فاتن ابوسديرة تكتب :- فى ذكرى عيد الشرطة "إختلف العدو والمشهد واحد"
تحتفل مصر اليوم باليوم المشهود يوم " عيد الشرطة المصرية" ذكرى حفرها التاريخ فى ذاكرته يوم اعتدت قوات الاحتلال الانجليزى عام 1952 على قسم شرطة الاسماعيلية ليتصدى افراد القسم ضباطاو جنود بكل بسالة وفداء لهذا الاعتداء الغاشم ويظلوا صامدين رافضين الاستسلام حتى يستشهد اخر رجل منهم ليكتبوا بدمائهم ملحمة خالدة سجلها التاريخ باحرف من نور
عاشت اجيالنا لسنوات نسمع عن دور الشرطة ورجالها فى دحر الجريمة وفرض الامن والاستقرار فى المجتمع دون ان نخوض احداثا حية نعاصرها لندرك عظم هذا الدور وقيمته حتى باغتنا القدر باحداث يناير 2011 التى رُسمت وخُططت جيدا لاستغلال ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة كانت تمر بها البلاد
فالعدو هذه المرة ليس محتلا اجنبيآ غريبا بل جماعة متأسلمة ضالة عادت وطنها وخانت شعبها واستغلت ظروف الوطن الصعبة لتغرر بشبابه وتضللهم بالخطب الجوفاء والوعود الكاذبة فما اشبه الليلة بالبارحة فعدو الامس نعلمه جميعا ونعلم تربصه بالوطن وامنه فنترقب خطره ونحذره
لكن عدو اليوم يخرج من بيننا يشاركنا الحياة على ارض هذا الوطن الطيب ياكل خيرها ويشرب مياهها ويضمر لها كل شر وضعينة
كانت هذه الجماعة تعلم ان درع الوطن وسيفه هو جيشه وشرطته فكانت اولى طعناتها لهذا الدرع حتى تحكم سيطرتها على البلاد فبدأت باقتحام السجون وحرق اقسام الشرطة لبث الفوضى وترويع الامنين
وتصدى ابنائنا من رجال الشرطة فى شجاعة نادرة واستبسلوا فى الدفاع عن مواقعهم وسقط منهم العشرات فى يوم يعيد التاريخ نفسه لنعيش على ارض الواقع نفس احداث قسم شرطة الاسماعيلية واقتحامه من قبل قوات الاحتلال الانجليزى اختلف العدو والمشهد واحد
و لولا فضل الله على هذا الوطن ووعى قياداتها السياسية التى دائما نظرتها الثاقبة تسبقنا جميعا بخطوات وتتوقع ما لم يكن لنا ان نراه وبصلابة رجال جيشها وشرطتها استطعنا بسرعة وبقدرة فائقة استرداد البلاد من ايدى الغاصبين و استعادت الدولة زمام الامور بعد ان وعى الشعب الدرس جيدا وادرك ما يحاك ضد الدولة فى الداخل والخارج
وجعلته الاحداث رغم قسوتها يدرك ما معنى ان ينام فى بيته امنا مطمئنا على نفسه وبيته وماله دون خوف او ترويع
هذا الدور النبيل الذى يؤديه كل رجل من رجال الشرطة المصرية بكل تفانى ووفاء لشعب مصر العظيم باذلين كل غال ونفيس من ارواحهم ودمائهم من اجل الوطن وسلام على روح كل شهيد بذل الدماء رخيصة فى سبيل امن واستقرار و طن وشعب لتظل راية مصر شامخة ابية تستعصى ارضها على ان يدنسها خائن أو جبان
"الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ "(32)النحل