عبدالحى عطوان يكتب فتاتان بين فجاعة الموت وقسوة الحياة
#حينما كتب الأديب طه حسين كلماته التى مضى عليها أكثر من ثمانين عاماً عن محاربة الجهل والفقر والمرض لم يكن يدرك أن الحياة تسير وفقًا لنواميسها المعتادة، اللحظات تمر ببطء، الشمس تشرق وتغيب، الزمن يمر يوما بعد يوم ومتاهات لا تنتهى أبدًا، أنتظار يسلم أنتظاراً آخر ،فتوقفنا عن عد الأيام و السنين .
#كانت أقدامى صباح هذا اليوم كأنها مع موعد مع القدر فقد كنت أشعر داخلى بمضى سنوات العمر حاولت أن أستيقظ من فوق تلك الأريكة القابعة أمام الشاشة التى أصبحت عيناى لا تفارقها، بحثاً عن أى خبر يزيح لحظات الكأبة التى تسربت إلى نفسىى، أخذتنى قدماى ببطء حتى فتحت خزانة ملابسى، وأنتقيت ملابس أنيقة ،فى محاولة لهزيمة الهرم الداخلى ، والإنتصار على خريف العمر،
#خرجت إلى ذلك المقهى الكائن خلف المبنى الحيوى بالمدينة والمزدحم شارعه بالماره ،فتتوه أفكارك بين وجوه الناس، حيث يتجمع الأصدقاء نتسامر، تتجادل، نأكل، نحاول أن ننسي همومنا ومشاكلنا ، وأحيانا أنطوى مع نفسي خلف الشاشة الصغيرة التى أصبحت لا تفارق يداى فبين الوقت والوقت تحاول شحن أفكارك حتى لا تستسلم للغواية، فتستضيف خيالك وترمم ما أنكسر من مرآة الحكاية.بحثاً عن حكاية جديدة.
#وأنا سارح بأفكارى فإذا برنات الهتاف الذى أصبح مزعجاً وأتمنى الخلاص منه وقبل أن أنطق بالإجابة بدأ المتحدث كلامه بحزن بدأ فى نبرات صوته قائلاً هل تعرف شيئاًعن ذلك الحريق الذى شب بالقيسارية ؟ أجبته بالإيجاب نعم فبادرنى قائلاً هل تعرف رواية البنتان اليتيمتان التى أحترق لهما كل شئ ؟ والأن بلا ماوى أو متاع، هل تخيلت مشاهد الألم والبؤس ونظرات الخوف المختلطة بالحزن؟ الذى أشاهده فى عيونهما يومياً منذ الكارثة هل شاهدت نظرات الأستعطاف والكسرة ؟وراء تلك العيون البريئة والأجساد النحيلة التى تحمل فى جنباتها كل هذا الألم الفائض،هل مر بذهنك مشهد أن تستيقظ يوماً على السنة النيران وهى تحاصر حياتك وتلتهم كل أمتعتك، ومخزونك، وجهازك الذى كنت تجمعه يوماً بعد يوم ليس أملاً في فرح أسطورى وإنما أملاً في سترتك أمام الناس
#بأختصار حكاية هاتان البنتان يتيماتان الأب والأم ،أحداهما مخطوبة والأخرى مازالت صغيرة يقطنان داخل الشقة القديمة فوق ذلك المخزن الذى يمتلئ عن أخره بالإدوات الكهربائية ،وعندما اشتعلت النيران به لم تتوقف حتى أتت على كل ما يملكونه بعدما خرجاً بملابس البيت فقط كأنها الساعات الاخيرة من العمر ، فضاع كل ما تحصلا عليه وما ورثاه ،
والكارثة الاهم صدور قرار إزالة للعقار حرصاً على حياتهم فأصبحا بلا مأوى وبالأدق هربا من الموت إلى الموت البطئ
#سرحت فى كلمات المتصل فالموت كلمة مرعبة ومخيفة، فوجدت خيالى يسرح في تلك الواقعة ألاليمة التى لا تحتمل، وتسرى فى النفس مشاعر الفزع والخشية والرهبة فقد تخيلت لحظتها كيف شاهدا هاتان الفتاتان الموت يحوم حولهم، ويحلق فوق رؤوسهم وشعورهم اليوم بمرارة الفقد
#فى_النهاية ،،،،،
السادة النواب ...وكيل وزارة التضامن .رئيس مدينة طهطا
هذة هى حكاية حقيقية لفتتاتان من طهطا،عنوانهم بمنزل أحد أقاربهم ، أصنعوا لكم تاريخ مع هؤلاء بعيداً عن أداء وظيفتكم بالطرق التقليدية وبعيداً عن الصور التى التقطت ودموعنا تسيل ،فالحياة قصة لاتنتهى ومكشوفه للجميع وسوف نروى لأولادنا مواقفكم إذا كانت بطولية أو مخزية !!