الخبر الفورى يدق ناقوس الخطر .. الإنتحار ظاهرة بين المراهقين والشباب
تزايدت حالات الإنتحار في الفترة الأخيرة خاصة بين المراهقين وجيل الشباب حتى اثار أنتشار مقطع فيديو من على برج القاهرة أو "برج الجزيرة" المصمم على غرار زهرة اللوتس الفرعونية، والذي يفوق في أرتفاعه الهرم الأكبر في مصر بأكثر من أربعين مترا. لشاب يوثق مشهدا صادمآ وهويقفز من أعلى البرج، الذي يبلغ ارتفاعه 187 مترا، وهو يُصر على الإنتحار، حتى بعد أن علقت ملابسه بأطراف سور البرج الحديدية.وقد تداولته وسائل الاعلام بصورة دفعت اولياء الامورللخوف والرعب
واليوم الخبر الفورى يدق ناقوس الخطر
حيث تعتبر حادثة الشاب من على برج القاهرة ليست الحادثة الأولى في غضون بضعة أيام فقط بمصر، ولكنها سبقتها حوادث اخرى لذا أحدثت صدى واسعا في المجتمع المصري، وفي وسائل الإعلام المحلية. كما رصدت عدة تقارير محلية عددا من حوادث الانتحار في محطات مترو الأنفاق خلال العام الجاري فقط،
في البدايه يقول الدكتور محمود الوصيفى، أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة المنصورة، «إن 800 ألف شخص بالعالم يُقدِمون على الانتحار سنويًّا، أي أنه كل 40 ثانية يُنهى شخص حياته بيده، وأمام كل حالة انتحار، هناك 20 حالة حاولت الانتحار وفشلت، بالإضافة إلى أن معدل الانتحار في الرجال أكثر بثلاثة أضعاف معدلاتها في النساء، ويأتى ترتيب مصر في معدل الانتحار 152 من أصل 183 دولة وفق تقرير منظمة الصحة العالمية 2016».
علامات الإقدام على الإنتحار
وحول العلامات التي يجب علينا مراقبتها لتجنب إقدام الشخص على الانتحار،كما عددها علماء الطب النفسي التغير المفاجئ في الشخصية، والشعور بالإحباط، والتحدث عن الموت بشكل مبالغ فيه، أو محاولة الانتحار، والقيام بأفعال خطرة ومتهورة، والحزن المفرط والتقلبات المزاجية، والهدوء المفاجئ، بعد تقلبات المزاج، وتغير نمط النوم، والعزلة، واضطرابات الأكل، والانسحاب من العلاقات العامة، والمرور بصدمة أو حادثة مؤثرة، والقيام بوداع الأحبة، وغالبًا تكون من خلال الرسائل.
الفئات الأكثر عرضه للإنتحار
وقالت الدكتورة إيمان جابر، مدير إدارة الأطفال والمراهقين بالأمانة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة، إن فئة المراهقين من أكثر الفئات عرضة للانتحار على مستوى العالم، لأن هذه المرحلة تتميز بالاندفاعية الشديدة، بجانب الضغوط وقلة الخبرة، كل ذلك من الممكن أن يتسبب في حالات الانتحار.
وأضافت: «يجب نصح أي شخص يمر بحالة نفسية بالذهاب للمتخصصين لعدم الوصول لمرحلة التفكير في إيذاء أنفسهم وعدم وجود أي شخص يساعده»، موضحة أن الشخص الذي يفكر في الانتحار يكون ظاهرًا عليه ذلك، بحديثه عن الموت بشكل كثير «وإنه عايز يموّت نفسه».
وتابعت: «الفترة الماضية لاحظنا أن فئة المراهقين من أكثر المتعاملين مع خدمات الخط الساخن للدعم النفسى، وأن 80% من مشاكلهم نفسية، وبالتالى الحفاظ على الصحة النفسية لهذه الفئة يُقلل نسب حدوث الأمراض النفسية في المجتمع، كما لاحظنا أن هذه الفئة اعتادت الجلوس على الإنترنت والعالم الافتراضى وعدم التعبير عن مشاعرهم ومشاكلهم، وبالتالى هم الأكثر حاجة للدعم والتدخل، ولذا قررنا أن يكون هذا العام هو عام الصحة النفسية للمراهقين»
الفرق بين المريض النفسي ومصاب الأكتئاب.
وقال الدكتور إبراهيم مجدى، استشارى الطب النفسى بجامعة عين شمس، يجب التفرقة بأن ليس كل شخص يقدم على الانتحار يكون مريضًا نفسيًا أو مصابًا بالاكتئاب، وليس كل مريض نفسى يقوم بالانتحار، مشيرًا إلى أن هناك أشخاصًا يقدمون على الانتحار لأنهم يواجهون مشاكل في الحياة وليس لديهم طرق لحل المشكلة
.وأضاف: يجب توعية هذه الفئة بكيفية حل مشاكلهم والتعامل مع مشاكلهم الاقتصادية أو العاطفية أو مشاكل العمل، لأنهم يصلون لمرحلة أن الانتحار يكون حلًا وهم بحاجة للتوعية، وأن يسمعهم أي شخص ويساعدهم على حل مشاكلهم.
وتابع: مرض الاكتئاب من أعراضه الأفكار الانتحارية وتتحول لمحاولات انتحار، مؤكدًا أن هذا الاكتئاب يكون سببه بيولوجيًّا عضويًّا نتيجة خلل في كيمياء المخ تجعل الشخص مزاجه حزينًا ورافضًا الرغبة في الحياة، وليس شرطًا أن يعانى من مشاكل.