هل تحول شعار السجن اصلاح وتأهيل الى حقيقة؟
مع تدشين مركز وادى النطرون للاصلاح والتأهيل تنتقل مصر الى مرحلة جديدة فى نظرتها لحقوق الانسان وحرياته والتى طالما تعالت اصوات للتنديد بملف الحقوق والحريات فى مصر لكن مصر بافتتاح مركز وادى النطرون الجديد للتاهيل والاصلاح تدحض هذه الاتهامات وتثبت انها عارية تماما من اى حقيقة
فالهدف من السياسة العقابية للمدان هى حرمانه من الحرية دون التعرض له او التنكيل به وتوفير متطلبات الحياة الانسانية التى تتفق وادميته
وما شاهدناه جميعا على شاشات التليفزيون فى افتتاح مركز التأهيل والاصلاح بوادى النطرون يرقى الى هذا المستوى من الحفاظ على انسانية الشخص المدان وادميته ويوفر له احتياجاته الانسانية بصورة كريمة
فالجريمة التى اقترفها فى حق نفسه اولا ومجتمعه ثانيا لا تجرده من انسانيته او تحرمه من حقه فى الحياه الادمية
لذا وفر هذا المركز للسجين عنابر نظيفة جيدة التهوية
رعاية طبية وصحية للنزلاء واجراءات وقائية
مكتبة ودور عبادة ومساحات لممارسة الرياضة
وبافتتاح هذا المركز تغلق مصر حوالى 25% من سجونها القديمة تغلقها بعنابرها وردهاتها بسياساتها ونظمها
وتدحض ايضا كل قول او سطر ذكر حول انتهاك حقوق السجناء فى مصر واستغلال العقوبات الموقعة عليهم لاذلالهم او التنكيل بهم
وخاصة ان مصر قد وجهت دعوات رسمية لبعثات دبلوماسية ومنظمات حقوقية ولجان حقوق الانسان بمجلسى الشيوخ والنواب للوقوف على النظرة المصرية الجديدة للسجين ورعايته نفسيا وصحيا وبدنيا لاعادة تأهيله و ادماجه فى المجتمع ليخرج الى حياته العامه مواطنا سويا نفسيا وبدنيا
فكم من مدان خلف اسوار السجون وضع تحت ضغط لارتكاب جريمته او اقدم عليها ثم طاله الندم و تمنى لو عادت به الايام ما كان اقترف هذه الجريمه التى اودت بحياته وحريته
سيمكن هذا المركز الجديد العديد من السجناء من اعادة النظر فى حياتهم ومحاولة تقويم انفسهم سواء بالاندماج فى العمل الذى يوفره المركز لهم او بالاستماع الى الوعاظ والائمة او بالقراءة والاطلاع وممارسة الرياضة
وفر المركز وسائل تعمل على التقويم السلوكى والاخلاقى للسجين وتضع استراتيجية جديدة لمعاملة كريمة و لحياة انسانية تتفق مع مبادئ الامم المتحدة والمواثيق الدولية فى معاملة السجين
تجعله يشعر ان العقاب ليس نهاية الحياة بل وقفة مع نفسه ومراجعة لاخطائه للبدء من جديد فتحت بابا للامل وللنور ومدت يد العون لانتشال المذنبين من عالم الجريمة فلم يعد سجنا بالمعنى المتعارف عليه لكنه اصبح مركزا فعليا للتاهيل والاصلاح
فالجمهورية الجديدة التى دشنها الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ توليه المسئولية يتعاظم فيها دور التطوير والتنمية على ارض الوطن ويسير جنبا الى جنب مع الاهتمام بالمواطن ذاته وبكل ما يمكن ان يوفر له حياة كريمة آمنه على ارضه لتعزيز الولاء والانتماء وسد الباب على المتربصين بالوطن ومؤسساته وحماية ابنائه من كل ما يمكن ان ينال من ولائهم وانتمائهم لوطنهم