إشعار تليفون
نجد علي هواتفنا أحيانا إشعار بإنه يجب إخلاء مساحة من الهاتف لتنزيل المزيد من التطبيقات والوسائط التي نحتاج إليها او الوسائط او مساعدة هاتفك علي العمل بشكل افضل .
نشعر في بداية الامر بالإرتباك والحزن علي ما سنفقده ظنا منا ان كل ما لدينا علي ذاكرة الهاتف مهم لدرجة اننا لا يمكن الإستغناء عنه .. الصور البيانات الملفات
ولكن ماذا نفعل اذن؟! .. ليستمر إستخدامنا للهاتف بكفاءة أصبحنا مضطرين ..
و بفتح الهاتف والانتقال بين الصور والبيانات نجد اننا نحذف الكثير بسهولة فهناك العديد من الصور لم نعد بحاجة لتذكر من فيها وهناك بيانات وملفات لم نعد علي علاقة باصحابها ونجد ان الامر اسهل مما توقعنا في البداية فهناك دائما في ذاكرة الهاتف ما لم نعد بحاجة اليه الامر فقط يحتاج احيانا الي الاضطرار الي اتخاذ القرار بالتخلي .
ليس الهاتف فقط هو من يحتاج الي افراغ مساحة التخزين حتي يعمل بكفاءة او نستطيع ادخال ما نحتاج اليه ويمكن ان يكون فرصة للسعادة او النجاح .. ولكن نحن ايضا نحتاج الي ذلك يجب علينا دائما افراغ مساحة بداخلنا من الاحداث والاشخاص والشوائب التي تملأ حياتنا دون الحاجة لها حتي نستطيع ان نستقبل مشاعر وعلاقات ومعلومات واشخاص جديدة يجب ان نتقبل فكرة التخلي حتي نستطيع ان نستمر ونعمل بكفاءة.
يعاني الكثير منا ذكريات سلبية ترافقهم ويظلون سجناء لها لسنوات طويلة وافضل طريقة للتخلص من هذه الذكريات والاحداث المؤلمة ونسيانها هو مواجهتها وليس التهرب منها .. اعلم جيدا ان الانسان له مشاعر واحاسيس ولا نستطيع التحكم في هذه المشاعر والاحداث والصور التي تملأ ذاكرته بزر كما نفعل في الهاتف.
يجب علي الانسان التمسك بالذكريات الجميلة الناجحة فقط التي عاشها، وفي نفس الوقت يحاول التخلص من اللحظات السلبية والمؤلمة التي قد تستمر معه وترهقه حتي تقضي عليه .
ولكن للاسف الكثير منا لا يستطيع ذلك .. يهوي التعذيب ويظل سجين لتلك الذكريات السلبية والتي تأخذ من مساحة حياته ما يصعب معه ادخال مزيد من الاحداث التي ربما قد تغير مستقبله مما يسبب لهم معاناة نفسية قد تطول مدى الحياة.
ويسود الاعتقاد لدى الكثيرين أن نسيان ما عاشه الإنسان غير ممكن. ولكن أوضح العلماء ان الدماغ يتوفر على بنية ديناميكية يتم تحديثها وتكييفها بانتظام من خلال التجارب التي يعيشها الشخص. فخلال النوم نقوم تلقائيا بحفظ وتخزين بعض المعلومات في الذهن والتخلص من أخرى وخلصت نتائج بعض الدراسات إلى أن تسريع عملية نسيان الذكريات السلبية ومحوها من الذاكرة، ممكن فقط عبر تقليل الانتباه إلى الأحداث السلبية التي عشناها ولكن حتي نستطيع التخلي عن تلك الذكريات يجب ان نعلم جيدا انها لا تموت تلقائيا .. فلا يجب ان نخفيها في ثنايا اذهاننا ويجب لفت الانتباه إلى تلك الذكريات غير المرغوب فيها بدلا من محاولة صرف النظر عنها .
والتمسك بثقافة الامل والتفاؤل واليقين بان غدا اجمل والاقتناع بالمواجهة والتخلي والتجديد بشكل مستمر تعد بداية لكل من تملكت منه هذه الذكريات.
يجب ان ننظر احيانا الي الاشخاص الذين يتحملون قدر كبير من المعاناة الحقيقية بالمقارنة بتلك التفاهات التي نعتقد انها نهاية الكون وبالرغم من ذلك يواجهون الحياة بشجاعة وحب واصرار .
واخيرا .. نحن الانسان لا يجب ان ننتظر اشعارات تنبهنا بإخلاء مساحة من ذاكرتنا .