عبدالحى عطوان يكتب : - ماتت هايدى وسيموت آخرين وماذا بعد ؟
بينما بقايا النوم تداهم الجميع ،وتغوص الأرواح بين الأحلام والرؤى، والضوء القادم من البيوت المتناثرة خافتاً شحيحاً، جاءت الصرخات تشق سكون الليل فالمشهد يفوق طاقة الإحتمال، فنحيب البنت من شدة الألم جعلت من الإرتباك الممزوج بالخوف سلاسل مقيدة لكل المحيطين، فالعينان زائغتان ،والوجه شاحب أرتسمت علية علامات الأصفرار، والفم والشفاه بهما سواد الموت، سيارة الإسعاف تقطع الطريق إلى ذلك المشفى القابع وسط المدينة المترامية الأطراف، الصراخ يشق غرف الإستقبال وما أن أتم الطبيب الفحص، حتى جاءت عبارته بصوت خافت البقاء لله فقد ماتت أبنتكم،نظر الجميع إلى بعضهم البعض،بينما دوى صراخ الأم المكلومه يشق صدور الحاضرين ،فقدصعدت روح هايدى إلى خالقها،لفظت أنفاسها الأخيرة قبل أن ترى فرحة من الدنيا،ماتت قبل أن تأخذ حقها ،ومن قبلها ماتت «بسنت»، بنفس الطريقه والجريمة الإبتزاز الإلكترونى، والأداة حبة الغلال السامة، والنتيجة النهائية أسرة ستظل تتجرع كأس العذاب يطاردها شبح الموت الذى شاهدوه على وجه أبنتهم القاصر طوال العمر، والجناة كثر ومتربصين ،والآله متوفرة وفى أيدى العابثين، والقانون قاصراً على العقاب،
#ماتت هايدى بعد أن قام بعض الأشخاص بأبتزازها والتنمر الوحشى ضدها، وتشويه سمعتها الطيبة، وذلك من خلال صور مفبركة، ونشرها وتداولها بطريقة سيئة عبر أهالى قريتها، ماتت لأنها لم تجد من يتضامن معها، ويطمئنها، ويتعامل برفق وأمان معها،ومن قبلها ماتت بسنت وسيموت آخرين من بعدهم طالما هناك من يعبث بأمن الشرفاء وأحلامهم ويستطيع أن ينشأ صفحة وهمية بكل سهولة، بلا رقابة ويتمكن من إجادة برنامج أو أثنين للفبركة، والقص واللزق، وتركيب الصور وهذا سهل التعلم وموجود على أغلب المواقع ،
#والحقيقة المؤكدة أن كل فتاة معرضة لهذه الجريمة وهذة النهاية خاصة فى الريف، حيث التعليم المحدود والتقاليد والعادات، وحيث لا تستطيع الفتاة المقاومة، فالقضايا تأخذ وقتًاً حتى تصبح فى يد العدالة، فالناس هناك لا تتحرك لإتخاذ أجراءات قانونية فى الساعات الأولى أو الأيام الأولى
#وخلال الآونه الأخيرة بدأت هذة القضايا فى التزايد بشكل كبير وبأدوات مختلفه وطرق متنوعه ما بين التشهير، وتدمير السمعة، للإيزاء البدنى والنفسي، للإبتزاز المالى ،
ومعاجة هذا النوع من الجرائم يحتاج إلى تكاتف الجميع .....
أولاً...برفع درجة الوعى.إتجاه جريمة الإبتزاز والفبركة والتنمر الإكترونى وللأسف الشديد برغم أننا شعب متدين بطبعه ونتشدق بالدين، والإيات الربانية إلا أننا نصدق الكذب أكثر من الحقيقة ،فالقاء صورة مفبركة على صفحة مجهوله تدمر سمعه شخص.أو تشوه بنت ،تنتشر أكثر من آيه للقران أو الإنجيل بل يصدقها الكل وكأنها الحقيقة المطلقه لأنها ببساطة تلقى هوى فى أنفسهم خاصة إذا كانت ضد شخصية ناجحة أو مشهورة وقد يفوت الأوان قبل أظهار فبركتها ،
ثانياً..بإستخدام المعالجة الجنائية وذلك بإبلاغ النيابة أوالشرطة فور معرفة الواقعة وذلك بتحرير محضر رسمى فوراً أو عن طريق خط (108) المخصص للإبلاغ عن الجرائم الإلكترونية والإنترنيت والتنمر والتحرش والإختراق والإنتحال والتتبع الإلكترونى
وفى_النهاية
علينا أن نكشف هؤلاء المجرمين ونتصدى لهم ، ونبنى بيئات ثقافية، وعقولاً حرة مستنيرة، تحارب الإبتزاز والتنمر، وتحترم المرأة، وتؤمن بالعدل والمساواة، وتقدر أن للنجاح ضريبه يحاول تشويهها الفشله والمرضى النفسيين
وعلى الدوله التصدى لمحترفى التكنولوجيا فى التدمير بأصدار قانون عاجل من مجلس النواب رادع حتى يفكر هؤلاء الف مرة قبل أن يستخدموها فى إيزاء الناس
فقد ماتت هايدى ومن قبلها بسنت وسيموت أخرين وماذا بعد ؟