فاتن ابوسديرة تكتب :- ملامح من زيارتى لمعرض القاهرة الدولى للكتاب 2022
لأول مرة منذ عدة سنوات أقرر الذهاب الى معرض القاهرة الدولى للكتاب وتأتى زيارتى هذا العام فى ظل ظروف استثنائية حيث أنها تعد الزيارة الأولى لى للمعرض بعد نقله للمقر الجديد بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس بعد أن كان يقام بأرض المعارض بمدينة نصر والمرة الأولى إيضا فى ظل ظروف جائحة كورونا والتى ألزمتنا قسراً البعد عن الأماكن العامة والمزدحمة أى منذ 4سنوات تقريبا من آخر زيارة للمعرض .
والزائر المتردد على المعرض سيلحظ للوهلة الأولى الفرق الشاسع بين المقر القديم الذى عانى لسنوات من الإهمال وسوء العرض وتعرض كثير من الكتب للتلف بسبب نظام الخيام الذى كان يغطى سقف المعرض ناهيك عن سوء التنظيم والإزدحام الشديد للجمهور والعارضين
بعكس مقره الجديد الذى سأوجز أهم ملامحه فى سطور
أولا التنظيم والإجراءات الإحترازية
أكثر من رائع المكان يليق بأكبر معرض ثقافى دولى فى الشرق الأوسط مستوى عال من التنظيم والعرض يضاهى أكبر المعرض الدولية العالمية
منافذ حجز التذاكر على الأبواب كثيرة ومتعددة
أدت الى سيولة وسرعة فى حجز التذاكر على الأبواب وأيضا توفير تذاكر أونلاين عبر موقع المعرض قضى على الإزدحام والتكدس بشكل نهائى
على أبواب المعرض ستجد شباب وفتيات مصريين هؤلاء هم " الورد اللى فتح فى جناين مصر " منظمين لعملية دخول وخروج الزائرين يرتدون "الاى دى "ويؤدون مهمتهم بشكل انسيابى ومنظم اكثر من رائع يتابعون مسافات التباعد بين الزوار وقياس درجة حرارة كل ضيف والتأكد من ارتداء الكمامة بكل بشاشة على الوجوه ومرونة وانسيابية فى الاداء بحيث لا تستغرق عملية دخولك المعرض اكثر من دقيقتين .
ثانيا الإقبال
إقبال كثيف جداً من المصريين والضيوف الأجانب إيضاً
إقبال المصريين فاجأنى بعد أن كنت قد اعتقدت أن المصرى المهتم بالقراءة قد انقرض إلى غير رجعة وسحبت السوشيال ميديا والكتاب الإلكترونى البساط من تحت أقدام محبى القراءة لكنى وجدت تواجدا كثيفا من كافة اطياف المجتمع المصرى الاسر باطفالها والمسنين والشباب والفتيات مسلم مسيحى منتقبة غير محجبة ملتحى اجمل نسيج للمصريين تراه هنا فى معرض الكتاب .
ثالثا النضافة
المكان من المدخل الى اخر نقطة فى المعرض منتهى النظافة والاهتمام فلن ترى ورقة او "منديل" على الارض او بقايا اطعمة رغم وجود العديد من الكافيهات والمطاعم واماكن مخصصة لانتظار الزوار والراحة لبعض الوقت
وهذا اعتقد لان المعرض وجهة معظم محبى القراءة والقراءة بالتأكيد تهذب الروح والفكر
هذا غير حفاظ الزوار والجمهور على نظافة الحمامات وهذا يندر ان تجده فى الاماكن العامة للاسف .
رابعا الانتقالات
ينتظر امام ابواب المعرض مباشرة العديد من خطوط الاتوبيسات النظيفة التى تبدو كجديدة لتقل الزائرين المغادرين الى اى مكان داخل القاهرة وتتواجد حتى موعد اغلاق المعرض ابوابه
اما عن بعض الارشادات والنصائح لو أنك زائر لأول مرة ووفق اجتهادى الخاص فهى كالتالى:-
-حدد الكتب التى ترغب باقتنائها وحدد دور النشر المصدر للكتاب للتوجه الى جناحه مباشرة كى لا تحتاج للبحث كثيرا واهدار وقتك وطاقتك فى البحث فى كافة الاجنحة
-الخصومات الاكبر على اسعار الكتب ستجدها فى اجنحة الجهات الحكومية كالهيئة العامة للكتاب مؤسسة الاهرام وجناح الازهر الشريف
بقية دور النشر تقدم خصومات لكنها الاقل بالنسبة لدور النشر الحكومية
-اصطحب معك حقيبة بعجلات " تروللى" فالكتب ثقيلة ولن تستطيع حملها اثناء تفقد اجنحة دور النشر المختلفة على كثرتها
-ارتدى حذاء خفيف مريح للقدم لانك ستضطر للسير لمسافات ليست بالقصيرة
-من واقع خبرتى ارشح لك افضل دور النشر بالمعرض هذا العام (هيئة الكتاب دار الشروق ودار الكرمة والمصرية اللبنانية و مؤسسة الاهرام و جناح الازهر الشريف.. ) وهناك العديد والعديد من دور النشر الممتازة لكن هذه الدور التى ذكرتها كانت الاهم بالنسبة لى
-لو ترغب فى تعظيم الاستفادة من زيارة المعرض فتبكير الزيارة صباحا من 9 ,10 سيكون الافضل وسيتيح لك التجول بتأنى وتفقد معظم اجنحة دور النشر وحتى لو استغرقت الزيارة اكثر من يوم فالامر جد يستحق
فالحياة ما هى الا تراكمات ومعارف وتجارب اخرين وكما تقول الحكمة العربية فى اهمية الكتاب" احمق من اعار كتابا واحمق منه من رده.."
وفى النهاية تحية لبلدى التى افخر بانتمائى اليها والتى ما زالت قادرة على اقامة كافة فعالياتها فى مواعيدها و بشكل طبيعى فى ظل ظروف استثنائية تجتاح العالم بسبب تفشى وباء كورونا وتنجح فى ذلك باقتدار فهى مصر وكفى
