أنا والعصفور الجريح
في شرفة المنزل القروي ذلك الذي يطل على مساحة خضراء تقف الأشجار ، فيها كجنود يحرسون النسيم ، ويدفعون به إلي الشرفة التي نجري إليها كلما ضاقت نفوسنا وبينما أنا غارقة في تأمل تلك الطبيعة بجمالها الخلاب وتلك الطيور التي ترسم دوائر من البهجة ، حين تحلق حرة طليقة تتنقل بين الأشجار المختلفة ، وكأنها تغرس الفرح في نفوس الشجر فيتمايل طربآ كأنثى هزتها نشوة الرقص ،وإذ بعصفور يحط علي كتفي وكأنه الملاذ الأخير بعد رحلة من التعب والألم ،
أنتبهت إليه مندهشة وضعته بين يدي وهالني ذلك الجرح ، الذي ينزف منه
يا الله وكأن أصحاب الجراح يلوذ كل منهم بالآخر حاولت أن أدخل به من الشرفة ، لأضعه بمكان يجد فيه المأوي والعيش الكريم وحين هممت الدخول به نظر في عيني نظرة إستعطاف ثم غادر يدي محلقا حيث الحرية ، التي رسخت فيه بقوة الجناحين حلق وعيناي تتبعه الي حيث اللامنتهي وقلبي يرتجف عليه بوحي غريزة الامومة ،
قلت يا الله حتي القسوة حتي الجراح لا تمنع الحرية وحتي القسوة تقابلها نظرة شفقة ،
حلق العصفور بعيدا وعدت إلي حيث كنت أبحث عن الرحمة والحرية ،
الجميلة(شطوره) حيث اهرول اليها حين اختنق من صخب المدينة وضغوط الحياة...جالسة في إسترخاء وهدوء امام المساحه الخضراء من ارض والدي وأعمامي اطال الله في اعمارهم حيث الزرع وجداول المياة المخترقه بين الزروع..شاخصة بصري اراقب الأطيار وهي تحلق فرحة حرة متنقلة بين ألأشجار والنخيل وإذ بفجأة يهبط علي كتفي عصفور جريح مثقوب القلب تسيل منه الدماء!! وكأنه طاف بعباد الله كلهم ولم يجد سوي كتفي لتحط عليه قدماه بعدما ادمته الجروح ..فنظرت اليه متسائله ماذا اتي بك الي؟ هل انهكت تعبا فلم تجد غير كتفي مأوي؟؟ ام استشعرت ان جرحنا واحد؟؟؟ فوضعت يدي علي رأسه وقولت: كاد العالم أن يذوب من كثرة قسوة القلوب..وأكاد اري الإنسانية والرحمة في إندثار..... لاتبتئس ياصغيري إني معك.....هذه يدي أمسك بها...وأسند برأسك هاهنا وانسي الذي قد اوجعك.....ولكن تركني محلقا بعيدااااا ومودعا اياي ولسان حاله يقول: كفي مابكِ من جروح وآلآم فهذا ماجنته علينا آيادي البشر!!!!!!