كتبت فاتن ابوسديرة شكرا سيول اسوان
توالت علينا فى الشهور القليلة الماضية كثيرا من الاخبار والاحداث المؤسفة ما بين جرائم مروعة هزت المجتمع الى قضايا رشاوى وفساد ضخمة لجهات حكومية اعلنها جهاز الرقابة الادارية الى مهرجانات فنية مبتذلة الى ان اختتمت الاسبوع الماضى بسيول اسوان التى اعلنت عن غضب الطبيعة فجأة فدمرت بيوت الاهالى وباتوا ليلتهم فى العراء وظهرت الحيات والعقارب على سطح الارض لتهدد حياة الاهالى واطفالهم وتعرضهم للخطر
حتى اصبحنا نخشى متابعة الاخبار مما تصدره لنا من احداث اليمة ومؤسفة تؤثر فى نفوسنا جميعا وتصدر الينا يوميا طاقة سلبية ويأس واحباط
وفى غمرة هذه الاحداث المؤسفة وعقب تعرض اسوان لموجة السيول الجارفة التى اجتاحتها فجأة بدت فى الافق طاقة نور لتنتشلنا من ظلام الاحداث وتربت على قلوبنا وكأنها رسالة ربانية تقول لنا ان الدنيا ما زالت بخير وانه مهما امتد الظلام فلابد من اشراق فجر يوم جديد
هذه الطاقة بدت فى تكاتف الجميع حول اهالينا فى اسوان لانقاذهم من وطأة الحدث والتخفيف من الامهم جراء ما تعرضوا له
الحكومة والجمعيات الاهلية ورجال الاعمال والمواطنين فى ملحمة جديدة تكشف عن معدن ابناء هذا الوطن العظيم
فالكل سارع لتقديم يد العون لمنكوبى الاحداث واصطف الجميع خلف القيادة السياسية التى تدخلت منذ اللحظات الاولى بالتوجيه المباشر للحكومة بالتدخل الفورى لانقاذ الاهالى
فبادرت وزارة التضامن الاجتماعى بصرف نفقات معيشة فورية للاهالى الذين فقدوا بيوتهم وامتعتهم وخصصت حساب بجميع البنوك المصرية لتلقى التبرعات من جميع الجهات
كما بادرت وزارة الشباب والرياضية بفتح مراكز وبيوت الشباب للاهالى فورا كى لا يبيتوا ليلتهم فى العراء
وتدخل رجال الاعمال الشرفاء من المصريين بتقديم التبرعات العاجلة لصندوق تحيا مصر للمساعدة فى اعادة اعمار المناطق المنكوبة وتأهيلها للاعاشة
وسارعت الجمعيات الاهلية بارسال قوافل المؤن والمواد الغذائية والامتعة فى سلسلة متتالية من القوافل التى اتجهت فور تجهيزها لاغاثة الاسر المنكوبة على وجه السرعة
كما انهالت تبرعات المصريين على صندوق تحيا مصر الذى ساهم بشكل كبير فى تقديم الاعانات العاجلة للتخفيف على المنكوبين من وطأة الحدث
ورغم فداحة الاحداث المؤسفة التى طالت اهالينا فى الجنوب الا ان سيول اسوان كانت بمثابة المادة التى ازالت الصدأ عن المعدن النفيس لقلوب المصريين واعادت الينا الأمل فى نخوة شعبنا
وأصالته وتكاتفه فى المحن فلم نرى سيلا مدمرا فقط بل رأينا سيلا اخر من الخير والمؤازرة للمضارين واصطفاف الجميع حكومة وشعبا خلف القيادة السياسية لعودة الحياة الى طبيعتها فى اسوان فى اقرب وقت
وتظل ارض مصر الطيبة تكشف عن اجمل ما فيها من كنوز لا تنضب