اسحق فرنسيس يكتب تكتيك داعش الجديد
في أكثر من مناسبة، حثّ تنظيم داعش أذنابه على ابتكار أساليب جديدة وتكتيكات غير متوقعة في تنفيذ الهجمات، مثل الحرق المتعمد للسيارات أو طعن الناس بأقلام رصاص مشحوذة بشكل حاد، كما تحدثت وسائل الإعلام التابعة للتنظيم مثل مجلة «دابق ورومية» عن ضرورة البحث عن الأسلحة في المناطق المحيطة بالعناصر المقيمة خارج النطاق الجغرافي لسيطرة داعش.
وفي ديسمبر 2020، بيّن التنظيم بعض الأساليب المتاحة لعناصره في شكل رسائل مثل: إذا كانوا يمنعونك من الحصول على أسلحة فتاكة، فعندئذ أخبرهم أنه يمكن استخدام قلم رصاص حاد.. أو يمكن أن يتعرض دراجته النارية أو سيارته لحرق متعمد مما قد يؤلمه في قلبه، لذلك شجعوا بعضكم البعض على مثل هذه الأعمال.. ومن الأفضل أن تهاجم وتختبئ بسرعة، وتنتظر فرصة أخرى للهجوم مرة أخرى.
وفي العدد الثاني من مجلة صوت الهند التي بدأت في فبراير 2020، شجّع المتحدث باسم التنظيم على اللجوء إلى هجمات تستهدف عناصر الجيش والشرطة باستخدام أسلحة وتكتيكات بسيطة تستهدف على وجه التحديد ضباط الجيش والشرطة الذين انتشروا في شوارعهم وأزقتهم، مما يجعلهم هدفًا سهلاً خلال جائحة فيروس كورونا.
وفي العددين الرابع والخامس، طالب تنظيم داعش بقتل الناس عن طريقهم طعنهم بالمقص، وبذل جهود أقل من خلال المساعدة في نشر فيروس كورونا، واصفة إياه بأنه سلاح أكبر بكثير من الحجارة، وأنه أفضل فرصة لقتل المدنيين بأعداد كبيرة.
لا يختلف أسلوب عن أسلوب تنظيم القاعدة، من حيث الاعتماد على الإرهاب المطلق المعتمد على الذئاب المنفردة، من حيث دعوة المتعاطفين مع تلك التنظيمات إلى قتل رعايا دول الائتلاف في أي مكان وبأي وسيلة متاحة، وهو أمر يمكن تنفيذه دون الرجوع إلى القيادة، بل ودون أن يكون هناك علاقة تنظيمية أصلا بين منفذ العمل الإرهابي والتنظيم.
في دراسة بعنوان «الجهاد الإلكتروني: دراسة لتنظيم داعش واستراتيجية الولايات المتحدة لمواجهته» إلى أن تنظيم داعش قد تحول إلى هذه استراتيجية اللامركزية، وقوامها الإرهاب من خلال الذئاب المنفردة، بعد أن انحسرت انتصاراته في المناطق الخاضعة لسيطرته، كمدينة الرقة السورية، ومدينة سرت الليبية، ومدينتي الفلوجة والموصل العراقيتين، وذلك في ظل إحكام جهود مكافحته ملاحقة قياداته وأتباعه وتقديمهم للمساءلة.