تحقيق الذات وهم أم حقيقة !؟ بقلم :- فاتن أبو سديرة
يسرق الطموح وفكرة تحقيق الذات عمرنا وحياتنا خلسة دونما احساس منا بذلك نراها بضع ساعات يومية نقضيها خلف مكاتبنا بين ردهات العمل واوراقه لكنها فى الحقيقة عمرنا كله .
يأخذنا طموحنا ورغبتنا فى تحقيق الذات من اصدقائنا واحبائنا من بيوتنا واولادنا بل من انفسنا ذاتها يحرمنا وهم العَدْو وراء فكرة الطموح وتحقيق الذات من متعة الشعور بجلسات الدفء الاسرى ومن صحبة الاصدقاء بعيدا عن اجواء العمل وضغوطه ورتابته .
ونظل نركل وراء سراب تحقيق الذات والنجاح فى الحياة العملية فمَّن منا لم يحلم ان يقدَّر فى عمله ان يحقق ما يصبو اليه من حلم وطموح !؟ان يشعر بلذة النجاح والتقدير والوصول للهدف الذى يصبو اليه! .
لكننا وفى مشوارنا هذا يمضى بنا العمر يفوتنا الكثير من متع الحياة نصعد درجات سلم ادارى او اكاديمى او غيره بسعادة مؤقتة خاطفة تنتهى بنا بأى حال الى تقاعد اجبارى فى وقت لم يعد بامكاننا فيه ان نرجع آلة الزمن الى الوراء لنقضى ما فاتنا من امنيات واحلام لطالما حلمنا بتحقيقها يوما ما ..
بالطبع النجاح ف العمل والوصول للهدف هو احدى متع الحياة لكنه يتحقق لمن !؟ومتى !؟بلا شك ان هذه المتعة والسعادة بالنجاح فى العمل وتحقيق الذات والوصول لطموحاتك يرتبط ارتباطا وثيقا بوضعك العملى وبيئة العمل وبتقدير هذا العمل لقدراتك لامكانياتك وبتقييم عادل لموهبتك وعطائك وبما تقدمه من جهد وعمل وذلك لن يتثنى لك بالطبع الا اذا تمكنت من الوصول الى المكان الذى ترغبه وتشعر انك قادر على العطاء فيه وستقدم ما لديك من طاقة من قدرات وامكانيات تترك فيه اثرا ينتهجه من يأتى بعدك يستفيد منه ليكمل ما بدأته من مشوار نجاح فتسمو المنظومة وتحقق اهدافها وتنجح باعضائها الفاعلين وهو ما يتعذر ان يصل اليه الكثير منَّا فالغالبية منا لم تكن لديه الفرصة لاختيار الطريق لسبب أو لآخر فيلحق بأى عربة يدركها من عربات قطار الحياة العملية دون ان يفكر فى مدى ملائمتها لاهدافه وطموحه وتحقيق ذاته
وفى هذه الرحلة نحاول جاهدين ان نمسك العصا من المنتصف ان نحقق قدرا مرضيا لذاتنا من النجاح فى الطريقين طريق العمل وتحقيق الذات وطريق الاهتمام بحياتنا واجتماعياتنا لكنها رغما عنا غالبا ما تجذبنا كفة الحياة العملية والرغبة فى تحقيق الذات والنجاح تجذبنا اليها فنشعر بحيرة و احساس بمضى قطار العمر دون ان نوفى حياتنا والتزاماتنا الاجتماعية والاسرية حقها نعيش فى صراع داخلى محاولين تحقيق شئ من التوازن المرضى فنتلاشى فى دوامة الحياة وننسى ان نعيش .