اسحق فرنسيس يقدم الوضع الراهن بعنوان أسرار اختفاء الرجل الثاني في حركة طالبان
منذ تشكيل طالبان لحكومتها الجديدة التي لم تضم أي أسماء من خارج الحركة، اختفى عدد من هذه الأسماء في ظروف غامضة، أبرزهم رئيس الحكومة بالوكالة الملا عبد الغني برادر الذي لم يظهر للعلن منذ ذلك الحين، الأمر الذي ألقى بحالة من الضبابية حول مصيره المجهول، خاصة في ظلّ ما اعتادت عليه الحركة من التكتم على كبارها مثل الملا محمد عمر الذي ظل مختفيًا، ولم تعلن عن وفاته إلا بعد عامين من اختفائه، وكذا الملا هيبة الله اخوند زاده الذي لم يظهر منذ أكثر من عام وسط أنباء عن مقتله في باكستان العام الماضي.
الخلافات داخل الحركة
رغم ما اعتادت عليه الحركة من كتمان أخبار قادتها، إلا أن هناك ما يمكن أن يشير إلى أن الاختفاء هذه المرة، اختفاء سياسي بسبب الخلافات التي اشتعلت داخل طالبان منذ الإعلان عن تشكيل الحكومة، ففي 14 سبتمبر 2021م أكد مسؤولون كبار في الحركة، أن هناك خلافًا كبيرًا اندلع بين قادة طالبان، بشأن تشكيلة الحكومة الجديدة.
وأضافوا في تصريحات نشرها عدد من الصحف أن مشادة بين المؤسس المشارك للجماعة الملا عبد الغني بردار، وأحد أعضاء مجلس الوزراء، الرافضين لتوليه رئاسة الحكومة وقعت في القصر الرئاسي في كابل.
وقعت المشادة بين «برادار» وبين خليل الرحمن حقاني- وزير شؤون اللاجئين وهو شخصية بارزة في شبكة حقاني المتشددة- تبادلا خلالها كلمات قوية، بينما تشاجر أتباعهما مع بعضهما البعض في مكان قريب.
اختفاء برادر
ومنذ أيام ترددت أنباء حول مقتل الملا عبد الغني برادر، بعد تعرضه لإصابة بالغة خلال قتال مع شخصية بارزة في الحركة بسبب الخلاف على الحقائب الوزارية في حكومة طالبان.
وغذت تلك الأنباء غياب برادر عن الوفد الذي التقى وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في كابل، فيما برر مسؤولو الحركة ذلك بأنه لم يكن في كابل وذهب إلى قندهار، حيث يوجد مقر قائد الجماعة الملا أخوند زاده.
وحاولت الحركة نفي تلك الأنباء بعدد من الطرق، بدأت بنشر رسالة خطية منسوبة للملا برادر تشير إلى أنه كان في قندهار، وبعدها نشرت الحركة رسالة صوتية منسوبة له، الأمر الذي زاد من حالة الغموض حول مصير برادر لعدم وجود فيديو مصور له.
كما حاول المتحدث باسم الحركة، سهيل شاهين نفي اختفاء الملا عبد الغني برادر وكتب عبر «تويتر» : «نفى الملا برادار، نائب رئيس وزراء الإمارة الإسلامية في أفغانستان، خلال رسالة صوتية كل تلك الادعاءات المتعلقة بإصابته أو مقتله خلال اشتباكات، وقال إنها أكاذيب ولا أساس لها من الصحة».
ولا تزال التساؤلات تحيط باختفاء برادر رغم كل هذه المحاولات التي لم تثبت إلى الآن أين مكانه، مما يزيد التكهنات حول إصابته أو وفاته.
اختفاء سياسي
ومع ترجيح إصابة الملا برادر إلا أن هناك تفسيرًا آخر لاختفائه، وهو الاختفاء السياسي في هذه المرحلة، إذ إن الحركة اعتادت تعمد عدم ظهور قادتها في المناسبات العامة، كما أن الحركة حاليًّا لا تسمح بسهولة إجراء مقابلات أو عقد مؤتمرات صحفية مع قياداتها، ويتحرك الكثير منهم في الخفاء كإجراء أمني وقائي، إضافة إلى تحفظها على تحديد مكان إقامتهم لهذا السبب أيضًا.