18:10 | 23 يوليو 2019

عبدالحى عطوان يكتب الجمهورية الجديدة وفوضى وتفاهة الإعلام

3:09pm 17/12/21
عبد الحي عطوان
عبد الحي عطوان

تنتابنى الدهشة والإستغراب كلما أدرت مؤشر التلفاز فى محاولة للتنقل بين برامج" التوك شو"، التى باتت أشبه بحلبة المصارعه، لمتابعة طرحهم للقضايا الساخنه بالشارع، لعل وعسي أجد ما يشبع داخلى إلا أننى أجد نفسي متسائلاً بألف علامة أستفهام ماذا يحدث باعلام الدولة المصرية هذة الأيام؟ فبرغم أن الدولة ترفع شعار الجمهورية الجديدة بمشاريع قوميه عملاقة نجد الإعلام يغرد بعيداً بعيداً !!وكأنه فى دولة أخرى غير دولتنا, دون تعريف الناس أو تثقيفهم أو حتى القيام بأبسط أدواره التوعويه, بل ذهب إلى معارك تافهة وكأن القصد الهاء الناس وتسطيح أدمغتهم وعدم معرفتهم  بالإنجازات التى تقام على أرض الواقع . 

فبالنسبه للفضائيات فقد أمتلاءت بالمنجمين والمشعوذين،وبائعى الطعام، والسحره، ومفسرى الأحلام، بل هناك قنوات تحولت كل مادتها الى جلب الحبيب، ورد المطلقة ،ومعالجة الحسد والعين، وزواج العانس وجلب الرزق، وفك المربوط، بل الكارثة الكبري عدد كبير من البرامج الطبية، وبيع الأدوية الصحية، والجنسية ،الغير مرخصة والتى تعرض بدون رقابة أو مراجعة ،من هيئة الدواء، أو وزارة الصحة، بالإضافة إلى القنوات الدينية والفتاوى الغريبه والاعلانات الفوضويه التى نطالع بها يومياً .

أما عن الإعلاميين الذين يتصدرون المشهد ويطلوا علينا يومياً،فالمشهد الإعلامى الأخير يضع الدولة المصرية فى حرج، فأعتمادها على عدد معين من الإعلاميين، فاقدى الثقة والمصداقية بالشارع، ولدى قطاع عريض من الناس بأعتبارهم أبناء كل الإنظمه السابقة والحالية ،وتصديرهم لنا على أنهم رجال المرحلة، و من يملكون حق النجوميه، يصدر لنا مشهد قاسي بأن مصر هربت منها القمم الثقافية والنماذج القدوة وأنهارت ثقافتها الناعمة، بل حولوا هؤلاء العمالقة الذين يتقاضون الملايين، والمرضى عنهم بأعتبارهم أهل الثقة والحظوة برامجهم، إلى وصلات ردح لا تقدم للمشاهد وجبة دسمة بل أحياناً صدروا مشهد الفوضى للدوله، من خلال مادتهم الكارثيه فأنصرف المشاهد إلى قنوات أخرى، وقد تكون معادية للدولة ليس حباً فى "عمر" وأنما كرهاً فى "زيد "فصنعوا من مذيعى ومقدمى تلك البرامج نجوم، برغم فبركة وتفاهة وكذب ما يقدمونه ، 

والمتابع المستمر للمشهد الأعلامى يومياً، يجد أن بعض هؤلاء الجهابزة، مازال مستمراً فى أغراقنا فى معاك تافهة، أما بهدف الحصول على الأعلى نسبة مشاهدة والوصول إلى" التريند" ،دون تقديم محتوى أو بهدف التشوية الشخصى لخصومات سياسية،أو سيرا مع القطيع وترديد ما يملى عليه من أصحاب القرار أو القنوات بدون فهم، أو لابعادنا عن المعارك الحقيقية لدرجة الإستغراق .

وفى الحقيقة قد يظن المشاهد العادى أن المعارك الإعلاميه التافهة وليدة المصادفة والجهل، ولكن من وجهة نظرى الشخصية الأمر  أعقد من ذلك بكثير ،فهناك من يدير المشهد الإعلامى و يفتعل معارك خفية، هدفها لفت الأنظار عن المعارك الحقيقية، وهذا المشهد ضعيف ومخزى ويتناقض مع الطرح الذى يتناوله الرئيس إتجاه عدد كبير من القضايا السياسية والإجتماعية والتطورات الداخلية والخارجية،وبدلاً من أن ينشغل الإعلام بالشرح والتوعية للجمهورية الجديدة بملامحها الثقافية والاقتصادية والسياسية  والدينية ومحاور الرقابه والتشريع والمواطنه والسلام وقضايا الأمن القومى والتعليم والصحة ، ينغمس كباره فى معارك شاكوش وحمو بيكا ،ويفتعل معركة بين هانى شاكر وساويروس بل يسقط شريف عامر النموذج الذى كان يرضى القبول، مقدماً لنا نموذج الشاب الناجح فى كلمات مبتذله مسفه لشاب يغنى للبطة . 

بل أحياناً تجد نفسك فى وضع أكثر من الدهشة والتساؤل، لماذا يهاجم عمرو أديب "جورج قرداحى" الوزير اللبنانى ويهيل له السباب والشتائم, بينما تحاول الدولة المصرية حل الإزمه بين السعودية ولبنان بالدبلوماسية الرصينه ،وهنا علامة أستفهام كبيرة؟ هل هذا معقول أن يكون التوجه الشخصى أرضاءاً لمن يدفع له ضد دولته ؟فالقناة التى يعمل بها سعودية فيتخذ موقفاً مغايرأ بعيداً عن موقف الدوله، التى يعيش فيها وصنع نجوميته به ،، 

والحقيقة المؤكدة ليست هذة المعركة التافهة الوحيدة ولا السقطة الأخيرة للإعلام المصرى، بل تشابه المادة المقدمة، وضعف القضايا المطروحه، والبعد عن مشاكل المواطن الحقيقية، وعدم محاسبة الوزراء والمسؤولين، والتطبيل والتهليل طوال الوقت للفشلة والعجزة، واستضافة نجوم الصف الثانى من المشاهير والنواب  الذين تسببوا فى تأخر حياتنا وتراكم المشكلات فوق رؤوسنا يضع ألف علامة استفهام ؟؟

وأخيرا
تبقي الإسئلة المطروحة هل المشهد الإعلامى بهذة التفاهة، فوضوى عبثى بدون قصد، أم عن عمد ، وهل تتبنى الدولة التطوير والتغيير فى الجمهورية الجديدة، أم سيتم تركيب أقنعه جديده فوق نفس الوجوه، لتظل قابعة على أدمغتنا لفترة زمنيه قادمه، ولتبقي الإجابة مرهونه ومرتبطه بتغيير الخريطة الأعلاميه وإزاحة تلك الوجوه لنصدق أنفسنا أننا فى الجمهورية الجديدة بحق .

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn