حكاية طبيب الغلابة يظهر فى الأزمات بعد رفض المال وحصد حب المواطنين في دمياط
إذا ما اشتدت وطأة الحياة وتأزمت الكلمة وعجز العقل عن التمييز بين الواقع والخيال، أو بين الشيء ونقيضه، عندئذ نلجأ للحكمة التي هي خلاصة تجارب الناس لمئات السنين.
والحكمة لا تأتي إلا من تجربة، والتجربة لا تأتي إلا بالعمل، وقيل قديما: اسأل مجرب ولا تسأل طبيب.و
الطبيب رسالة سلام و مهنة الطب من أفضل وأنبل المهن في المجتمع، وهي مهنة القلوب الرحيمة التي تعمل في خدمة البشرية لتخفف عن الناس أوجاعهم وآلامهم، فالأطباء هم ملائكة الرحمة الذين يتحملون ويعانون ويتعبون من أجل خدمة مرضاهم والسهر على راحتهم ورؤيته بخير و يتعافون، فهي مهنة عظيمة ومهمة لن يستطيع المجتمع الاستغناء عنها أو فقدناها. و
والطبيب هو الشخص الذي جد وتعب طوال فترة دراسته التي استمرت سبع سنوات ليستكمل بعدها دراسته وأبحاثه ليصل إلى أعلى الدرجات والمناصب ويمكن من علاج الأمراض والأوبئة الخطيرة التي تصيب المجتمع.
ومهنة الطبيب مهنة إنسانية، وهي من المهن التي تحتل مكانة عالية في المجتمع ويرغب معظم الناس في أن يكونوا أطباء؛ وذلك لمكانة مهنة الطب وفوائدها وما تجلبه لممارسها من احترام اجتماعي وقبول كبير بين الناس يجعلهم ينظرون لهذا المسمى الوظيفي نظرة إعجاب وتميز، ويدفع الكثير من الناس بأبنائهم حتى يدرسوا هذه المهنة ويتميزوا بها وينالوا شرف مسماها الوظيفي الذي يعد حلمًا بالنسبة للكثيرين. امثال طبيب الغلابة نظرا
لسيرته الطيبة التي انتشرت بين الناس طوال فترة حياته، حيث عرف عنه الأخلاق الحميدة والصفات الكريمة".. تلك العبارات لا تفي حق صفات الطبيب امين رفعت عسيلي، ماجستير و استشاري الفم والوجه والفكين بجامعة ليموبج بفرنسا
، والبالغ من العمر ٣٢ عامًا، من مدينة فارسكور التابعة لمحافظة دمياط
عرف عن الطبيب امين ، بكونه خدومًا، ولا يتأخر عن أحد في خير يقدر عليه، إلى جانب كونه مخلصا لعلمه وعمله، ومحبًا لزملائه ويتمتع بسيرة طيبة بينهم، فيؤكد زملائه من الأطباء أنه شديد الحرص على المعاملة الطيبة مع المرضى، والاهتمام بهم والاطمئنان عليهم.
وهو طموح منذ أن كان طفلا صغيرا أن يصبح طبيبا، طريق الخير في حياته ومساعدة الفقراء ومداواة جراحهم دون النظر إلى المقابل المادي الذي سيجنيه من مهنة الطب، حيث يعمل في مستشفى التخصصي ، في البداية يقول السيد محمد عامل عادي اطلقنا علية طبيب الغلابة حيث ان عيادتة الخاصة في منطقة شعبية بمدينة فارسكور ، ولهذا قرر منذ اليوم الأول من افتتاحها أن يكون سعر الكشف بها زهيد، ومعظم المرضى المترددين عليها ليس لديهم القدرة لتحمل مصاريف أكثر، حيث إن إمكاناتهم المادية محدودة، فيكون أمامهم خيارين إما الذهاب إلى مستشفى حكومي أو مستوصف ولا يجد خدمة تلبي احتياجات مرضهم، أو الذهاب إلى طبيب يستغل حالتهم الصحية، وطبيب الغلابة لا يهمة سوى راحة المريض ،ويضيف محسن غراب تاجر الماديات لا تفرق مع طبيب الغلابة ، وطالما يراعي المرضى، فالتأكيد يقف الله في صفة ويكرمة ، ويفتح له رزق لم يكن يتوقعه .
