18:10 | 23 يوليو 2019

مصطلح الهشاشة الدينية ونمو الجماعات المتطرفة

7:03pm 19/10/19
عبد الحي عطوان
عبد الحي عطوان


في الوقت الذى ينادى فيه الرئيس السيسي بتجديد الخطاب الديني يوميا والبعد عن الفتاوى التي تدعو للتعصب والقتل نجد وبصورة واضحه قد طغى على الخطاب المعاصر والممارسات الدينية نوع جديد من السلوك البشرى هو التدين السطحي أو بمعنى أصح ظهر مصطلح ( الهشاشة الدينية ) الذي رفع شعار الدين قبل كل شيء , شكلا فقط وتناسى الجميع الضمير وتلاعبوا بالقانون مما أدى إلى سلوك انحرافي في جميع المؤسسات الرسمية والغير رسمية للدولة وأتاح مزيدا من الفرص أمام عملية التآكل لكل القيم والمبادئ والأخلاق الإنسانية التي أرسى قواعدها الدين الحقيقي كما ورثناه وليس الوارد إلينا عبر الشبكات العنقودية وظهر جليا الاستعداد لتقبل صور العدوان القادم من الخارج على أنه هو الحقيقة بل الحقيقة المطلقة
ولنأخذ مثالا : فعندما نتكلم عن الجنة يكفينا أن نقدم للناس الصورة الشكلية كضمان للعفو والرحمة والشفاعة ونحن هنا اخترنا الطريق الأسهل للوصول إليها وهو اتباع الشكل لا الجوهر
وساعد هذا المنهج على انتشار العديد من الظواهر السلوكية التي عظمت من (الهشاشة الدينية ) منها شكل الملبس والمظهر والجلباب فتغير السلوك من الأصيل إلى المبتدع بل انتشرت كتيبات صغيرة لا نعرف ماهى مصدرها ولا من هم مؤلفيها وقد تكون دراساتهم خلاف ذلك تماما تعظم من تلك الظواهر وتنشد سلوكيات معينة للتغطية على سيئاتنا
ومن هنا تحول السلوك حسب تعاليم الدين إلى ما يشبه صكوك البركة التي توزع على المنتفعين مثلما كان يحدث في القرون الوسطى وما فعله التيار الديني وصكوك الغفران حين ذاك
ومن هنا تحولت الصلاة التي هي وسيلة للبعد عن الفحشاء والمنكر وممارسة طاعة الله والتعبد إلى وسيلة فقط لدخول الجنة وما يقال عن تحول سلوك الصلاة يقال أيضا عن تحول سلوك الصوم وكذلك كل الطقوس الدينية أصبحت سلوك مظهري فقط بل أصبحنا نتفنن كيف نلغي الجوهر لنعتمد المظهر والتقليد
وبدأ الجميع ينساق وراء التقليد والمحاكاة من غير نظرة عميقة لما يقلدوه لأن هذا هو المنهج السهل بنفس المنطق الذى انتشر هذه الأيام ويسمى (التيك أواي ) أو الأفكار سابقة التجهيز
وعندما أصبحت التربة خصبة والعقول خاوية والسلوك الديني مظهري فقط جاءت الجماعات المتطرفة لتغزو ما تبقى منا وتحولت الآراء من فرضية إلى قدسية منزلة غير قابلة للنقاش بدأ ينساق وراءها العديد من استهواهم ذاك الفكر المضلل الذى يبيح القتل والحرب من أجل الاختلاف و لتبرير جرائمهم نحو الإنسانية , عملوا بكل ما أوتوا من قوة على نشأة المتضادات (أهل الرأي وأهل الحديث ) (أهل العلم أو أهل الفقه) ( العلم أم الفقه ) , وتطور الأمر أكثر حتى ظهرت شخصيات ادعت أنها تعرف كل شيء العلم والفقه والفتوى التي جاهروا بها ليل نهار ضد الدولة والطبيعة الانسانية ليبرروا العنف والتعصب والقتل ويكفرون كل القائمين على الحكم والمختلفين معهم سياسيا ودينيا ويجدوا منطقا لظهور الجماعات المتطرفة التي أسسها الغرب لتكون الوحش الكاسر والإداة التي تغزو البلاد المجاورة وتعمل على تخريب جيوشها وامتصاص اقتصادها وتفتيتها انسياقا وراء الهشاشة الدينية وبعدا عن صحيح الدين
والخلاصة لا نجاة لتلك الدول إلا بالرجوع لصحيح الدين وسماحته وإرساء تعاليمه التي ترفق بالإنسانية وأن يكون ذلك سلوكا لا مظهرا وتطبيق القانون بكل حزم مع من يرتكبون جرائم إبادة للبشرية
وإن كنا لا نفهم ذلك نكذب على أنفسنا فهم صدروا لنا تلك المفاهيم التي ما كنا نعرفها فحولتها الى مسخ بشرى لا قيم له ولا مبادئ ولا سلوك إنساني حسب الدين نحارب بعضنا وأنفسنا من أجل أوهام الخلافة وعظمة السلطان .

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn