18:10 | 23 يوليو 2019

اكتوبر .. اليد الواحدة صنعت النصر

3:03am 06/10/21
فاتن ابوسديرة

 

لم يكن نصر اكتوبر مجرد نصرا عسكريا عبره التاريخ بقرابة الخمسين عاما لكنه كان ولا يزال يمثل ملحمة وطنية وعربية تاريخية وعسكرية نادرة سجلها التاريخ تلاحمت فيها قوى الشعب المصرى خلف جيشه ودعمته القومية العربية بتلاحم عظيم سطر ملحمة نصر اكتوبر 
فمنذ تولى الرئيس السادات الحكم عقب وفاة الزعيم عبد الناصر استكمل بناء الجيش وتطويره على الارض كان الجميع يعمل تحت مظلة قول الزعيم جمال عبد الناصر " ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة"
كل التجهيزات والاستعدادات السياسية والعسكرية كانت تتم فى سرية تامة فلم تتمكن اعتى واقوى اجهزة الاستخبارات فى العالم رصدها وتعاملت القيادة السياسية بدهاء سياسى نادر بدءا من طرد الخبراء السوڤيت الذين استقدمهم الرئيس عبد الناصر لتدريب الجيش المصرى على الاسلحة السوفيتية الحديثة وقتها 
الى اعلان الصحف المصرية التى تصدرت عناوينها وقتها فتح باب العمرة لافراد القوات المسلحة اعطت هذه الخطة من الخداع الاستراتيجى الشعور بالأمان والطمأنينة للعدو ونجحت فى تضليله عن ما يحدث على الارض ونجح المصريون فى السيطرة على ما يصل العدو من معلومات ساعد فى ذلك حالة الاسترخاء والخمول التى تظاهر بها الجنود على الضفة الغربية القناة والتى اوحت للعدو بقبول مصر بحالة اللا سلم واللا حرب التى عاشتها مصر بعد النكسة 
اثبت الجندى المصرى للعالم انه فى احلك الظروف واصعبها وبامكانيات من الصعب ان تقارن بامكانيات العدو وتجهيزاته يستطيع الجندى المصرى ان يبهر العالم وينظر اليه بكل اجلال وتقدير 
فها هو الحاجز الترابى(خط بارليف)الذى طالما تغنى به العدو ورآه حصنا منيعا واسطورة لا تقهر وبفكرة بسيطة اقترحها "اللواء باقى زكى يوسف " وباستخدام مضخات المياه جعلته يتهاوى تحت اقدام المصريين ليتمكنوا من فتح ثغرات للعبور للضفة الشرقية للقناة
وها هو الجندى المصرى ابن النوبة الارض الطيبة الجندى " احمد ادريس"يقدم اقتراحا لقادته باستخدام اللغة النوبية لابلاغ الاوامر والتعليمات وتبادل المعلومات بين القيادة والضباط فاذا ما حاول العدو فك طلاسم هذه اللغه وجد نفسه امام لغه غريبه يستعصى عليه فهمها ونجحت الفكرة فى تحقيق التواصل بين القادة والضباط فكرة عظيمة من جندى مصرى بسيط استطاعت ان تحل معضله يحار فيها الكبار 
وها هو الطيران المصرى ينسج قصة نجاح اخرى فيخرج طوفان الطيارات المصرى بقيادة الرئيس الاسبق حسنى مبارك وقواته ليدك مطارات العدو العسكرية وقواعد الصواريخ فى اقل من ساعة ويكبد العدو خسائر فادحة فى عدته وعتاده وقواته
ويسطر الشعب المصرى ملحمته العظيمة بالوقوف خلف جيشه وقيادته السياسية  فما من بيت مصرى الا وقدم ابا او اخا او ابنا مقاتلا او شهيدا فى معركة استرداد الكرامة 
ربط المصريون الاحزمة على بطونهم فلم تكن تسمع شكوى من نقص مواد غذائية او تموينية فموارد الدولة وامكانياتها كانت قد سخرت للدعم العسكرى واحتياجات القوات فقدم المصريون اعظم نموذج للتضحية والفداء حتى ان اقسام الشرطة ووفق سجلاتها لم تسجل وقتها حادثا جنائيا واحدا 
كما لا يفوتنا فى هذا المقام الاشارة الى الدعم العربى الكبير الذى شكل ورقة ضغط مهمة امام القوى العالمية 
فاتخذ القادة العرب قرارا بوقف الامدادات البترولية عن الغرب 
وقال الملك فيصل رحمه الله ملك السعودية وقتها فى اشارة الى استعداد العرب للفداء والتضحية بكل غال ونفيس من اجل مصر " عشنا واجدادنا على التمر واللبن وسنعود اليهم .."
كما ذكر كيسنجر وزير الخارجية الامريكى فى مذكراته تفاصيل لقاء جمعه بالملك فيصل ابان وقف الامدادات البترولية عن الغرب قائلا: "قلت موجها كلامى للملك فيصل لقد جئت الي جلالتكم بطائرتى وها هى تقبع فى المطار فى انتظار موافقتكم على تمويلها فكان رد الملك فيصل : وانا رجل طاعن فى السن وامنيتى ان اصلى ركعتين فى الاقصى قبل ان اموت فهل ستساعدنى فى تحقيق هذه الامنية "
فى اشارة من الملك الى الاراضى العربية التى احتلتها اسرائيل والدعم الامريكى لها 
كان هذا التلاحم والتكاتف واليد الواحدة هو ما ساعد فى تحقيق حلم العبور والنصر وكسر الصلف والغرور الاسرائيلى والذى اجبرهم على القبول بقرار الامم المتحدة بوقف اطلاق النار والانصياع للمفاوضات السياسية 
عقب استرداد مصر لارضها وقبولها التفاوض من مبدأ القوة حفاظآ على ما حققته من انتصارات وحماية لارواح ابنائها بعد ما رأت القيادة السياسية انها بدأت تواجه العسكرية الامريكية بجانب اسرائيل حسب تصريحات الرئيس السادات الذى ابى الهزيمة وحقق للارادة المصرية ما ارادت والذى ما زالت مصر تبنى على خطاه فى عصر الرئيس السيسى على اسس العزة والكرامة والنصر التى وضعتها انتصارات اكتوبر ليكتمل البناء بالتنمية والتقدم وتحقيق امال شعب عريق فى حياة آمنه مستقرة 
وسنظل نقرأ عن اكتوبر وتكتب الاقلام فى هذه الملحمة لنقدم للاجيال الجديدة دروس وعظات لن تنضب طالما ارواحنا فى اجسادنا فلنحكيها لهم ونجسدها اعمالا قصصية وروائية حول احداث حقيقية ما زالت تدرس اسسها فى اهم المعاهد والمؤسسات العسكرية فى العالم

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn