تاد فنان تشكيلى عالمى رحل وأعماله ستظل خالده
الفنان التشيكيلى ناجى ميشيل والشهير بالفنان" تاد " منذ ولادته في السادس والعشرين من شهر أغسطس عام 1946 حتى توفي في شهر مايو2007 و الذي عاش بين مصر وسويسرا وفرنسا، حيث عمل رسامُُ صحفىُُ بمجلة صباح الخير منذ العام 1966 وحتى وفاته كان منفرداً عن جيله فقد بلور مدرسة جديدة تتـــميز بفكاهة ذات مستوى جديد من الوعي السياسي والإجتماعي والإنحياز الوطني إلى جانب تقنية متقدمة تعكسها لوحاته. التى لم تكن مجرد أبداعات بالحبر الأسود وبعض الألوان المائية أو مجرد رسوم صحفية رائعة تميزت ببساطتها وجمال تعبيرها ودقة اتقانها، ولكن هى لوحات عبرت عن تاريخ مصرى عريق بكل مراحلة وطبقات المجتمع بكل الوانه والطبيعة بكل مظاهر الجمال بها واللافت في أعماله إنحيازه الدائم إلى المرأة، معبراً عن قلقها وتوجساتها، مخترقاً عوالمها، متوغلاً في ما هو غير مرئي، مكتشفاً أكثر المناطق غموضاً وحساسية لديها ما بين مكامن الجمال وثنائيات وفخاخ، معتمداً على قدرة كبيرة من الدعابة والاستقبال والتأمل والاختزال.عاشه الفنان
أبرز معارضه
وقد أقيم للفنان" تاد" العديد من المعارض التى لا يمكن التحدث عنها في مقال واحد أبرزهم معرض بقاعة الفنون التشكيلية بدار الأوبرا وبالتحديد عام 1991 ، كما أقيم له معرض بمجمع الفنون بالزمالك وكذلك عرضت أعماله فى قاعة الفنون التشكيلية بمركز النقد والإبداع بمتحف أمير الشعراء أحمد شوقى ، هذه المعارض الثلاثة نظمها القطاع ، بالإضافة إلى معارض خارج مصر ،خلال معرضه بأتيلية الاسكندرية والذى كان مفاجأة لان الاعمال الفنية المعروضة مائة وستون عملا فنيا من القياسات الصغيرة ،وهي رسومه كان متمكنا من `الرسم` الذي يعد أهم أركان الفنان المبدع،وعاش الفنان تاد في القاهرة- سويسرا-باريس- أقام عدة معارض خاصة بالقاهرة - ومدينة بازل بسويسرا- كما أشترك في عدة معارض جماعية في مصر،حصل علي بعثة تبادل ثقافي بين الشونة والمركز المصري للتصميم وكريستوف ماريان ببازل سويسرا عام1988 أخرج ونفذ أغلفة كتب عديدة للكتاب والشعراء والقصاصين .
بعض أسهامات الفنان تاد
كما ساهم الفنان التشكيلى تاد في رسم مقدمات بعض الافلام،له كذلك مقتنيات بمتحف الفن المصري الحديث، ومقتنيات خاصة في ` مصر ، العراق ، سويسرا ، امريكا ، كندا ، فرنسا ، إنجلترا ، النمسا ، المانيا ، اسبانيا ` ليل من الفنانين المتخصصين فى الرسوم الصحفية ان نجد لهم نشاطا ابداعيا خارج هذا الاطار . وهذا يذكرنا بالمعرض الذي اقيم منذ عشر سنوات تقريبا بقصر الفنون والذي ضم تاريخ الفن الصحفي في مصر وكان عرضا وثائقيا هاما،والاعمال الفنية المعروضة الان في اتيلية الاسكندرية تجمع بين موضوعات متنوعة منها المرأة ، والسلام ، والحب ، والأمل ، وغيرها من الموضوعات التي تلمس ثقافة القاريء بيسر وبساطة والمثير الفني في هذه الاعمال الافكار وتراكيب العناصر برؤية تجنح الي السريالية في معظمها،وبمعالجة فنية
ماذا قال عنه الفنان احمد فؤادسليم
قال عنه الفنان والناقد أحمد فؤاد سليم ` ذكرني تاد حين رأيته لبضع لقاءات قصيرة، بتلك الشخصيات الشكسبيرية المعذبة بين الجواني ، وبين الظاهر - منتظرا في تلك المسافة المتوترة بين السؤال وبين الجواب ، مشدودا علي همس كالصراخ في حركة المجيء والغدو حائرا بين ذلك الواقع الذي يستهويه في لعبة الجمال الحي، وبين الممكن ومصاعب الفوضي فيه وبين ` المستحيل` الذي هو غاية الفن الفاعلة ، في السنوات الاخيرة أخذ تاد يزرع المدينة وأسواقها، بحثا عن تلك الرزم الضوئية الثابتة في ألوان البسطاء والفقراء والباعة
وفاء زوجه
وما يجعلك تقف فخورا أن الفنان تاد لم يترك أعمالاً فنيه خالدة فقط بل ترك زوجته السيدة جيهان سلامة زوجة لديها عزيمة وإرادة وأصرار علي عرض هذه الأعمال فقد تمكنت من إقامة ١١ معرض بعد وفاته حيث تردد دائماً "ما زلت أجد "تاد" في مرسمه، كان ودوداً وحساساً، كان طفولي كمعنى اسمه تماماً، فكان يكتب لي يومياً خطابات لمواقف جمعتنا، ومازالت تلك الخطابات تعزيني بعد وفاته".وقد ضربت أروع الأمثله فى الوفاء حيث قامت أول مرة بتجميعها لعدد من لوحاته وإعدادها للعرض باتيليه الإسكندرية برغم أن ذلك يحتاج وقتا طويلا، وقد حضر الافتتاح لفيف من عشاق الفن وعدد من الفنانين وعلي رأسهم الفنان الكبير عصمت داوستاشي
الجدير بالذكر أن أعمال الفنان تاد تميزت عن غيره من الفنانين التشكيليين لكونها طاقة متراكمة فى الذاكرة البصرية ولصفائها النادر ولشفافيتها المستحيلة .. والتلقائية المباشرة فى صياغة ومعالجة عالمه الإنسانى الذى أكتشفه فى البيئة الشعبية الحية والدافئة بعاداتها وتقاليدها