رومانى جيد يكتب المشهد الإعلامي
المتابع للإعلام المصرى خلال العشر سنوات الماضية سواء قنوات تلفزيونية وبرامجها الحوارية أو مواقع اخبارية يشعر بالقلق على مستقبل مصر فهذا الإعلام فى غالبيته لا يمثل هذا الوطن العظيم بتاريخه وحضارته آثاره التى أذهلت العالم مصر كما وصفها عالم الجغرافيا الأستاذ/ جمال حمدان فى كتابه ( شخصية مصر ) دراسة فى عبقرية المكان وقبل ذلك عدة موسوعات تاريخية تتحدث عن مصر و يقول المبدع صلاح جاهين الله يرحمه ( على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء ).
مصر أكبر واعظم من أن يتصدر المشهد الإعلامي بها مجموعة من محدودى الفكر والثقافة لمجرد أنهم استطاعوا التسلق فى غفلة من الزمن إلى أعلى المناصب الإعلامية مما اثر سلبا على ثقافة أغلب الشعب بسبب ما يقدمونة من تفاهة وبلاهة وسطحية .
أين فكر وثقافة عمالقة الكلمة أمثال على ومصطفى أمين ومحمد حسنين هيكل وعبد الرحمن الشرقاوي وتوفيق الحكيم وانيس منصور وإحسان عبد القدوس وموسى صبرى ومكرم محمد احمد الى أخر هولاء المبدعين ؟
للأسف اصبحنا فى زمن الفرقعة الإعلامية الفارغة من أي مضمون أو أى مردود ثقافى أو فكرى المهم زيادة المشاهدة التى تعود عليهم بالمقابل المادى فقط .
واتذكر كلمة وزير الإعلام الالمانى ( جوزيف جوبلز ) إبان الحرب العالمية الثانية : اعطنى اعلاما بدون ضمير اعطيك شعبا بلا وعى .
الإعلام الجيد هو من يصنع العقول الناضجة التى تنتهج التفكير السليم بعيدا عن أى مؤثرات سلبية هنا أو هناك .
إنقاذ العقل الجمعى من التراجع الذى حدث بسبب الإعلام الذى ركض خلف فقراء الفكر والدجالين هو مسؤولية قادة الفكر والثقافة بدعم من أصحاب القرار حتى يتم فتح نوافذ العقل وطرد هذا الهواء الملوث .