صفوت عمران يكتب: الإسلام والإخوان والغرب وصناعة العملاء
دخل الإسلام مصر سنة 20 هجرية 641 ميلادية .. وتأسست جماعة الإخوان على يد حسن البنا 1928 ميلادية.. أي أن الإسلام دخل مصر قبل تأسيس الإخوان بـ 1287 سنة .. وبالتالي مصر دولة مسلمة قبل الإخوان ووقت الإخوان وبعد الإخوان .. والناس خرجت في مظاهرات لإسقاط حكم الجماعة بسبب ممارسات سياسية خاطئة وكارثية تهدد استقرار الدولة، وليس لإسقاط الدين الإسلامي!!.
هذه نقطه فاصلة .. لا بد أن يعيها الجميع .. بداية من الرئاسة الحكومة وصولاً للبرلمان وكل مؤسسات الدولة والنقابات والنخب وغيرهم من عموم الشعب .. للأسف هناك في الواقع بعض الإشارات السلبية تؤكد أن الأمر تجاوز مواجهة جماعة سياسية ارتكبت أخطاء استوجبت إبعاد شعبي وسياسي لها عن الحكم - ومحاسبة كل من خالف القانون والدستور محاسبة قضائية، محاسبة يجب أن تتم دائماً وفقاً للدستور والقانون- إلى حرب واضحة ضد الدين الإسلامي وحرب ضد قيم وأخلاق المجتمع المصري الراسخة .. وهنا لا بد أن يكون لنا وقفة .. فهذه حرب تخدم مخطط أعداء الوطن الذين لم يستطيعوا إسقاط بلدنا بالإرهاب وجماعات العنف لذا يسعون إلى إسقاط بلدنا عبر الانحلال الأخلاقي والبعد عن تعاليم الأديان سواء الإسلامي أو المسيحي بدعوى الحرية والحداثة، وضرب كل قيم المجتمع وثوابته، بل وبات كل شخص يتكلم عن دينه يشعر وكأنه متهم وعليه أن يبرر ما يقوله أمام دعاة الانحلال مع أن المفروض أنهم الذين يجب أن يخجلوا من دعواتهم الشاذة التي تخالف الأديان والأخلاق والفطرة الإنسانية السليمة.
في مصر بلد الأزهر الشريف منارة العالم الإسلامي وقبلة العلماء المسلمين في جميع أنحاء العالم، شاهدنا حصار من الإعلام وغيره لهذه المؤسسة العريقة، وتطاؤل عليها وعلى رموزها بشكل يؤذي مشاعر أغلب المصريين، فـ"الأزهر الشريف" مؤسسة مصرية عالمية، وأحد القوى الصلبة للدولة المصرية التي يجب أن نعمل دائماً على دعمها وتعظيمها وتكبيرها، وليس تحجيمها وتقزيمها والتقليل منها والافتراء عليها والتطاؤل على رموزها، كما نشاهد خلال السنوات الأخيرة على يد حفنه من الاقزام، والحمد لله أن من علامات رضا الله على هذه المؤسسة وعلى دورها ومكانتها الكبيرة أن يصبح شيخها رمزاً عالمياً وترتفع قيمته ومكانته وتظهر كرماته الدينية والخلقية والعقلية فور الجلوس على مقعد شيخ الأزهر، تحقق ذلك مع كل من جلس على مقعد شيخ الأزهر، ومن يتابع مسيرة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب يجد أن الكثيرين لم يتوقعوا منه هذا العمل المخلص لصالح الإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء، عندما تولى المشيخة، لكن الله استخدمه فزاد لمعاناً وقيمةً .. وعلا وارتقى حتى بات يستحق تلك المكانة التي اختاره الله سبحانه وتعالى لها فأصبح أحد أبرز الأمناء على دينه الحنيف والمدافعين عن ثوابت الأمة.
الإشارات السلبية المتكرره داخل المجتمع المصري وآخرها تأييد لبعض للدعوات الشاذة التي أطلقها أحد الأفلام السينمائية، وتحول شخصيات سيئة السمعة لقادة رأي، وأيضاً القرار السئ الذي أصدره وزير الأوقاف بمعاقبة أحد أئمة المساجد في مرسى مطروح ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي يرفض انشغال الناس بمشاهدة مباراة كرة قدم على حساب الصلاة، وغيرها من المواقف، يؤكد أن هناك حرب على الدين الإسلامي وليس على أفكار بعض الجماعات الأصولية الشاذة، وأن البعض وهم يواجهون أخطاء الإخوان يستغلون المشهد لتنفيذ أجندة خارجية قذره للطعن في الدين الإسلامي نفسه، بل وإفساد عقول شبابنا، والربط بين الدين الإسلامي وكل مظاهر التخلف، بل وجعل كل تطاول على الدين وتخلي عن تعاليمه دليل على الحداثة والرقي والتقدم بخلاف الحقيقة في مشهد خبيث ومسموم.. مشاهد كارثية يجب أن تتصدى لها الدولة بكل حسم .. فلا يجوز أن يكون الدين الإسلامي المصدر الرئيسي للتشريع في دولة مسلمة ثم نجد إعلام الدولة «قنوات وصحف» مفتوح على مصراعيه لمن يطعنون في ثوابت الدين الإسلامي ويهدرون قيم المجتمع دون حسيب أو رقيب!! .. ليس معقولاً أن وزير أوقاف مصر تكون ممارسته بهذا الشكل السئ لدرجة دفعت البعض للمطالبة بشكل ساخر قائلين: «نريد وزير أوقاف مسلم»!!، في تعبير قاسي عن رفض ممارسات وزير الأوقاف الحالية.
باختصار .. القاعدة التي يجب أن ينطلق منها العالم أجمع هي: «الإسلام حجة على أي مسلم ولا يوجد مسلم حجة على الإسلام» .. وبالتالي لا يمكن إطلاقاً أخذ خطأ يرتكبه مسلم للطعن في الإسلام، ومن يفعل ذلك مغرض سواء كان فرد أو مؤسسة أو جماعة أو حكومة، ولا يجب إقحام الدين في الصراع السياسي على السلطة، والطعن فيه بدعوى القضاء على جماعة سياسية أو فصيل سياسي أمر خاطئ .. نقول ونكرر دائماً .. الإسلام دخل مصر قبل الإخوان والإسلام سوف يظل في مصر بعد الإخوان .. فـ«جماعة الإخوان» ليست هي من أدخلت الإسلام مصر .. واستخدام أخطاء الجماعة وتورطها في عمليات إرهابية وغيرها من الأخطاء، ليست مبرر لهدم الدين الإسلامي والطعن في ثوابته، لأن هذا المخطط المسموم لو نجح فسوف يكون مقدمة لانهيار الدولة المصرية .. وهي النتيجة التي يسعى لها أعداء مصر .. فالواقع يقول: «لا يستقيم مجتمع بلا أخلاق وقيم وثوابت».
