اللواء / باقي زكي يوسف ...الرجل الذي هزم خط برليف
ولد اللواء باقى زكى يوسف، فى 23 يوليو 1931،تخرج اللواء باقى عام 1954 فى كلية الهندسة جامعة عين شمس قسم ميكانيكا، تقدّم للالتحاق بالقوات المسلحة عام 1964، بناءً على طلب مهندسين للعمل فى المشروع القومى العظيم لبناء السد العالى، وبدأ عمله فى أسوان برتبة «رائد» قائما على صيانة المعدات الروسية المستخدمة فى تجريف جبال الرمال الموجودة حول السد العالى.
بعد حرب1967 تولى رئاسة فرع مركبات الفرقة 19 مشاة غرب قناة السويس فى نطاق الجيش الثالث الميدانى برتبة «مُقدّم».
وفى يوليو 1969 كلفت الفرقة 19 بمهمة عبور القناة واختراق الساتر الترابى الذى يطلق عليه (خط بارليف).
بأساليب القتال المعروفة كانت هذه المهمة تعتبر شبه مستحيلة لأنها تحتاج إلى 15 ساعة لتفجير الساتر الترابى وسينتج عنها خسائر كبيرة فى الأرواح وفى المعدات.. حينئذٍ قفزت الفكرة لعقل المقدم المهندس وبادر بإعلانها مستدعيا خبرته فى تجريف الجبال فى أسوان.. قوة الماء الدافعة قادرة على فتح ثغرات فى الساتر الترابى. «قانون نيوتن الثانى» يضمن لنا وضع معامل انهيار قادر على تحطيم أسطورة خط بارليف! كثيرون درسوا قوانين نيوتن لكن المهندس الشاب عرف كيف يستدعي ما لديه من علم وكيف يوظفه.
نجحت الفكرة في إزالة 10 ملايين متر مكعب، ومع بدء ساعة الصفر في الثانية ظهر 6 أكتوبر 1973، بدأت المدفعية المصرية أضخم تمهيد نيراني في تاريخها، وبدأ اقتحام مانع قناة السويس، فيما بدأ المهندسون العسكريون يواصلون تنفيذ أخطر مهمة قتالية لفتح الثغرات في الساتر الترابي، لتتمكن 5 فرق مشاة بكامل معداتها من عبور قناة السويس ويرتفع العلم المصري شرق القناة ويتحقق النصر المبين.
أثبت المهندسون العسكريون تفوق 3 ساعات مصرية على جهود 6 سنوات إسرائيلية، بدأت مع حرب يونيو 1967 وسقطت، بالماء، في أكتوبر 1973. هكذا استطاع سلاح المهندسين، بفضل فكرة اللواء باقي تنفيذ الثغرة الأولى في غضون 3 ساعات، وهنا يقول البطل الراحل في مقابلة سابقة ضمّنها فيلم تسجيلي : «دخلنا الحرب الساعة 2، على الساعة 6 كان مفتوح أول ثغرة، على 10 بالليل كان مفتوح 60 ثغرة من بورسعيد للسويس».
استحق اللواء باقي زكي يوسف نوط الجمهورية العسكري عام 1974، ومنح وسام الجمهورية عام 1984، وفي 23 يونيو 2018 رحل جسده، فيما واصلت روحه تحليقها في سماء البطولة والعطاء. تقول السيدة ارملته في الفيلم التسجيلي: «أنا كنت مع إنسان لم يلوث من الأرض، كان إنسانًا ممتازًا، وحكيمًا جدًا. كان يريد أرضنا بأي شكل، كانت مشكلة حياته، والحمد لله اشترك فيها وحرر الأرض».