قُم في فَـمِ الدنيا وحيِّ الأزهرا ... وانثر على سمع الزمان الجوهرا
إنه الأزهر يا سادة حصن الدين المنيع وسيفه المسلول ولسانه الفصيح رحم الله أمير الشعراء حين اختال بشعره وراح يفرش الورود تحت أقدام هذا الصرح الكبير مصرحا بأمجاده تارة وملوِّحا بما يجب أن يكون عليه تارة أخرى وها هو الخبر الفوري على خطاه يحاول إلقاء الضوء من آونة لأخرى على منارات مصر كلها ليتسنى للأجيال معرفة هذه الأيقونات.
فما هو الأزهر
إنه تلك القلعة في سماء قاهرة المعز نجم من نجوم الإسلام الزاهرة وهو الجامع والجامعة الذي أصبح فيما بعد نجم نجوم الإسلام والدعوة الإسلامية أصبح المسجد والجامعة الملحقة به شمس العلوم الإسلامية التي تنير العالم شعوبا ودولا وشمسا يمتد علمها من القاهرة شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ليس هناك بقعه على الأرض إلا وفيها أحد من أبناء الأزهر الشريف وكتابا من كتبه لاينقطع عطاءه فشمس الأزهر والإسلام الحنيف لا تغيب ابدا فهو المشكاة التي تضيء العقول في كل عصر وحين وتعلمها الوسطية والاعتدال وتبعدهم عن التطرف والتشدد والغلو.
فالجامع الأزهر من أهم المساجد في مصر ومن أشهر المساجد في العالم العربي والإسلامي وهو جامع وجامعة منذ أكثر من ألف عام وقد انشئ على يد جوهر الصَّقلي عندما فتح القاهرة بأمر من المعز لدين الله أول الخلفاء الفاطميين بمصر فهو أول جامع انشئ في مدينة القاهرة سمي بهذا الإسم نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وسلم.
وقد لقى الجامع الأزهر اهتماما كبيراً من زعماء مصر وتم تجديده أكثر من مره.
أما عن دوره التنويري فحدِّث ولا حرج فلقد كان للأزهر الشريف ولا زال دوره في حماية الهوية الثقافية والعربية الإسلامية. والدفاع عن قيم الوسطية والاعتدال في الفكر الإسلامي ونشر العلوم الشرعية واللغة العربية والتصدي لتيارات التطرف والعنف والغلو والتشدد التي تشذ عن صحيح الدين وتنحرف عن الحق والصواب.
فالأزهر الشريف مؤسسة تعليمية ثقافية ومجمع للعلوم الإسلامية والبحوث والدراسات التي تخدم الثقافة والفكر الإسلامي وهو اليوم
قلعةمتقدمة للدفاع عن مباديء الشريعة الإسلامية السمحة والفكر المستنير وعن القيم الراقية في الثقافة والحضارة.
ويستمد الأزهر قيمته وقوته ومكانته المتميزة من العقيدة الصحيحة التي يدين بها وينشرها ويعلمها للأجيال في داخل مصر وخارجها فالأزهر قيمة وقامة عظيمة في نفوس المسلمين جميعاً وفي شتى بقاع الأرض مهما حاول الأعداء النيل منه سيظل سعيهم في ضلال وبوار لأنه لا يريد إلا الإصلاح
والحق ويدعوا الي التسامح واحترام الآخر لأنه يلتزم بأوامر الدين الإسلامي الصحيحة.
ومن حسن حظ الأزهر الشريف في هذه الآونة أن رزقنا الله إماما لمشيخة الأزهر الشريف لا يخشى إلا الله عالما جليلا واسع الخبرة يساهم
دائماً في تطوير الأزهر والإهتمام بعلومه ونشر سماحته وتنقيته دائماً من الاراء الشاذة فأعاد مكانته واكتسب إحترام العالم كله مسلمين وغير مسلمين فهو الذي نادى بالتجديد شريطة أن يقوم به المتخصصين فيه لكن لو كان لغير المتخصصين ما صار تجديدا بل يكون تبديدا وخسرانا .
حفظ الله مصر الأزهر وأعان علماءه على الحق حتى يرث الله الأرض ومن عليها