#باختصار .. هناك من يسعى إلى خلق أجيال مضطربة متشككه في كل ثوابتها الدينة والأخلاقية وقيمها الراسخة .. يسعى إلى خلق أجيال ترى أن الإسلام يساوي ذهنياً الإرهاب!! .. ولدرجة الطعن في أبسط الأمور الدينية .. فمثلاً هناك من يرى أن اللحية ليست سنه نبوية «من يحييها ومن لا يحييها أحرار لأنه شأن شخصي» .. ويرون أي شاب يطلق لحيته إرهابي!!.. فأصبحت اللحية لدى الكثيرين رمز للإرهاب الإسلامي .. ثم عندما ينظر شبابنا بجوارهم فيرون شاب مسيحي أو يهودي أو ملحد .. وأيضا شاب شيوعي وأخر علماني وغيرهم .. جميعاً يطلقون لحاهم كنوع من الالتزام الديني أو الموضه .. فيصاب الشاب المسلم بالاضطراب الذهني ولا يعرف إذا كان اطلاق اللحيه سنة نبوية ولا مظهر إرهابي ولا موضه .. أجيال لا تعرف المواريث في الإسلام إلا حالة واحدة وهي: « للذكر مثل حظ الانثيين» وهي الحالة التي تستخدم زوراً من جانب جماعات حقوق المرأة المصنوعة غربياً للتدليل على أن الإسلام يقلل من المرأة، وذلك معلومات يجرري تكرارها بشكل كاذب ومنافي للحقيقة فالإسلام أكثر الأديان تكريماً للمرأة، ورغم ذلك .. لم يتعب أحد نفسه ويرى أن حالات المواريث في الإسلام تزيد عن 34 حالة منها 4 حالات ترث فيها المرأة نصف الرجل، و10 حالات ترث فيها المرأة مثل الرجل، و20 حالة ترث فيها المرأة أكثر من الرجل بل بعضها حالات ترث فيها المرأة ولا يرث الرجل وفقا لعلماء الدين الإسلامي .. وغيرها وغيرها من المغالطات التي تستوجب وقفه صادقة .. ويبقى السؤال: هل هناك من يصحح المفاهيم لشبابنا أم ينتصر من يريد هدم الدين في نفوس المصريين والعرب وتخويفهم من كل ما هو إسلامي؟!.
#الواقع .. أن دول الاستعمار القديم خرجت من بلادنا بعدما وجدت فاتورة الإحتلال المباشر باهظة وباهظة جداً، فاتورة لن تتحملها بسبب المقاومة الشعبية، لذا وضعت مخطط مازال ينفذ حتى اليوم .. مخطط يقوم على زرع رجال الاستعمار في كافة مفاصل الدولة التي يتركونها .. أي دولة .. بل في بعض الأحيان كانوا قبل خروجهم يختارون حُكام بالوكالة، ووضعوا قاعدة: «إذا استمر الحاكم في تحقيق مصالح الغرب يستمر، وإذا تغير أو رفض الإستمرار يتم محاربته حتى الإطاحة به، وإذا وجدوا أن بقائه لم يعد له فائدة يتم استبداله بآخر» .. المهم بقاء التبعية والولاء، وتنفيذ أجندة الغرب وتحقيق مصالحه، بل وأصبح لهم رجال في كل مفاصل الدول التي كانت تحت الإحتلال، بل إن الدول الكبرى متفقه فيما بينها على توزيع بلادنا في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا وامريكا الجنوبية كمناطق نفوذ لها، لذا لا يهمها إقامة نظام ديمقراطي أو حالة حقوق الإنسان في أي دولة طالما أن النظام الحاكم في تلك البلد ينفذ لها أجندتها ويحقق لها مصالحها، بينما عندما يقصر في ذلك أو يرفض الاستمرار في تنفيذ الأجندة يتم استخراج ملفات الديمقراطية وحقوق الإنسان وغيرها من الدرج، فإذا عاد للإتفاق تم إدخالها الدرج مجدداً، وإذا لم يتراجع يتم إعلان الحرب على هذا النظام إعلامياً وسياسياً وحصاره إقتصادياً وقد يصل الأمر للإطاحة به وتدبير خطة القضاء علية .. والتاريخ الحديث والقديم يذكر وقائع عديدة تمت بهذا الشكل، وفي ذات السياق يمكن أن يتخلى الغرب عن حليف استراتيجي إذا وجد أن قبضته لم تعد ممسكة بمقاليد الأمور في بلده أو أن الغضب الشعبي يصعب السيطرة عليه دون التخلي عن هذا الحليف وبالتالي يتم البحث عن حليف بديل .. فـ«الغرب يبدل حلفاؤه كما يبدل الإنسان شرباته»، لذا تجد بعض الحكام في أفريقيا وآسيا وامريكا الجنوبية يسعون لإرضاء الغرب والخارج أكثر من سعيهم للحصول على رضا شعوبهم من أجل البقاء أكبر فترة ممكنه على مقاعد السلطة!!.. في مفارقة كارثية ومحزنة.
.
