مينا عزمى يكتب معاش وكرامة
جاء علي ذهني أن أبحث عن معني كلمه معاش بعيدا عن معناها في مدلول الوظيفه العامه والتي تعني أنهاء خدمه العامل لبلوغه سن الستين ووجدت أن معني المعاش ما تكون به الحياه من طعام وشراب ونحوهما ( وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين ) أذن فالمعاش لابد أن يكفل الحياه الكريمه لمن بلغ سن المعاش ولكن هل علي أرض الواقع ذلك متحققا؟ قد يكون وقد لا يكون فأن كان فذلك خيرا وأن لم يكن فماذا نحن فاعلون ؟ أن الوظيفه العامه في الحياه المصريه راتبها لا يكفي أن تطعم عائلتك وتعلمها وتلبي أحتياجتها من الملبس والتعليم ألا بالكاد لذا فليس من الطبيعي أن يخرج العامل علي المعاش وقد أدخر مالا ليساعده في حياته حتي الممات والهوه شاسعه بين الرواتب والمعاشات فقد يكون راتبك خمسه ألاف من الجنيهات وتجد أن معاشك الف وسبعمائه وخمسون جنيها فأن كان الراتب يكفي بالكاد شر السؤال فما الحال مع المعاش الضعيف النحيف الهزيل ؟ الأصل أن يكون من بلغ سن المعاش قد أدي رسالته قبل بلده وأبنائه وما تبقي من عمره عليه أن يستمتع به بعيدا عن ضغوط الحياه والتزاماتها ولكن الأن أري أن أصحاب المعاشات غارزين في الهم كما تغرز الأبره في الثوب فالدخل لا يكفي سداد فواتير الكهرباء والماء والغاز وخاصه من كان ذو مرض يضيق به التنفس وأوجب عليه الطبيب أن يجلس في جوا مكيفا فيرتاح صدره بهواء المكيف الناعم ويجلد ظهره بتكلفه فاتوره الكهرباء الجاحده فما الحل مع من بلغ لهذا السن ودخله لا يكفي لسد متطلبات حياته ولا نخفي عن أنفسنا أننا نصادف اليوم جحودا من بعض الأبناء قبل الأباءقد يكون عن غلاظه قلب أو ضيق ذات اليد لذا فأن كرامه أصحاب المعاشات مسئوليه الدوله قبل العمال فقد يكون هناك حلول تساهم في تقديم يد العون لشيوخ هذا البلد وبعد تفكير بقدر عملي وتعليمي أطرح عده أمور قد تساهم في حفظ ماء وجه اصحاب المعاشات ليكملوا ما تبقي لهم من سنوات العمر بكرامه وعزه أول هذا المقترح أن تكون أستقطاعات المعاشات لصالح أحدي شركات التأمين بموجب وثيقه تأمينيه تكفل معاشا محترما أو تعويضا بمبلغ كبير يستثمره صاحب المعاش كيفماء يشاء وأن لم يكن هذا ممكنا فعلي الدوله أن تمنح أصحاب المعاشات تخفيضا بحق علي أسعار الطاقه والمياه والمحروقات وأن يمنح صاحب المعاش كارت خدمات ذكي يستطيع أن يستقل به المواصلات العامه بأجر مخفض وعلي الدوله أن تخصص مستشفيات لعلاج أصحاب المعاشات فقط علي غرار مستشفيات الشرطه والجيش بعيدا عن منظومه التأمين الصحي حتي لا تتكالب الالتزامات علي هذه الهيئه بين أصحاب العمل وأهل المعاش فيكون لكل قطاع مكان مخصص للرعايه الصحيه وأماكن تتبع القطاع العام لقضاء وقت للترفيه والأستجمام تقدم خدمه فندقيه تنناسب مع معاشاتهم ولو فرضنا أيضا أن صاحب المعاش كان قدره أسودا بأن وقع تحت نير الأيجار الجديد الذي لا يربطه القانون بمده معينه ولا قيمه أيجاريه فقد يكون عقد الأيجار كالكلب المسعور في وجه صاحب المعاش فهنا علي الدوله أذا رأت أن المستأجر من أصحاب المعاشات أن تتدخل بين المؤجر والمستأجر أما ان تتحمل جزء من القيمه الأيجاريه ويكون هناك صناديق خاصه لتمويل هذا الأمر وأما ان تبني مساكن بمساحات تتوافق مع متطلبات من في هذا السن وتؤجرها بأيجارا من اليسير دفعه ولو فرضنا أن صاحب المعاش منحه الله الصحه والعافيه عند بلوغ سن المعاش وأثر أن يعمل عملا حرا يلهي به نفسه حتي يبلغ من الوهن أثقله أو يلبي نداء ربه فعلي الدوله أن تدعمه ضريبيا بالقدر الذي لا يجعله يفضل المكوث في المنزل منتظرا قضاء نحبه فياليتنا نسير في شوارعنا نري أبتسامه الرضا في وجه شيوخنا الأمر الذي قد يولد الأمل في صدورنا وعند تقرأ هذا المقال أرجوك لا تتهمني بالجنون أتهمني بوسع الخيال من فضلك