ويقول: طبيب الغلابة امين عسيلي
كلما كان الإنسان علاقته جيدة بالله كلما راعى الآخرين وأقدم على عمل الخير، لأن عمل الخير لا يكون إلا لوجه الله، وحتى الآن فبعض المستلزمات الخاصة بالعمليات متوفرة، إلا أن أي مريض يبلغني عدم مقدرته على دفع تكاليفها فلا يمنع هذا من إجراء العملية دون مقابل، فالقدوة بالنسبة لي هو ربنا، وحتى إذا كان الدخل من الأسلوب الذي اتبعه في الطب يكون قليل، فالبركة تزيده والخير لا يرتبط بإنسان معين، لكن التعامل يكون مع الله مطالباً كافة المنظمات بالتوسع فى العمل الخيرى، والعمل بين المواطنين على الأرض. ، مشيراً إلى أنه لم يقم بزيادة قيمة كشفه منذ فترة طويلة، شعوراً منه بالمرضى، الكشف عندى بابخس الاسعار وليا أصدقائى خلوه بـ٥٠٠ جنية وبينصحونى أعمل زيهم، بس أنا باستحرم عشان مهمتنا إنقاذ الناس مش التربح من آلامهم، يشير إلى أن كثيراً من المرضى يأتون للمستشفى لأن الكشف هناك بـ3 جنيهات فقط، لكنهم لا يملكون ثمن الدواء، وفيه ناس بتقولى متكتبلناش أدوية من اللى بره المستشفى عشان مش هنجيبه، وللأسف أدوية المستشفى كلها اللى أنا فيها 20 صنف بس بيتوزعوا على كل الأمراض ، مشيراً إلى أنها أدوية مسكنات وأخرى للضغط والحساسية والمضادات الحيوية، قائلاً: بعض زمايلى بيدفعوا من جيبهم للمرضى عشان يجيبوا الدوا، وكل واحد عنده مقدرة يطلع حاجة واجب عليه يعمل ده، واتذكر حين دخلت لي أم مع طفلتها الصغيرة، فهمست لي أنا مش هقدر أشترى الدوا اللى بره فشوفلى حاجة مجانية من المستشفى ، لكنها دخلت فى نوبة بكاء بعدها قائلة والله يادكتور إحنا مش شحاتين بس هنجيب منين، فرأى الطبيب الشاب امين عسيلي ان عليه واجباً تجاه مرضاه، فاتجه إلى الصيدليات فى محيطه واستفسر عن أسعار الأدوية والثمن الذى وصلت إليه، لكتابة أصناف بدلاً من أخرى، وليختار الأدوية المحلية التى لم تتأثر كثيراً بالزيادات الأخيرة عوضاً عن المستوردة، قائلاً فيه مضاد حيوى بـ90 جنيه والمحلى بتاعه بـ20، وفيه حقنة مستوردة بـ52 جنيه والمحلى منها بـ28، والمريض بقوله ده مستورد وده محلى وهو اللى يختار
على الروشتة التى يكتبها لمرضاه، قرر الطبيب عسيلي أن يترك رسالة إلى الصيادلة الأخ الزميل الصيدلى برجاء صرف الأدوية الأرخص سعراً، وذلك للفت انتباه الصيدلى إلى ضرورة مراعاة حالة الشخص الذى يقف أمامه، كى لا يصرف له الصيدلى الدواء الأكثر سعراً، ولاقى الأمر استحسان العديد من أصدقائه الأطباء وقرر بعضهم تقليده، لكنه يؤكد على ضرورة أن تكون علاقة الطبيب بالصيادلة حوله جيدة، قائلاً: بنزل بقعد معاهم وأشرحلهم أوضاع الناس، وهما بيتفهموا ده لإن الربح فى النهاية بيبقى للشركات مش ليهم، واضاف محمد الغندور محاسب واثناء جلوسي في انتظار الكشف وجدت اية قرانية تقول بسم الله الرحمن الرحيم وإذا مرضت فهو يشفين صدق الله العظيم
، تعلقت عيني بالآية القرآنية التى وضعت فى إطار خشبى بأحد حوائط العيادة، لكن الطبيب لا يسخر من استخدام بعض الأطباء للنص الدينى بما لا يتناسب تماماً مع زيادة أسعار الكشوف الطبية مؤخراً، ثم يشرد بخياله فى الورقة التى سيدون الطبيب عليها عما قليل أصناف الأدوية اللازمة لشفاء ابني، متمنياً أن يكون سعرها فى نطاق ما املكة من مال، وفى الوقت ذاته اخشى العودة مرة أخرى للطبيب، فهذا يعنى كشفاً جديداً بمبلغ آخر قد لا املكه، إلا أن بعض الأطباء لا يزال يحتفظ بلقب ملاك الرحمة، او طبيب الغلابة لذا قرر ألا يزيد من أسعار الكشف الطبى للمرضى،و قدم خدمة الكشف المجانى للأرامل والأيتام،
واشار علي القصاص موظف مرت ساعات حتى جاء دوري، وما إن دخلت على الطبيب حتى همست فى أذنه فى غفلة عن طفلي يامن ١٦عاما ، ياريت تشوف لنا دواء رخيص عشان مجمع سعر الكشف بالعافية ، ليقرر الطبيب إعادة ثمن الكشف إلى الرجل الذى اشتكى له زيادة أسعار الأدوية، مشيراً إلى أن راتبه الشهرى يكاد يكفى طعامه وشرابه بالكاد، كل حاجة زادت الفترة الأخيرة، وبقينا ماشيين بالعافية وانا مش ناسي وهو يتحدث مع احد زملائة بصوت منخفض
ماينفعش تبتز المريض مالياً عشان سعادتك انت، وفعلا عرفت بعد ذلك ان طبيب الغلابة يتكفل بالكشف على اليتامى والأرامل بعد تقديمهم ما يثبت ذلك واهم شيء لدية انة ما بيكتبش أدوية غالية ، وقال لي مقدرش أشوف طفل مريض وأسيبه، هقول لربنا إيه لو سألنى إزاى تشوفه تعبان وماتساعدوش والناس ليها عذرها، وكل واحد فى المجتمع هيتحاسب على اللى كان يقدر يعمله ومعملوش للغلابة