اللافت .. أن مبدأ فرق تسد البريطاني .. جعل دول كبرى وجماعات مصالح تلعب معنا لعبة ثلاثية .. لعبة قد لا تخطر على بال كثيرين .. فلك أن تتخيل عزيزي القارئ أن الغرب هو من صنع الجماعات الدينية المتطرفة!! .. فقد كان تأسيس جماعة الإخوان عام 1928 تحت رعاية السفارة البريطانية في القاهرة وبتمويل منها، ومازالت لندن حتى الآن أحد المراكز المهمة لقيادات الجماعة، وتكرر نفس الأمر بصناعة أمريكا لـ«تنظيم القاعدة» في السبعينيات من أجل مواجهة الإتحاد السوفيتي في أفغانستان وتم ذلك بالتعاون مع الحكام العرب خاصة في السعودية ومصر، وهؤلاء أول من ساعد أسامة بن لادن وفتحوا باب الجهاد ضد الاتحاد السوفيتي لعناصر تنظيم القاعدة من كل مكان في العالم خاصة من المنطقة العربية والذين عرفوا في أفغانستان بـ«المجاهدين العرب»، كما أن كل التقارير كشفت أن أحداث تفجير برج التجارة العالمي عام 2001 تم بمخطط صهيوامريكي لاحتلال أفغانستان والعراق وغيرها من دول الشرق الأوسط بعدما تقاطعت المصالح مع الأنظمة الحاكمة في تلك الدول، وفي 2016 كشف المرشح الأمريكي للانتخابات الرئاسية وقتها «دونالد ترامب» أن إدارة «بارك اوباما» الرئيس الأمريكي الأسبق هي من صنعت تنظيم داعش لنهب ثروات سوريا والعراق وغيرها من دول المنطقة، وفي ذات الوقت .. نجد تلك الدول الغربية هي من تمول كل جماعات العلمانية والليبرالية وحقوق الإنسان والمرأة والشواذ وتدعم كل دعاوي الانحلال بإسم الحرية والمساواة والعدالة في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا وامريكا الجنوبية .. فالهدف هو أن يغرق المجتمع أي مجتمع في انقساماته وصراعاته .. حتى يضمنون استمرارهم في نهب ثروات بلادنا بلا توقف...
في سياق متصل تجد دول الغرب تدعم حاكم ذو خلفية عسكرية ليحكم في بلد ما لأنه رجلهم، ويرفضون حاكم ذو خلفية عسكرية في بلد أخرى لانه ليس رجلهم، أو يساهمون في الإطاحة بثالث بعدما أصبح عديم الفائدة ويقرروا استبداله .. وذات دول الغرب تجدهم يدعمون وصول جماعة دينية أصولية لسدة الحكم في بلد ما لأنها تحقق أهدافهم ويزرعون جماعة أخرى في بلد ثانية لتهديد استقرار تلك البلد لابتزاز شعبها وحاكمها، بينما يعلنون الحرب على جماعة ثالثة لأنها ضد مصالحهم!! .. لذا لا تستغرب عندما تجد الأصولي الراديكالي رجلهم، وتجد العلماني المتحرر رجلهم .. بل تجد الملحد رجلهم أيضاً .. والثلاثة يتلقون الأموال من نفس المصدر .. ويناصبون بعضهما البعض العداء على الشاشات وأمام الجماهير .. ولا تتعجب إذا وجدتهم اصدقاء وحلفاء في الغرف المغلقة، بل وأحياناً تجد بينهم شركات بيزنس، وأحياناً أخرى صلات نسب ومصاهرة!!.. ولا تستغرب عزيزي القارئ ولا تشعر بالدهشة .. وتقول: «أية اللي لم الشامي على المغربي»؟!.. فالريموت كونترول في ذات اليد هي من تحرك الجميع حتى لو أدعوا عكس ذلك أمام شعوبهم، وحدثوكم عن استقلال القرار الوطني .. وبدورها تقول الشعوب العربية لهؤلاء: «نحن نريد اماره على استقلال القرار الوطني وأفعال وليس تصريحات حماسية».
