عبدالحى عطوان يكتب :- تجارة حديثة بلا دين أو ضمير
فكرت كثيرآ عن ماذا أكتب بمقالة هذا الأسبوع هل عن سد النهضه وأحلامنا فى ضربه !! ولا عن الفطر الأسود ذلك الفيروس الذى أصابنا بالرعب الخفى لكنى وجدت فيروس آخر لأبد أن ننتبه له فقد أصاب نفوسنا جميعنا ..
لماذا تغيرت أخلاقنا وتبدلت قيمنا ذلك الموروث الجميل الذي توارثناه جيلآ بعد جيل .
اذا كنا نشكو سوء البضاعة المقلدة التي تملأ أسواقنا ، فقد أصبحت التجارة بالأخلاق أكثر سوءاً وخطرآ وإذا كنا نفاجأ بأمراض وفيروسات تهدد حياتنا بالبقاء ، فإننا نشهد بمجتمعنا اليوم ملوثات للأخلاق أشد فتكا للنفوس
قد يقول البعض إنني أرسم صورة غير حقيقية أو مبالغ فيها لشعبنا ومجتمعنا فنحن متدينون حتى النخاع نسلك مسلك الشيوخ والقديسين والرهبان لكن فى الحقيقة ما أكتبه لا يعكس سوى خلاصة المرحلة التي نعيش فيها.
فلا يخفى على أحد اليوم ظهور شريحة جديدة من البشر باعت ضمائرها فى سوق النخاسة أصيبت بفيروس يلتهم لحم الناس بلا هوادة تجذبهم الكراسي ويلتفون حول أصحابها طالما بقوا عليها فإذا ما دارت يبحثون عن غيره أبواقآ بلا أدمغه
لماذا تغيرت أخلاقنا للاسوأ ؟
لماذا كل هذا الغش والخداع ؟
والنفاق والمصلحة في حياتنا اليومية .هل لأننا كما يقول البعض نعيش آخر الزمان الذي يكثر فيه الخبث ويندر فيه الخير والرحمة والحب والسلام ؟
لماذا طفا على السطح المتاجرين بالأخلاق؟ وجعلوا لها بورصات خاصة بهم بل عند تجارها كل شيء جائز وحسب مصلحتهم
هل بات علينا اليوم أن نقول
الله يرحم أيام زمان ...!!!
حينما كانت النشأة على الخير ، والطهر ، والفضيلة ، والعفاف .حين كانت النفوس صافية ، والصدق والمحبة والبركة إطارها ، كانت الضمائر مستيقظة والقيم والأخلاق منتعشة ... كان العيب عيباً ..
بينما اليوم أصبحنا في زمنٍ تغيرَّت فيه الضمائر حتي كادا أن يندثر أولاد الأصول من المجتمع، بل استطيع أن أقول عن يقين أختفت مراعاة الأصول في كل التعاملات ،وكأننا اصبحنا بلا ضمير تبدلت جيناتنا بموروثات غريبه فلم نعد نملك سمات و سلوكيات وأخلاقيات أولاد الأصول، كما كنا نراها ونحن صغار .بل يبدو أن الكلمة نفسها باتت لا يعرفها الكثيرون ولا يتعاملون بها، بل ويستهينون بها، وأصبح الحديث عن الأصول، وكأنه حديث عن عصر مضي وأنتهي منذ زمن
فإذا كنا نتمسك بالعدالة وندافع عنها منذ مائة عام فلماذا نستحل اليوم ظلم الآخرين حتى يرضى علينا القادة لماذا نلعب دور العبيد براحة الضمير ؟ لماذا ارتدينا ثوب المواعظ وسلكنا مسلك الغيرة العمياء والحقد الدفين
لماذا تحولت البلطجة إلى شجاعة والنفاق إلى لباقة والغش إلى مساعدة كريمة والتجسس والحرب القذرة على الناس لعمل وطني.
لماذا بتنا بلا ضمير نقرأ ولا نفهم ننساق كالقطيع وراء الإشاعات كم من الكراسي زالت وكم من أهل المناصب ماتت فإذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك إلا نستفيق !!
ما نعيشه اليوم تذكرنى بأبياتأ للشاعر شوقى حينما صاح وكتب قائلآ...
وإِذا أُصيبَ القَوْمُ في أَخْلاقِهِمْ ....
فأَقِمْ عليهم مأْتِماً وعَويلاً
#وأخيرآ أقول لأى مواطن تحاك ضده المؤمرات أو يشعر بوجع لإغتياله بلا دين ولا ضمير كن كالنخيل مرتفعآ ولا تعبآ بضمائر ماتت ونفوس ضاع منها الدين فأذا .....
سيدٍ متفضلٍ قد سبَّهُ ...
منْ لا يُسَاوي طَعْنةً في نعْلِهِ
وإذا استغابَ أخو الجَهَالَةِ عَالِماً ...
كانَ الدَّلِيلُ على غَزَارَةِ جَهْلِه
واحرصْ على التَّقْوى وكُنْ مُتَأَدِّباً
وارغبْ عن القَوْلِ القَبيحِ وبُطْلِهِ