الخير والشر بقلم مني صدقي محمد مازن
لا يكتمل إيمان المرء حتى يدرك أن كل ما يحدث له من خير وشر هو شفرة يقول بها الله شيئً وهمسة يهمس بها في أذنه ،وإن يكن الميكروب هو الذي يُمرض في الظاهر، فإن الله هو الذي أرسل الميكوب وكلفه بما فعل في الحقيقة، فلا شيء يحدث في الكون خلسة من وراء خالق الكون .. وطفيل الملاريا في فم البعوضة جاء مكلفًا .. والسقف انهار على السكان فعل ذلك بميقات معلوم وكان من الممكن أن ينهار والبيت خال من سكانه ولكنه فعلها وهم نيام ، فقتلهم في ميقات معلوم ولم يقتل الرضيع في حضن أمه لحكمه مراده .. واللبيب هو من يفهم الإشارة ويلتقط العبارة.
والمرض سجن وهو أحيانًا سجن مؤقت وأحيانًا سجن طويل وأحيانًا سجن مؤبد ، والسجين الملهم هو الذي يعرف لماذا أصدر الله أمرًا بسجنه ولماذا خفف عنه الحكم ولماذا عفا عنه .. فالخلية السرطانية لا تنشط إلا بأمر من ربها ولا تتوقف إلا بأمر آخر منه . والجينات التي تحكم الخلية هي مجرد أسباب ظاهرة .. ولا يعلم أحد إلى الآن لماذا يكمن الجين و ينام ولماذا يصحو ويدمر ومتى يفعل هذا ومتى يفعل ذاك ؟
والمؤمن يرد كل شيء إلى مشيئة ربه و يراه ممسكاً بمقاليد كل شيء ويرى بيده حركات الذرة والمجرة والفلك الأعظم وما فيه ومن فيه ويراه المُريد الأوحد فوق إرادات كل المريدين ، ويرى كل ما يجري عليه من مقادير .. رسالة خاصة .. وشفرة يخاطبه بها ، ويرى كل شر يصيبه .. في باطنه خير .. وكل بلاء ينزل به في مضمونه حكمة .. إن لم تظهر الآن فسوف تظهر غداً أو بعد غد .. ذلك هو الرحمٰن جل جلاله الذي في خلقه ما لا تستطيع ادراكه
فتذكر أن محمداً صعد إلى السماء السابعة ووصل الى سدرة المنتهى وإقترب حيث لم يقترب مخلوقاً من قبل ؛؛ ولما عاد إلى الأرض كان في خدمة أهله.
كان يحلب شاته ؛؛ ويخصف نعله ؛؛ ويأتي العبد يطلب أن يتوسط له عند سيده فيفعل ؛؛ وتأتي الجارية الصغيرة تجره من يده ليشفع لها عند أهلها فيمضي معها.
صعد إلى السماء السابعة وبقي يأكل في صحن واحد مع المساكين ؛؛ ويركب بغله ؛؛ ويأمر جيشه أن لا يقطعوا شجراً ؛؛ ولا يقتلوا طفلاً ولا إمرأة ؛؛ وأن يتركوا الرهبان في أديرتهم هم وما يعبدون. كان كبيراً قبل أن يصعد ؛؛ وظل كبيراً بعد أن نزل.كبيراً دون تكبر ؛؛ عظيماً دون تعاظم.
في نقاش مع احد الاصدقاء عن عطايا الله ومعني الرضا ..
فاعلم ان الله يغدق عليك بالنعم والعطايا ولكن لكل منا ابتلاءه .. كل ما ازدادت العطايا والمنح يزداد الابتلاء وحتي اذا لم يبدي الانسان ذلك لمن حوله .. فتري المرء في زخم من النعم ولكنك لا تعلم ان ابتلاءه عظيم ويخفيه في نفسه ..
يصلي ويصوم ويقوم الليل طالبا من الله شئ فيغدق الله عليه نعما لا تعد ولا تحصي لم يطلبها ولم يرجوها ويمنع عنه مطلبه الوحيد ..
- فسالت صديقي تري الي متي يظل المنع ..
= فاجاب عند انتهاء الشغف والتعلق يكون العطاء ..
- فرددت ليته ما استجاب ففي الامل حياة .. ان تعيش علي امل المنح بعد سنوات المنع افضل من منح ياتي بعد انتهاء الحاجة .. هذه هي الحياه لانملك منها الا ارداه الله ولا نملك منها الا الرضا بقضاء الله