شهر رجب 1443 ... ثانى الأشهر الحرم
كل عام وأنتم بخير ، فقد بزغت اليوم شمس أول أيام شهر رجب المعظم .
وقد فضّل الله سبحانه وتعالي بعض الأيام والشهور علي بعض وايضاً فضّل بعد الأماكن علي بعض ، فهو وحده سبحانه خالق الزمان والمكان .
شهر رجب هو أحد الأشهر الحرم الأربعه التي نص عليها القرآن ، فقال تعالي ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ )
كما ثبت في السنه هذه الأشهر الأربعه ، فقد ثبت عن النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنه خَطَب في حجَّتِه، فقال:( إنَّ الزَّمانَ قد استدار كهيئتِه يومَ خَلَق اللهُ السَّمواتِ والأرضَ، السَّنةُ اثنا عَشَرَ شَهرًا، منها أربعةٌ حُرُمٌ، ثلاثٌ متوالياتٌ: ذو القَعْدةِ، وذو الحِجَّةِ، والمحَرَّمُ، ورَجَبُ مُضَرَ الذي بين جُمادى وشَعبانَ )
وسميت هذه الأشهر حٌرماً لعظم حرمتها ولحرمة القتال فيها .
وقد فُسِر الظلم بأنه فعل المعاصي وترك الطاعات ، وهو يشمل ظلم العبد لنفسه بالشرك والمعصية وظلمه للآخرين.
فينبغي علينا مراعاة حرمة هذه الأشهر ومنها شهر رجب ، لما خصها الله به من المنزلة ، ولنحذر جميعاً من الوقوع في المعاصي والذنوب تقديراً لحرمة هذا الشهر الفضيل ، الذي فيه تهب علينا نسمات شهر رمضان ونستشعر بقربه .
قال أبو بكر الوراق ( شهر رجب شهر الزرع وشعبان شهر السقي للزرع ورمضان شهر حصاد الزرع )
فلنبادر إلى تبييض صحائفنا من الذنوب وذلك بالتوبه والعمل الصالح .
اللهم اجعل أيام شهر رجب جابرةً للقلوب ، ساترةً للعيوب ، ماحيةً للذنوب و مفرجةً للكروب .
اللهم بلغنا شعبان ورمضان لا فاقدين ولا مفقودين .