الغريب .. أن المنهج الغربي في التعامل مع المستعمرات القديمة هناك من يستنسخه في المنطقة العربية .. حيث تجد بعض أنظمة الحكم في منطقة الشرق الأوسط تطبقه على شعوبها .. أنظمة تستخدم الشئ ونقيضه حسب المصالح الوقتيه .. تطبق مبدأ فرق تسد على مكونات شعبها .. مثلاً قبل سنوات كان الكثير من أبناء الدول العربية يستغربون تلك الممارسات ويتسألون: كيف للمملكة العربية السعودية التي تتشدد في أنها نظام الحكم فيها «ديني» وتحرص أن تظهر دائماً بأنها تطبق تعاليم الدين الإسلامي بحزم ولديها جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بكل الممارسات التي كانت تطبقها، نجد المملكة في ذات الوقت تمتلك اغلب القنوات الفضائية التي تقدم الترفية والبرامج المستورده من الغرب وما تحتويه من خلاعه وما تدعوا له من انحلال أخلاقي وبعد عن قيمنا العربية وتبث القنوات السعودية تلك البرامج كما هي دون تعريب؟! .. ومع مرور الأيام وجدنا ولي عهدها الشاب محمد بن سلمان من أجل مغازلة الغرب ليتولى الحكم، يحدث تحول جذري في المملكة وبدلا من الانغلاق والتشدد وفرض عباءة الدين بالقوة كأساس لحماية النظام السعودي إلى انفتاح وتحرر وحفلات وملاهي ليلية وعروض مسرح وسينما وغيرها لمغازلة الغرب وتنفيذ أجندته بطريقة مختلفة دون اهتمام لما تحدثه تلك الممارسات من صدمه ثقافية واجتماعية .. والأمر بشكل أو آخر يتكرر في أكثر من بلد عربي!! .. لذا فإن تلك الممارسات وغيرها باتت تهدد بلادنا لأنها تخلق انقسام مجتمعي حتى لو مكتوم وتصنع اضطرابات نحن في غنى عنها .. وأصبح المجتمع الواحد مجتمعات متعددة وهي أول خطوات تنفيذ خطة الغرب لتقسيم بلادنا للأسف ينفذها البعض دون أن يدري.
اخيرا .. نحن نواجه حرب منظمة على الدين الإسلامي وقيمه الراسخة باعتباره الرابط الأساسي الذي يجمع كل الشعوب العربية .. وأعداء الإسلام متأكدين أنه كي تهدم أمة لا بد من هدم ثوابتها .. لذا اللعب هيكون علي الدين وثوابته وقد حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم قبل 14 قرن ونصف وقال تركت فيكم أمرين، ما أن تمسكتم بهما، لن تضلوا بعدى أبدا: «كتاب الله، وسنة نبيه» .. لذا عملوا على زراعة الكيان الصهيوني المحتل ليمذقوا الجسد الواحد، ويحاولون مرارا وتكرارا منذ الاحتلال المباشر وحتى الآن، زرع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في عموم العالم العربي ولم يفلحوا .. ولن يفلحوا .. بوعي شعوبنا العظيمة التي يجب أن تعرف أين تقف؟ وماذا يدور حولها؟ وكيف وإلى أين تتجه؟! .. ومن المسئول عن تشويه ثوابتنا وقيمنا وأخلاقنا .. من المسئول عن إفساد بلادنا وجعلنا نغرق في بحور من الفساد والصراعات والأفكار المشوهة؟! .. ومن المستفيد من بقاءنا في هذا المستنقع؟! .. ويبقى الناس في تعاملهم مع الحق ثلاثة أصناف: «صنف يكرهون الحق لأنهم أهل الباطل، وصنف يحبون الحق بشرط ألا يتقاطع مع مصالحهم الشخصية، وهؤلاء هم المنافقون، وصنف يحبون الحق ولا يعلو علية شئ في نفوسهم وسلوكهم لأنهم أهل الحق الثابتون علية».