مينا عزمى لأول مرة يكتب للخبر الفورى :- مجرد كلام
لأحظت كما لأحظ الجميع ماراثون الثانويه العامه الذي أنطلق في عموم البلاد هذا الشهر، وكالسالف من الأعوام المنصرمه القول بسهوله بعض الأمتحانات وصعوبه البعض الأخر ،والشئ الغريب تواجد قوات الشرطه أمام اللجان وكأنها تحرس معامل أبحاث سريه تابعه لجهه سياديه ، والشئ الأخر هو أنتظار أولياء الأمور أمام مقار اللجان والذي لا أجد له بد فالطالب سيعود سالماً لمنزله وحينها يمكن الإطمئنان عليه وهذا هو المشهد العام في ربوع البلاد ونظراً لإنى كغالبيه المصريين لم يكن لي ترف السفر ورؤيه بلاد أخري غير مصرنا الحبيبه بل الأصدق أني حتي هذا اللحظه يوجد أماكن في أم الدنيا لم أراها بأم عيني لذا أزعم وأعتقد أن العالم الخارجي لا يهتم بالثانويه العامه، كما نفعل نحن وهنا يأتي التساؤل لماذا نهتم نحن بها هكذا؟ من رؤيتي البسيطه ذاك الأمر يعد مكتسبا من مكتسبات ثوره يوليو فأن ربوع البلاد بأسرها كانت تنظر للعلم أنه وسيله الهروب من عبوديه الباشا الإقطاعي والحصول علي لقب الأفندي هو المفر الأوحد من دائره الذل وبعدما أنتشر العلم والتعليم أهتم الأباء بما يدر سلطه وجاه فكانت كليات الحقوق والبوليس والحربيه هي الحلم والمنال لرقي مناصب الحاصلين علي شهاداتها وكان الإلتحاق بها والتعيين في مناصبها بالكفأه وعندما أختلف معايير الاختيار والإلتحاق في نهايه حقبه السبعينات وأصبح للقبول والإلتحاق بالمناصب العليا يحتاج لعوامل أخري بخلاف التحري أنصرف البسطاء والعوام وتركوا حلم المنصب والرتبه لأهلها فكان لأبد من وجود بديل يدفع الأباء لرغبه تعليم أبنائها فهنا لم يكن هناك بد من بديل يتكسب المرئ منه مالاً وفيرآ ونظراً لأن غالبيه الشعب المصري أنذاك كان من طبقه الموظفيين محدودي الدخل فانطلق تفكيرهم لكليات تدر مالاً علي خريجيها وكان الأختيار علي كليات الطب والصيدله والهندسه وخرج علينا مصطلح كليات القمه وفقدت كليات ككليه الحقوق والإقتصاد والعلوم السياسيه بريقها وأنصرف عنها طموح الأباء والأبناء وخاصه بعد ألغاء نظام القوي العامله عام ١٩٨٤ وظل الأمر هكذا حتي هذه اللحظه الأب يريد أبنه طبيبا أو صيدلانيا أو مهندسا لا يريده هكذا لخدمه البشريه ولكن لان قطاع عريض من هذه الفئات يكسب الكثير من الأموال لذا أصبحت الثانويه العامه حملا تنوء عن حمله الجبال علي كاهل أفراد الأسره المصريه وبعدما تكدست الجامعات بالطلاب وحققت مصر الأكتفاء الذاتي من جميع التخصصات جاء الوزير طارق شوقي بتغيير جذري لنظامها يقول نحن نحتاج الأذكياء فقط أما دون ذللك أبحث عن عملك بعيدا عن الشهاده تعلم للتعلم لا لتتكسب أدرس ما تحب ولا تدرس ما يجني المال تميز في تعليمك الذي يتفق مع قدراتك لا مع مجموع درجاتك التي حصلت عليها بالحفظ والتلقين كن مبدعا لا مرددآ وعلي أولياء الأمور أن يغيروا نظراتهم من تأمين مستقبل الأبناء بالشهاده وأجعلوا أبنائكم متعلمين لسوق العمل لا لمهنه بذاتها وأن كان علي المكسب المادي فلان المعيار أختلف فالميكانيكي المحترف يجني أمولا أكثر من للمهندس العادي والمحامي المتمكن يكسب أكثر من طبيب أعيته المعلومه والكفاءه وكوافير السيدات يكسب أكثر من كل الفئات ومطربي المهرجانات والشعبيات أصبحا صفوه المجتمع وهكذا أختلف المعايير فرفقا باولادكم اغرسوا فيهم التعليم لفهم الحياه وتوسيع المدارك لا صله له بكم الأموال المرجو تحصيلها أعلموا جيدا أن كلمه والدي أتعب سنه ترتاح العمر كله أصبحت بلا جدوي فلارزاق في مصر لا معيار لها ارفعوا النير عن اولادكم وأجعلوا الثانويه العامه مجرد سنه دراسيه لا مجرد