد رائعة ولكن علينا أن ندرك انه حان وقت المواجهة وان نعرف أن إعلام بلدنا ليس اعلاما ، بل هو بوق يتحدث باى هراء ، ولا يتناول قضايا جادة ،أو مصيرية، ولا يهتم أن يصنع تاريخآ للاجيال القادمة ، فهو يردد كالببغاء ، ينعق ما يرهق آذاننا دون فهم او رؤيه ،، عليهم الآن ان يتوقفوا فورآ ويختفوا من المشهد ويتقوا الله فى شعب لا يملك إلا إن يسمعهم، بحثا عن معلومة ،او مصدر لامل، او حديثا عن مستقبل ،، ايها السادة لا تكونوا أداة بل كونوا أدوات لصناعة المستقبل ، انتم تسيئون للنظام، وللدولة الحديثه ،وللرئيس شخصيا ، فوجودكم فية صورة بانه مرضى عنكم،، كفا من ملايين جمعتوها ،وتواروا عن مشهد، يجعلنا نظن بأننا لا نسير للأمام، بل يجعلنا نفقد ايماننا ونتخيل أننا لم نعبر حقبة من التاريخ بل قابعين فية ، ولا مجال للتغيير ،، اما نحن كشعب ما زلنا مؤمنين بمصر، وبقيادتها السياسيه ، مؤمنين برؤيته ، وزعامته ، برغم كل الظروف الإقتصادية ،ندرك حجم الخطر الحقيقي الذى يحدق بنا ، و نتطلع الى مشهد اعلامى راقى بدونكم !!!