عبدالحى عطوان يكتب : أنا والمشير والذكريات
اليوم وفاة المشير طنطاوى ذكرتنا بأحداث كثيرة، وفتحت بداخلنا جروح غائرة، جلست اكتب عبارة رثاء ، وإذ بذاكرتى تعود للوراء، إلى تلك الفترة العصيبة التى مرت بها مصر، عندما أندلعت شرارة 25 يناير عام ٢٠١١ ، وكيف كنا نجلس بالساعات أمام شاشات التليفزيون نشاهد الأحداث المتسارعة، من مظاهرات صاخبة لآلاف من البشر بل ملايين بكافة المحافظات، بعضهم خرج وطنيآ يعبر عن مطالب مشروعة لإنهيار الحياة وتدنى مستوى الخدمات، وأنتشار الفساد بكافة المؤسسات، وسيطرة الشللية على أركان الدوله، والبعض خرج مدفوعا بأيدلوجية معينه ،والآخر خرج ممولآ لدول ونظم أخرى من أجل سقوط البلاد وأنهيارها وتقسيمها،
#عادت ذاكرتى إلى موقف المشير ورفاقه أمام المشاهد الداميه وكيف كنا نستيقظ كل جمعة على شكل وإسم جديد للمظاهرات، وتصاعد المطالب من جمعة الغضب الى جمعة الزحف حتى جاءت لحظة التنحى والخطاب التاريخى لمبارك ،الذى أدمى قلوبنا ومشاعرنا، خاصة فى جملته الشهيرة "أن هذا الوطن العزيز هو وطنى مثلما هو وطن كل مصرى ومصرية.. فيه عشت وحاربت من أجله، ودافعت عن أرضه، وسيادته، ومصالحه، وعلى أرضه أموت.. وسيحكم التاريخ عليا وعلى غيرى بما لنا أو علينا.. إن الوطن باقٍ والأشخاص زائلون.. ومصر العريقة هى الخالدة لحظتها كادت الآلاف أن تعود إلى ديارها لتعطيه فرصة زمنية محددة إلا أن دفعت بالقوة للبقاء داخل الميدان .
#واذ بالذاكرة تسترجع مشهد نهاية ثلاثين عامآ لحكم مبارك ورفضه لفكرة الهروب مثلما فعل رؤساء بعض الدول كاليمن وتونس وغيرهم حيث غادر بطائرته لشرم الشيخ
#تذكرت اللحظة التاريخية لنزول القوات المسلحة ميدان التحرير، وكافة شوارع مصر، وكيف كان مكتوبآ على كل الدبابات والمدرعات عبارات وطنيه، "الجيش ملك للشعب "حيث استقبلها المتظاهرين بالزغاريد وعلت الهتافات الجيش والشعب أيد واحدة صورة ستظل عالقة بأذهاننا مدى الحياة ،
#تذكرت الآن المشير طنطاوى على راس المجلس العسكرى، وأولى بياناته بإدارة كافة شئون البلاد، فقد أشفقت عليه لحظتها فهو أستلم تركه فى أحلك الظروف، وفى أسوء حالاتها، بلد معرضة للإنهيار التام ،الإحتجاجات تعم كافة القطاعات، والمطالب الفئوية والشخصية تضرب أرجاء المحروسة، ثم تصاعد الأحداث المدبره بإتقان من ماسبيرو إلى محمد محمود إلى أحداث بورسعيد إلى حريق المجمع العلمى، بالإضافة إلى كل المؤمرات الخارجية والداخلية، من أجل إسقاط مصر، لم يتخلى المشير عن دوره بل كان يردد دائمًا أنا" ماسك بيدى جمرة نار بتولع فى أيديا ومش قادر أسيبها لوسبتها هتحرق الدنيا"
#اليوم إذ بالذاكرة تسترجع اللحظة التاريخية حينما جاءت أنتخابات عام 2012 وإعلان المشير فوز الرئيس مرسي ومدى الإتهامات التى وجهت إليه هو ورفاقه ، بالضعف أو تسليم الحكم والبلاد للإخوان، وبرغم قسوة هذا الإتهام على نفسه لم يتخلى عن وطنيته، حتى تمت أذاحته من قبل القيادة وتعيبن المشير السيسي وزيرآ للدفاع ، ليلاحقه إتهام آخر بتعين وزير دفاع أخوانى، دون أن ندرك وطنية هذا القائد ،وعشقه لمصر، وكيفية التدابير التى أتخذها هو ورفاقه لحماية البلاد ،ظللنا عاما كاملاً مع الفشل فى كافة القطاعات والملفات والهرتلة التاريخية حتى تجرأت علينا الدول الصغيرة حجماً وسكانآ بقصد وبإتفاق دولى كامل وبمؤمرات على تقزيم مصر وتهميش دورها،وتقسيمها والدور الذى لعبته القنوات الحقيرة لنشر الفوضى وخراب البلاد ،
#اليوم عادت الذاكرة للوراء لتتوقف كثيرآ أمام عدد كبير من الندوات والمؤتمرات، التى أقامها رموز سوهاج وأحزابها، دعمآ للدولة المصرية وللرئيس السيسى وكيف كنت فى كل كلمة ألقيها محاضرآ، مهتماً بإيضاح الدور الوطنى للمشير ورفاقة وحمايته للبلاد، وعدم صحة ما يتردد عنه بتسليم البلاد للإخوان، بل كنت أؤكد دائمآ على مواقفه الوطني،
#واليوم مع مرور السنين يكتب التاريخ بوفاة المشير نهاية قصة بطوله فريده لقيادة عسكريه، خاضت أغلب حروب مصر ودافعت عن ممتلكاتنا وارواحنا فى أحلك الظروف، أحبها الناس وحزن عليها الملايين ، رحم الله المشير ومن مات من رفاقه خلال تلك الحقبه الذين لن ينساهم التاريخ وسيظل يذكرهم ،درسآ للوطنية نعلمه لأولادنا وللأجيال القادمة ما حيينا،