مينا عزمى يكتب المرتشون في مصر
كانت جامعه دمنهور محل الحدث هذا الأسبوع فعدما أغلقت بها كليه طب الأسنان لتدريب طلابها علي أسنان جاموسه بكليه الطب البيطري فأمر قاضي القضاه محمد خفاجي بغلقها وتوزيع طلابها علي جماعات أخري وهاهي تتجلي أمامنا بكارثه أخري أنگي من سابقتها فالامس قبض علي رئيس الجامعه بمعرفه رجال الرقابه الأداريه لأتهامه بالرشوه والرشوه في قانون العقوبات تعريفها أخلال الموظف العام بأعمال وظيفته في مقابل عطيه أو وعد بعطيه وهذا تعريفها من وجه نظر القانون ولن نتعمق في تفاصيل هذا التعريف ولكن نتأمل في واقع جريمه الرشوه في المجتمع المصري في الأونه الأخيره تجد إن الأمر قد أختلف عن عهودا سابقه فحالات الرشوه من فتره ليست بكثيره كنت تجد من يقارفها صغار الموظفين أصحاب الدخول الضعيفه وكان الدافع عليها أثنان لا ثالث لهما أما المخدرات وما شابه وأما ضيق ذات اليد فيزين له الشيطان التصرف في عهدته الحكوميه أو قبول رشوه للأخلال بأعمال وظيفته ولكن هذه الأيام أصبح المرتشين من عليه القوم فهذه نائب محافظ وهذا وزير وذاك رئيس حي شهير وهذا مستشار بمنصب رفيع وذاك قاضيا والاخر ضابطا والان رئيس جامعه أي نحن أمام أرفع المناصب في المجتمع المصري أمام أصحاب القاب البكويه والبشويه أمام أصحاب رواتب وحوافز تعد لغيرهم حلما صعب المنال ولا أدري لمذا فعل هولاء هكذا وعلي الدوله قبل أن تسعي لمحاكمتهم أن تخضعهم للتحليل النفسي لمعرفه ما دار بخلدهم قبيل القدوم علي الجريمه فهم صفوه المجتمع هما يغرفون مرتباتهم غرفا لا عدا تسهل لهم الدوله أقامتهم وأنتقالاتهم ومدارس لابنائهم لابد أن يكون هناك سببا لذلك علي الدوله أن تعيه لأن المألوف أن الدوله قد غالت في رواتبهم حرصا علي وضعهم الأجتماعي من ناحيه وحتي لا يصلوا لما هما فيه الأن ولكن علي الدوله أن توفر طائل هذه المرتبات للخزانه العامه وليذهب وضعهم الأجتماعي للجحيم وليعيشوا كما يعيش الجميع فقد أثبتت التجربه أن الفساد لا علاقه له بزياده دخل أو نقصانه فالكل فاسد بطبيعته علي الدوله ان تضع الكل تحت المجهر تشك في الجميع فليس هناك ملائكه الأن وان كنت أرجع قبول أصحاب الياقات البيضاء لقبول الرشوه أن هناك الكثير منهم وصل لمناصب رفيعه وأختلط بأصحاب الأموال فأراد ان يكون ذو منصب مضافا له لقب مليونير والمنصب ساكن قلبه فحقق حلمه وعززه بقبول الرشوه حتي يتساند البنيان منصبا ومالا لذا علي الدوله من الأن ان تراجع دفاتر مرتبات العاملين بها وعلي الدوله أن تراجع عائدها من أعمال بعض هولاء فأن كان المقدم من سيادته وكفاءته لا يتناسب مع مفردات راتبه فليرحل فا الاكرم له الرحيل فاشلا خيرا من مرتشيا والأوفر للدوله معاشا خيرا من راتبا والاشرف لأسره المرتشي وابنائه علي الدوله أن تعيد حسابتها وتحلل أصغر مخالفات موظفيها لان مستعظم النيران من مستصغر الشرر